أطلقت وزارة التربية الوطنية، أمس الأحد الحملة الوطنية الثانية لتلقيح أكبر نسبة من مستخدمي القطاع البالغ عددهم 740 ألفا و 346 موظفا، ضد فيروس كورونا ( كوفيد –19)، بالتنسيق مع وزارة الصحة، سعيا لتحقيق المناعة الجماعية المطلوبة في القطاع، لضمان استمرار السنة الدراسية في ظروف طبيعية.
وتأمل وزارة التربية أن تكلّل هذه الحملة الوطنية الكبرى التي تدوم إلى غاية الـ 19 من الشهر الجاري، بالنجاح لمنع تفشي الجائحة في القطاع بعد ظهور حالات عدوى بين التلاميذ والأساتذة، وناشدت الأساتذة الذين يمثلون أكبر شريحة، في القطاع بواقع 510 آلاف و498 أستاذا و كل الموظفين الالتحاق بمراكز التلقيح لتلقي التطعيم حماية لأنفسهم وأسرهم وللتلاميذ.
وقد تم اختيار وبتعليمات من وزير القطاع الأسبوع الأول من العطلة الشتوية التي تم تقديمها بأسبوع عن موعدها المحدد، «بعد التشاور مع الوزير الأول، وبناء على تقرير اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة انتشار فيروس كورونا في الجزائر» لإعطاء الفرصة لأكبر عدد من الموظفين للإقبال على مراكز التلقيح المنتشرة عبر ربوع كل إقليم تابع للمديريات الولائية للتربية الـ 60.
وفي هذا الصدد أكد مدير التربية لولاية قسنطينة عبد المجيد منصر، في تصريح للنصر بأنه قد تم تجنيد أطباء وحدات الكشف والمتابعة للقيام بالمهمة على مدار أسبوع كامل، لأجل تعزيز الوقاية والحد من انتشار الوباء في الوسط المدرسي، مشيرا إلى أن المؤسسات التربوية البالغ عددها 650 مؤسسة ( في الأطوار الثلاثة ) عبر تراب الولاية، قد تم ربطها وفق جدول مدروس بالتنسيق مع مديرية الصحة للولاية، بـ 49 مركز تلقيح.
وبعد أن أشار إلى أن أغلب هذه المراكز عبارة عن وحدات الكشف والمتابعة، باستثناء مركزين تم فتحهما داخل مؤسستين تربويتين، أكد المتحدث بأنه قد تم تسخير الأطقم الطبية، و الوسائل الضرورية الكفيلة بإنجاح هذه الحملة.
وشدّد السيد منصر على أهمية انخراط الجميع في تنفيذ برنامج التلقيح المسطر على مستوى المديرية، ودعا إلى تحسيس الأساتذة والموظفين والعمال كل حسب اختصاصه بضرورة تلقي التطعيم لتحقيق «المناعة الجماعية»، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الحملة الأولى من التطعيم قد كلّلت بالنجاح حيث بلغت 49 بالمائة ويتم الرهان حاليا على بلوغ نسبة 70 بالمائة وعلى الأقل 65 بالمائة.
كما أشار مدير التربية لولاية قسنطينة بالمناسبة إلى أنه قد قام بعد جلسة مع مدير الصحة الخميس الماضي وجرى الاتفاق على ضرورة خروج الفرق الطبية المكلفة بتلقيح موظفي القطاع على مستوى المراكز الـ 49 مركزا وتنتقل إلى المؤسسات التربوية، مضيفا بأنه قد أعطى تعليمات لمديري المؤسسات التربوية من أجل دعوة الموظفين للتواجد بالمؤسسات وقت برنامج مرور الفرق المكلفة بالتلقيح، من أجل أخذ الجرعة الأولى أو الثانية أو الثالثة ولما لا.
من جهة أخرى أفاد المتحدث أن مديريته الولائية برمجت اليوم الاثنين ندوة ولائية بقاعة المحاضرات الكبرى لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، دُعي إليها كل مدراء المؤسسات التربوية ومستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي إضافة إلى خبراء مديرية الصحة، بهدف استكمال برنامج التحسيس والتوعية بأهمية عملية التلقيح وتكريم المؤسسات التربوية التي تجاوزت نسبة التلقيح فيها 50 بالمائة، معربا عن أمله في أن تمكن هذه التظاهرة التي يحضرها والي الولاية، من إعطاء دفعة جديدة لعملية التلقيح وقال « نطمح أن نصل إلى تحقيق نسبة تلقيح بـ 70 بالمائة في أوساط مختلف شرائح موظفي القطاع».
من جهته تحدث مدير التربية لولاية جيجل محمد بشير زيد، عن تسطير برنامج تلقيح ضد كورونا لفائدة كل مستخدمي القطاع عبر الولاية، انطلاقا من المؤسسات التربوية التي سُجّلت بها حالات عدوى بجائحة كورونا ( في 4 ابتدائيات من بين 396 مدرسة و 12 متوسطة من بين 113 مؤسسة و 9 ثانويات منتشرة عبر الولاية من بين 50 )، وأشار في تصريح للنصر إلى أن تعليمات قد أعطيت لمديري المؤسسات تربوية للتحضير الجيد لإنجاح العملية، سيما توفير القاعات اللائقة والمجهزة بالثلاجات على مستوى المؤسسات التي ستنتقل إليها الفرق الطبية لتطعيم المستخدمين.
كما أشار المتحدث إلى إطلاق حملة تحسيس وتوعية واسعة النطاق لفائدة كل موظفي القطاع المعنيين عبر أثير إذاعة جيجل وعبر بعض وسائل الإعلام المكتوبة إلى جانب استغلال وسائل التواصل الاجتماعي لإبراز أهمية عملية التلقيح والهدف منها، وإعطاء قوة دفع لها سعيا لإقناع الأساتذة والموظفين والعمال بأهمية تلقي التطعيم ومن بينهم إطارات وموظفي المديرية والعمال المهنيين والمتعاقدين وموظفي المصالح الخارجية للمديرية، بمن فيهم موظفي المطاعم المدرسية والخدمات الاجتماعية .
وتأسف المتحدث بأن قطاع التربية بولاية جيجل سجل خلال حملة التلقيح الأولى إحدى أدنى النسب، بسبب شبه العزوف المسجل في ظل التراخي العام عبر تراب الولاية وعدم المبالاة بخطر انتشار
الجائحة.
ع.أسابع