تم، أمس، الإعلان رسميا عن ترسيم الطبعة الـ 19 للألعاب الأولمبية والمتوسطية، بوهران في الفترة ما بين 25 جوان إلى 5 جويلية 2022، وبهذا تم وضع حد لكل الجدل والنقاشات التي سبقت ندوة اللجان الأولمبية وممثلي الوفود المشاركة حول عدم الجاهزية لاحتضان الدورة، وجاء القرار بعد تأكد كل الحاضرين على مدار أسبوع بوهران من رفع التحفظات.
أكد أمس محافظ ورئيس لجنة التنظيم للطبعة الـ 19 للألعاب الأولمبية المتوسطية محمد عبد العزيز درواز، خلال ندوة صحفية عقب انتهاء أشغال جلسات اللجان الأولمبية وممثلي الوفود المشاركة بفندق شيراطون وهران، أن التحدي الآن بعد ترسيم احتضان وهران للطبعة 19 للألعاب المتوسطية، هو العمل على أن تفوق الجاهزية كل التطلعات وعلى أكثر من صعيد، لإنجاح التظاهرة وأن تدخل في تاريخ الألعاب المتوسطية إلى الأبد.
وأضاف درواز في رده على أسئلة الصحافة، أن مسألة إقامة حفل موحد يوم 5 جويلية القادم وهذا لتزامن اختتام الطبعة الـ19 للألعاب المتوسطية مع احتفال الجزائر بالذكرى 60 لعيدي الاستقلال والشباب، من صلاحيات رئيس الجمهورية المخول لاتخاذ القرار المناسب، مضيفا أنه سبق وأن تم تقديم الاقتراح خلال لقائه مؤخرا مع وزير المجاهدين.
و أبرز درواز، أنه بعد استلام المنشآت الرياضية سيتم العمل مع كل الاتحاديات الوطنية لبرمجة منافسات رياضية و استغلال المنشآت لتجريبها أيضا، وأن هناك منافسات ذات طابع دولي مبرمجة حاليا في منشآت أخرى هي الآن قيد الترميم، ومنها البطولة الإفريقية للفروسية للشباب والأشبال في جانفي، والبطولة العربية للأندية الحائزة على الكؤوس في كرة اليد وستكون في شهر مارس بمشاركة 15 نادي ذكور وإناث، وأيضا البطولة الإفريقية للجيدو في كل الأصناف وستنظم في ماي القادم.
وأشار إلى أن الترويج للألعاب المتوسطية سيبدأ في جانفي المقبل بالاعتماد على كل الوسائل الممكنة لإبراز صورة الجزائر ووهران في تحضيراتها للألعاب المتوسطية، وأنه سيتم التعامل مع عدة أبطال منهم الموجودون في لجنة التنظيم مثل البطلة الأولمبية نورية بنيدة مراح سفيرة لجنة التنظيم وأبطال آخرين منهم الملاكم موسى وهو أول جزائري متوج بميدالية أولمبية في ألعاب لوس أنجلس 1984 رفقة الزاوي، بالإضافة للمتوجين في الألعاب المتوسطية ومنهم سليم إيلاس وسفيان بن شكور وأيضا سليمة سواكري، إلى جانب أبطال آخرين سيتم التقرب منهم وإدماجهم في سياق الحملة الترويجية لدورة وهران.
من جهته، جدد نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية للألعاب المتوسطية «برنارد أمسلام»، تأكيده ترسيم الطبعة 19 للألعاب المتوسطية في وهران، وهذا بعد رفع التحفظات وإزالة اللبس وتخوفات وقلق الوفود المشاركة والتي تلقى ممثلوها التوضيحات اللازمة حول تساؤلاتهم، ووقفوا ميدانيا على ما تم قوله خلال الجلسات، مبرزا أن كل الوفود ستعود إلى بلدانها مرتاحة ومطمئنة.
وقال «برناد أمسلام» في رده على أسئلة الصحافة، أنه مع تواصل الجائحة تم تأجيل العديد من المنافسات الرياضية الدولية والتي ستجرى في 2022، وعليه فهناك منافسات مكثفة العام المقبل ولن يكون سهلا على اللجان الأولمبية والفدراليات الدولية، انتقاء الأبطال الذين يشاركون في تظاهرة أو في أخرى، مبرزا أنه بخصوص ركائز استقطاب الرياضيين ذوو المستوى العالي لموعد وهران، هو توفير التجهيزات الرياضية ذات الطراز العالي مع وجود المكسب الحالي وهو القرية الأولمبية التي تواكب المقاييس الدولية، بالإضافة لإمكانية اعتماد الفدراليات الرياضية على المشاركة بأفضل فئة من الأبطال وهم الشباب الأقل من 23 سنة، على اعتبار أن موعد وهران سيكون فرصة لهم للعبور للألعاب الأولمبية بباريس في 2024، مشيرا في هذا السياق «بين الجزائر وفرنسا يوجد بعض المشاكل من حين لآخر، ولكن يمكن للرياضة أن تصالح بينهما».
وبخصوص إجراء 8 تخصصات للألعاب في مركز الاتفاقيات، أوضح المتحدث أنه لأول مرة في تاريخ الألعاب المتوسطية تقام منافسات 8 تخصصات في فضاء واحد، وأنه عندما زار المركز رفقة ممثلي الوفود المشاركة، انبهر لشساعة الفضاء الذي يتجاوز 12 ألف متر مربع، وللهياكل المحيطة به ذات الطراز العالي خاصة فندق الميريديان وأيضا للفضاءات الأخرى القريبة التي تسمح للرياضيين بالاسترجاع والراحة وهم يستنشقون نسمات المتوسط لأن موقع المركز يطل على البحر، ويسمح بتفادي تنقلات الرياضيين ومرافقيهم وإحداث اضطراب في التنظيم لأن كل حاجياتهم يتم تلبيتها في عين المكان، معتبرا هذه المنشأة مكسبا مهما للولاية وللجزائر « لا نجد في العالم منشآت مثل مركز الاتفاقيات بوهران».
من جهة أخرى، أفاد والي وهران وعضو لجنة التنظيم سعيد سعيود، أنه متأكد أن وهران جاهزة لاستقبال الألعاب المتوسطية في أحسن الظروف، وأن رضا وإعجاب الوفود التي قامت بزيارات ميدانية للمنشآت التي ستحتضن التظاهرة وأيضا لمختلف أنحاء مدينة وهران، هو دليل قاطع بأن الولاية جاهزة لاحتضان المنافسات.
مردفا كذلك في رده على أسئلة الإعلام، أن أشغال المركب الأولمبي انتهت بنسبة 100 بالمائة بعد أن كانت المنشأة البارزة في تأخر الإنجاز، كما أنه بالنسبة للمجمع المائي المخصص لمنافسات السباحة، فقد بدأت أمس عملية تنصيب التجهيزات والشركة الإيطالية شرعت في العملية التي ستنتهي مع نهاية جانفي المقبل، بينما مثلما أضاف الوالي، فإن أشغال الترميم والتهيئة بالقاعة متعددة الرياضات ستنتهي في منصف شهر جانفي.
أما مدير تنظيم الألعاب المتوسطية البطل الأولمبي سليم إيلاس، فأوضح أن اللجنة جهزت دفتر شروط بخصوص جانب الرقمنة «التي هي العمود الفقري للتنظيم»، وتم في هذا الدفتر حصر كل الاحتياجات المطلوبة من اللجنة الدولية للألعاب المتوسطية، وسيتم الفصل قريبا في اختيار المؤسسة التي ستشرف على هذا الجانب خلال فعاليات الدورة، وسيكون الانتقاء ما بين 4 شركات دولية التي لها الخبرة والاعتماد الدولي لتقديم خدمات رقمية في هذا المستوى.
بن ودان خيرة