حذر عضو اللجنة العلمية لمتابعة تفشي فيروس كورونا، الدكتور إلياس أخاموخ، بأن الوضع الوبائي بالجزائر صار مقلقا أمام استمرار تسجيل ارتفاع في عدد حالات الإصابة اليومية، كما قال إن ظهور سلالة «دلتا» بعدد من المدن الكبرى، يُنذر بالخطر خصوصا أن هذا المتغير ينتشر بسرعة أكبر، مؤكدا أن التلقيح الجماعي يبقى الحل الأنجع في الوقت الراهن.
و قال الدكتور في اتصال بالنصر يوم أمس، إن الوضع الوبائي بالجزائر تحت السيطرة لكنه مقلق، بسبب حدوث ارتفاع في عدد حالات الإصابة المؤكدة منذ أسابيع، و ذلك تزامنا مع حلول فصل الصيف الذي تكثر فيه الزيارات العائلية والتجمعات و الأفراح و الأعراس، مع ما تشهده من تنقلات للمواطنين بين المدن، في ظل عدم احترام الإجراءات الوقاية.
و أبدى عضو اللجنة العلمية التابعة لوزارة الصحة، مخاوف من السلالة المتحورة «دلتا» لفيروس كوفيد 19، و هي النسخة التي تم اكتشافها في الهند، حيث ذكر أنها تتمركز حاليا في المدن الكبرى للجزائر، موضحا أن الخطر الأول لهذه السلاسة يتمثل في أن سرعة انتقالها تزيد بنسبة 40 بالمئة عن السلاسة البريطانية، أو كما يطلق عليها متغير «ألفا»، علما أن سرعة انتشار العدوى بالمتحور البريطاني تفوق تلك الموجودة في الفيروس الكلاسيكي.
وأضاف الدكتور أن الأعراض التي يسببها متغير «دلتا» الذي انتشر في العديد من دول العالم، تختلف عن تلك المعروفة سابقا مثل فقدان حاستي الشم و التذوق، إذ ينتج عنه إسهال و آلام في البطن.و بيّن الطبيب أن اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19 والتي تستعملها الجزائر، فعالة لحد الآن حتى مع السلالات المنتشرة حاليا، لكن الخطورة تكمن في أن الكثير من الأشخاص الذين مرضوا بكورونا المستجد من قبل وتعافوا، يعتقدون أنهم محميون من الإصابة مجددا ومن الأعراض المعقدة، وهو أمر غير صحيح، مثلما يوضح الدكتور، حيث أن هؤلاء الأشخاص ليسوا في مأمن و يتعين عليهم أخذ التطعيم لكن بعد مرور 3 أشهر على الإصابة.
و بخصوص أهمية أخذ اللقاح بالنسبة لفئة الشباب، أكد الدكتور أن الكثير من الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 سنة، أصيبوا بفيروس كوفيد 19 و دخلوا مصالح الإنعاش بمستشفيات الوطن، لهذا ينبغي تطعيمهم كباقي الفئات الأخرى، مضيفا بالقول “التلقيح الجماعي هو الحل الوحيد للخروج من الأزمة و تحقيق المناعة الجماعية”.
و دعا الدكتور أخاموخ، المواطنين إلى العودة لاحترام الإجراءات الوقائية، و منها ارتداء الكمامة، ليحذر بالقول إنه سيكون هناك ارتفاع في حالات الإصابة لو استمر الوضع على حاله، وذلك بسبب ما وصفه بحالة «الاستهتار» في ظل انتشار السلالات المتحورة، ليختم قائلا “آمل العودة للإجراءات الوقائية لتفادي موجة شهر نوفمبر الماضي التي عرفت تسجيل ألف إصابة يوميا”.
ياسمين.ب