أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني أبو الفضل بعجي، أمس الأربعاء من سطيف، أن "الآفلان" لن يحيد عن مبادئه و أن الطموح الأول للحزب في الانتخابات المحلية المقبلة هو اكتساح المجالس البلدية والولائية، خاصة بعد الطريقة المنتهجة من قيادة الحزب في منح القواعد حرية اختيار المترشحين، مشيرا إلى أن الجزائر تتعرض لحملة مسعورة من قبل "نظام المخزن"، والذي وصفه بأنه يمثل "لوبي" تقوده فرنسا والكيان الصهيوني.
واستهل، أبو الفضل بعجي، خطابه خلال التجمع الشعبي الذي نشطه بقاعة المركب المتعدد الرياضات بحي 1006، بإبدائه الرضا التام عن الحضور القوي لمناضلي الحزب في جميع التجمعات السابقة بعدد من الولايات، مشيرا أن ذلك يبرهن شعبية الحزب وسط الشعب الجزائري.
وأضاف أن من أسباب قوة جبهة التحرير الوطني رفعها شعار "العدالة الاجتماعية"، من خلال الدفاع باستمرار عن مجانية التعليم والصحة، وهو ما سمح للبلاد، مثل ما قال، بتكوين مئات الآلاف من الإطارات في جميع التخصصات، مؤكدا أن الحزب لن يحيد عن مبادئه التاريخية، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره.
ودعا الأمين العام لجبهة التحرير الوطني مترشحي الحزب بالولاية، إلى تحقيق آمال وطموحات المواطنين، وقال: " المواطن البسيط لا يطلب المستحيل من المنتخب المحلي، لأن كل ما يريده في النهاية أشياء بسيطة، مثل: توفير المياه الصالحة للشرب وتعبيد الطرقات"، وتابع حديثه بالقول:" حذار من خيانة ثقة الناخبين ويجب أن تكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقكم".
وواصل بعجي حديثه بالتأكيد أن قيادة الحزب ولأول مرة منذ سنوات طويلة جدا، منحت القواعد في القسمات والمحافظات حرية اختيار المترشحين دون تدخل أي جهة أخرى، مضيفا أن الحزب اختار أحسن الكفاءات والطاقات الشبانية من أجل كسب ثقة الناخبين، وقال:" نحن اليوم في سوق سياسية بين مختلف التشكيلات، وحزب جبهة التحرير قدم أفضل بضاعة".
وعرج بعدها أبو الفضل بعجي للحديث حول ضرورة التفكير في قانون البلدية والولاية، وذلك من خلال منح المنتخبين صلاحيات وسلطات أوسع، "مادام أن الدستور الجزائري ينص في أحد مواده بأن السيادة يمارسها الشعب عن طريق ممثليه المنتخبين".
ووصف الأمين العام لحزب "الآفلان" العمل الإرهابي، الذي راح ضحيته ثلاثة مواطنين جزائريين في المعبر الحدودي بين الجزائر وموريتانيا بالعمل "الهمجي" من قبل نظام المخزن، مؤكدا وجود ما سماه "منظومة عدائية" ضد الجزائر تقودها فرنسا والكيان الصهيوني، مشيرا أن الحزب يعلم جيدا أن السلطات العليا للبلاد لن تترك هذا الفعل البربري يمر من دون عقاب.
وفي هذا الصدد قال أبو الفضل بعجي إن العملية الإجرامية، جاءت مباشرة بعد نجاح الدبلوماسية الجزائرية في إقناع الدول الإفريقية في رفض حصول الكيان الصهيوني على صفة المراقب في الاتحاد الإفريقي، منوها بوجود "صحوة عند النخبة الإفريقية" بدليل رفضها التواجد الفرنسي في الكثير من بلدان القارة السمراء.
وأكد بعجي أن الجزائر "غيبت" في العقدين الماضيين من التواجد المعهود في القارة الإفريقية، وهو ما استغلته الأطراف المناوئة التي استغلت هذا الفراغ من أجل توسيع نفوذها في دول القارة بفضل "أموال المخدرات".
أبو الفضل وفي ختام كلمته دعا مترشحي الحزب إلى العمل "بصورة جماعية" في الحملة الانتخابية، داعيا إياهم في نفس الوقت إلى التصدي لجميع المحاولات "الشخصية" لتزوير النتائج لصالح أحزاب أخرى، حيث أكد على أهمية وضع المراقبين في جميع المكاتب والمراكز، ومواصلة العمل الجواري لإقناع المواطنين بالتصويت لصالح قوائم الحزب في المجالس البلدية أو الولائية.
أحمد خليل