دعا، أمس، رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، رضا تير، إلى التفكير في وضع استراتيجية استباقية لولوج السوق الإفريقية في إطار منطقة التجارة الحرة القارية، وتوقع بأن تصل صادرات الجزائر من الطاقة للدول الإفريقية إلى أكثر من مليار دولار، مضيفا بأن الجزائر تتوفر على إنتاج وطني قابل للتصدير ومطابق للمعايير الدولية.
وكشف رئيس المجلس الوطني والاقتصادي والبيئي في تصريح صحفي على هامش افتتاحه لملتقى وطني حول "الصناعة الكهربائية: سوق المعدات الكهربائية وإمكانية التصدير"، نظم بالبليدة عن دراسات قام بها المجلس الذي يرأسه، تتعلق بالسوق الإفريقية، حيث ، مثل ما قال، إلى وجود طلب كبير على الكهرباء بمختلف أنواعها في إفريقيا، مشيرا إلى إحصاء 600 مليون نسمة بالقارة الإفريقية غير مستفيدين من الكهرباء، وذلك بمعدل نصف السكان، وقال بأنه يجب تشجيع الجزائر على ولوج هذه السوق خاصة منطقة التبادل الإفريقية.
وأكد رئيس المجلس، بأن الجزائر لها معدات صناعية كبيرة قابلة للتصدير، مشيرا إلى اختيار مجمع سونلغاز كمرحلة أولى لاقتحام السوق الإفريقية لما يتمتع به المجمع من قدرات في مجالات التكوين، المعرفة، التكنولوجيا، والأموال، وبالمقابل الدول الإفريقية لا تتوفر على ما يتوفر عليه مجمع سونلغاز، و أوضح بأن الجزائر تتوفر على شركات قوية، ويتم حاليا التفكير في خروج شركة النقل بالسكك الحديدية إلى إفريقيا بتوسيع خطوط النقل، إلى جانب اقتحام شركة كوسيدار لهذه القارة لما تتوفر عليه من قدرات، وأكد بأن الشركات الوطنية تتمتع بإمكانية ولوج تفضيلية إلى أكثر من ملياري شخص بموجب اتفاقيات التجارة التفضيلية التي أبرمتها الجزائر.
وفي سياق متصل قال رضا تير، بأن قطاع الكهرباء يعد قاعدة لتخصصات متعددة، فهو "أحد الرهانات الصناعية الكبرى التي تواجه الجزائر اليوم، ويستند على الابتكار المستمر والسريع، والذي يشكل أساسا للتقدم التقني الكبير، والذي يمتد ليشمل جميع القطاعات التطبيقية"، مشيرا إلى أن المعدات الكهربائية مطلوبة حاليا في الأسواق الناشئة والبنى التحتية للشبكات في جميع البلدان، ولاسيما إفريقيا، التي تمثل القارة بامتياز للبحث عن منافذ للتصدير، مضيفا بأن للجزائر دورا بارزا في هذه القارة، وما يزال سوق المعدات الكهربائية يوفر فرصا حقيقية للنمو والأعمال، لاسيما في ظل تطوير شبكات الكهرباء الذكية، وتسريع التنقل الكهربائي في أنظمة النقل المختلفة وتطبيقاتها.
وفي نفس الإطار دعا رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي إلى تعزيز صناعة الكهرباء، وتوسيع الجهود من أجل تحقيق التعافي والنمو، وبالمقابل تلتزم السلطات العمومية بمواصلة دعمها للمتعاملين الاقتصاديين، من خلال دعم التنمية المتوازنة للنسيج الصناعي برمته، مؤكدا بأن الصناعة الكهربائية تعد أولوية وقطاعا استراتيجيا، لما تقوم به من دور مهم في الابتكار، وكذا لانتشارها الكبير من أجل ترقية القطاع الصناعي والاقتصادي في الجزائر، وأضاف تير بأن نشاط التصدير أصبح مطلبا أساسيا لتوحيد النسيج الصناعي، فيما يشكل التحكم في تقنيات الإنتاج ميزة تنافسية حقيقية لتصميم مكونات عالية الأداء واقتحام السوق الدولية.
من جهة أخرى أوضح رئيس الكناس بأن الهدف من تنظيم ملتقى وطني حول الصناعة الكهربائية هو وضع أسس التنمية الصناعية للقطاع الكهربائي من خلال تعزيز النشاطات التي يحتل فيها البلد مكانة جيدة، إلى جانب تحديد المعوقات التي تعرقل تطوير القطاع وإيجاد حلول وتقوية الأدوات والآليات القانونية التي تتيح دعما ثابتا للمصدرين، وتحسين القدرات التنافسية للمعدات الكهربائية بهدف توزيعها على نطاق واسع.
وفي السياق ذاته قال رضا تير بأن المستثمرين يواجهون عراقيل لوجيستيكية ومالية ومعوقات متعلقة بدراسة السوق، وأوضح بخصوص العراقيل الداخلية بأن المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي قدم توصيات للحكومة فيما يخص التعامل مع البنوك، والتمويل من السوق أو البنوك، مضيفا بأن قوانين الصرف هي محل تفكير الحكومة حاليا، ومحل انشغال كبير من طرف رئيس الجمهورية، كما يشتغل عليها الكناس ويقدم اقتراحات حقيقية للتخفيف من وطأة هذه القوانين المثبطة للاستثمارات.
نورالدين ع