اقتحم أعضاء من اللجنة المركزية و مناضلون لحزب جبهة التحرير الوطني المقر الوطني للحزب بحيدرة بالعاصمة أول أمس وأعلنوا سحب الثقة من الأمين العام أبو الفضل بعجي ومكتبه السياسي، بينما اعتبرهم هذا الأخير من "بقايا العصابة" الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة مع اقتراب الانتخابات المحلية.
حلقة أخرى من مسلسل الصراعات والعنف عاشها حزب جبهة التحرير الوطني أول أمس الخميس عندما نظم العشرات من أعضاء اللجنة المركزية ومناضلين تجمعا احتجاجيا أمام المقر الوطني للحزب بحيدرة قبل أن يتمكنوا من اقتحام المقر ودخول مكتب الأمين العام أبو الفضل بعجي.
وبدأ الاحتجاج الذي دعت إليه هيئة التنسيق المؤقتة للحزب في حوالى العاشرة صباحا، وقد رفع خلاله معارضو الأمين العام شعارات تطالب برحيل هذا الأخير، وبعد اقتحام المقر عقدوا دورة للجنة المركزية حضرها 297 عضوا- حسب المعارضين- بينهم 30 وكالة وبحضور محضر قضائي، وقرروا في الحين سحب الثقة من بعجي وفصله نهائيا من الحزب، و فصل مسؤول التنظيم كذلك، وحل المكتب السياسي وتجميد عمل لجنة الانضباط وإلغاء كل القرارات التي اتخذها بعجي بداية من 30 نوفمبر 2020 تاريخ انتهاء صلاحيته كأمين عام للحزب .
و كذا انتخاب مكتب دورة اللجنة المركزية وتكليفه بالعمل على توفير الشروط القانونية والسياسية والمادية لعقد دورة طارئة للجنة المركزية من اجل انتخاب قيادة جديدة للحزب تكون مهمتها الأساسية التحضير لعقد المؤتمر الحادي عشر، وقرروا تبليغ محضر الاجتماع لوزارة الداخلية غدا.
و قد تدخلت قوات الشرطة بعد ذلك وقامت بإفراغ مقر الحزب من الجميع معارضين وموالين للأمين العام وحتى من الموظفين والإداريين وأغلقت أبوابه.
من جهته عاد الأمين العام أبو الفضل بعجي بعد ذلك مساء بهجوم معاكس ودخل مكتبه بالمقر الوطني للحزب واصدر رسالة فيديو للمناضلين والإطارات أعلن فيها إيداع ثلاث شكاوى لدى العدالة ضد المعارضين الذين اقتحموا مقر الحزب باستعمال بلطجية وقاموا بتكسير تجهيزاته التي هي ملك للمناضلين على حد تعبيره.
ووصف بعجي في رسالته الصوتية المرئية مناوئيه "ببقايا العصابة" الذين كانوا يتعاملون بالفساد على مستوى القسمات والمحافظات ويأخذون الأموال في مناسبات انتخابية- حسبه.
وأضاف أن عدد أعضاء اللجنة المركزية الذين حضروا الاحتجاج لا يتجاوز 50 عضوا نصفهم مقصي بعد مداولات لجنة الانضباط المركزية، مشيرا أن هؤلاء الذين يدعون الشرعية قدموا منذ مدة طلبا لوزارة الداخلية لعقد دورة للجنة المركزية على أساس اكتمال النصاب القانوني، لكن لما تبين انه لا يوجد نصاب زوروا التوقيعات ومنهم مجموعة مقصية لا علاقة لها بالحزب- على حد قوله.
ودائما حسب ما ورد في رسالة بعجي فإن اقتراب الانتخابات المحلية هو الذي يحرك هؤلاء المعارضين الذين خافوا على مصائرهم وعلى تجارتهم التي هي بيع القوائم في الانتخابات التشريعية والمحلية.
و قال إن من له خلاف مع الأمين العام للحزب فليتجه للعدالة والمحاكم التي تبقى الوحيدة التي تفصل بينهم، ودعا جميع المناضلين إلى مواصلة عملية التحضير للانتخابات المحلية وإيداع ملفات ترشحهم، وأن المشرفين على العملية سينطلقون اليوم إلى مختلف الولايات للقاء لجان الترشيح المحلية.
في ظل صراع القوة بين الإخوة الفرقاء في الحزب العتيد قررت هيئة التنسيق المؤقتة المعارضة حسب بيان لها- عقد لقاء موسع يجمع أعضاء اللجنة المركزية وأعضاء غرفتي البرلمان إضافة إلى القسمات والمحافظات من مختلف مناطق الوطن يوم غد الأحد بمقر الحزب.
إلياس -ب