ساكنة مناطق الظل يقبلون بقوة على مراكز التصويت بالطارف
شهدت ولاية الطارف ، منذ الساعات الأولى لفتح مراكز الاقتراع، توافدا للناخبين من مختلف الفئات و الأعمار على مكاتب التصويت، من أجل أداء واجبهم الانتخابي، في أجواء تنظيمية محكمة، بعد تسخير مندوبية السلطة المستقلة للانتخابات، كل الإمكانيات المادية والبشرية والأمنية لإنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي الهام من جميع الجوانب، مع الأخذ بعين الاعتبار الالتزام بالتطبيق الصارم لتدابير الوقاية عبر مراكز الاقتراع، للحد من الإصابة بكوفيد19.
و خلافا لكل التوقعات كان الإقبال في الفترة الصباحية على مراكز التصويت متباينا من مركز لآخر مقارنة بالمواعيد الانتخابية السابقة، حيث بلغت نسبة المشاركة عند الساعة العاشرة صباحا، 5.3بالمائة بالنسبة لانتخاب أعضاء المجالس البلدية و 4.97 بالمائة لانتخاب المجلس الشعبي الولائي مقارنة بنسبة 3.96 بالمائة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة.
آمال كبيرة معلقة على أعضاء المجالس الجدد
سجلت مراكز التصويت خصوصا بكل من بلديات بوثلجة ، الشط ، بوحجار ، العيون ،القالة ،عين العسل و رمل السوق ،توافد فئة الشباب الذين أكدوا أن تجديد أعضاء المجالس المحلية يؤرخ حسبهم لمرحلة جديدة تحقق تطلعاتهم نحو مستقبل أفضل، حيث أكد «سمير .ط» 33سنة، أنه يعاني من إحباط كبير بسبب البطالة التي يتخبط فيها منذ تخرجه من الجامعة، في حين قال «أمين ب ع» ، 42سنة، أنه و رغم الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعاني منها مع البطالة و السكن و نقص المرافق بالبلدية التي يقطن بها، إلا أنه أصر على أن يدلي بصوته في هذا الاستحقاق لاختيار من يراه الأحسن في المجلس البلدي القادم للتكفل بمشاكله.
في حين أكد بعض الشبان أنهم يمارسون حقهم الانتخابي لأول مرة بعد بلوغهم سن 18 سنة، أنهم يأملون في تغيير الصورة النمطية القديمة للمنتخبين و ذلك بخدمة الشأن التنموي المحلي و التكفل بتحسين الإطار الحياتي و إيجاد الحلول للمشاكل.
من جهتها أكدت السيدة «حورية» 55 سنة، أنه لم يسبق لها و أن صوتت بعد أن كانت تكتفي بمنح وكالة لزوجها للتصويت مكانها، غير أنها حرصت هذه المرة على القيام بواجبها الانتخابي و قول كلمتها عبر الصندوق من أجل مستقبل أفضل يحقق تطلعات الساكنة و خصوصا منهم فئة الشباب.
مرضى و شيوخ لم يتأخرواعن أداء الواجب
من جهة أخرى، كانت فئة الشيوخ و العجزة في الموعد الانتخابي كالعادة في مثل هذه المواعيد الهامة، بإقبالهم على مختلف مراكز التصويت لأداء واجبهم الانتخابي، حيث لم تمنعهم حالاتهم الصحية و الأمراض التي يعانون منها و تقدمهم في السن، من الإدلاء بأصواتهم.
كما عرفت مراكز التصويت خلال الفترة المسائية، توافدا لافتا للعنصر النسوي، في طوابير عبر مكاتب الاقتراع، خلافا للفترة الصباحية التي كان فيها إقبال هذه الشريحة باهتا.
و سجل إقبال ملفت للناخبين على مراكز التصويت بالمناطق الريفية و الحدودية و مناطق الظل، على غرار قرى و بلديات حمام بني صالح، وادي الزيتون، بوقوس، عين الكرمة و العيون، لأداء واجبهم الانتحابي في اختيار ممثليهم في المجالس المحلية.
حضور قوي لساكنة مناطق الظل
و من أجل تمكين الناخبين من أداء واجبهم الانتخابي ،خصوصا بالقرى والمداشر النائية والمناطق شبه الريفية وحتى الحضرية ومناطق الظل، عمدت السلطة المستقلة للانتخابات، لتسخير وسائل النقل منذ الساعات الأولى لبداية عملية الاقتراع، لنقل المواطنين للقيام بعملية التصويت ذهابا و إيابا، بما في ذلك الاستنجاد بالخواص للتكفل بنقل الناخبين القاطنين بالمناطق المعزولة التي يصعب الحافلات الوصول لها، إلى جانب التكفل بتعقيم و تطهير مكاتب التصويت و فرض تدابير وقائية صارمة للحد من انتشار وباء الجائحة.
و اشتكى بعض المواطنين حرمانهم من أداء واجبهم الانتخابي بسبب إسقاط أسمائهم من قوائم الناخبين دون إخطارهم مسبقا، في وقت عجزت فيه حسبهم اللجنة المستقبلة للانتخابات، عن معالجة الأمر رغم إخطارها بالمشكلة، فيما أثار آخرون تحويلهم للتصويت بمكاتب بعيدة عن مقرات سكناهم، ما دفع بالبعض للعزوف عن الانتخاب.
غلق مركز احتجاجا على نقص أوراق التصويت
عرفت بعض مراكز التصويت خاصة بكل من بلديات القالة ، الذرعان ، الشط وبوحجار، مشاحنات ومناوشات بين المترشحين وممثليهم أمام محاولة البعض التأثير على الناخبين كادت أن تأخر منحى أخر ،مما استدعى تدخل رؤساء المراكز لإخراج المعنيين، الذين واصل البعض تصرفاتهم بمحيط مراكز التصويت في محاولة لاستمالة أصوات الناخبين والتأثير عليهم، الأمر الذي دفع الجهات المنية لتفريق هؤلاء وإبعادهم عن مداخل مراكز الاقتراع.
كما قام مرشحون بغلق مركز الاقتراع بمدرسة بوجدرة علي ببلدية زريرز، بعد تسجيل ممثليهم لنقص في أوراق مترشحي قائمة الأرندي، كذلك الحال بالنسبة لمركز التصويت مرادي محمد بنفس البلدية، مما دفع مندوب السلطة المستقلة بإيفاد لجنة تحقيق إلى عين المكان، للنظر في الإشكال و اتخاذ الإجراءات المناسبة، في حين سجل احتجاج أحد المترشحين من قائمة حزبه و تعويضه بمترشح آخر رغم إنصافه من قبل مجلس الدولة و تبليغه القرار للسلطة المستقلة.
جدير بالذكر، أن نسبة المشاركة بلغت عند حدود10صباحا5.03بالمائة بالنسبة لانتخاب أعضاء المجالس البلدية و4.97بالمائة لانتخاب المجلس الشعبي الولائي، قبل أن تقفز عند الواحدة زوالا إلى 16.62بالمائة للمجالس البلدية و 16.36بالمائة لانتخاب أعضاء المجلس الشعبي الولائي لتبلغ النسبة عند الثالثة زوالا 32.02بالمائة للمجالس البلدية و 31.68بالمائة لانتخاب المجلس الشعبي الولائي و قد بلغ عدد الهيئة الناخبة 33 ألفا و 220 ناخبا، موزعين على 886 مكتب انتخاب و 210 مركز تصويت في 24 بلدية يؤطرهم أزيد من 7 آلاف مؤطر .
نوري.ح