• الأمين العام للنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين يتوقع دخولا هادئا
دعت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، أمس الثلاثاء، نقابات التربية لتفهم الوضع الاقتصادي للبلاد وسياسة ترشيد النفقات التي تبنتها الحكومة، والمساهمة في ضمان دخول مدرسي هادئ، معلنة عن استحداث منحتين جديدتين لفئة المقتصدين ومدراء المؤسسات، في وقت التزمت النقابات بعدم إفساد عرس الأسرة التربوية، دون التنازل عن حقهم الدستوري.
فقد استضافت وزيرة التربية أمس ممثلي 10 نقابات من بينها نقابة الأسلاك المشتركة، في لقاء جماعي وديّ تحضيرا للدخول المدرسي الذي سيكون يوم 6 سبتمبر المقبل بالنسبة للتلاميذ، وذلك بدل اللقاءات الثنائية التي كان من المزمع أن تبدأ أمس، والتي تعهدت الوزيرة بعقدها مباشرة بعد انطلاق الموسم الدراسي.
وبحسب مصادر نقابية، فإن نورية بن غبريط استغلت اللقاء لتكسب ودّ شركائها في القطاع تحسبا للدخول المدرسي، وكي تضع حدا للجدل المتعلق باعتماد العامية في التدريس، قائلة إنها لا يمكنها بصفتها ممثلة للحكومة أن تتجاوز الدستور الذي ينصّ على أن العربية هي اللغة الرسمية، وأن التدريس لا يكون إلا بالعربية الفصحى، داعية النقابات كي تنخرط في صياغة ميثاق أخلاقيات المهنة، الذي سيجنّب حسبها القطاع التعرض لهزات من شأنها أن تؤثر على مستقبل التلاميذ، كما استعرضت الوزيرة بصورة شاملة الوضع الاقتصادي للبلاد، محاولة إقناع النقابات بضرورة مراعاة سياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة، والتريث لتجسيد المطالب المرفوعة.
وأعلنت المسؤولة عن قطاع التربية عن استحدث منحة التأطير الخاصة بفئة المقتصدين، ومنحة المسؤولية لفائدة مدراء المؤسسات التربوية، مؤكدة بأنه سيتم الكشف عنهما رسميا قريبا، فضلا عن تنصيب اللجنة التي ستتولى صياغة توصيات الندوة الوطنية لتقييم إصلاح المنظومة التربوية، وكذا استحداث لجنة أخرى لضبط التدابير اللازمة المزمع اتخاذها للتكفل بالولايات التي صنفت في مؤخرة الترتيب بخصوص نتائج الامتحانات الرسمية.
وتعهدت نقابات الأساتذة وكذا نقابة الأسلاك المشتركة بالمشاركة في إنجاح الدخول المدرسي، مبدية في ذات الوقت تمسكها بالمطالب العالقة، معلنة عن تنظيم لقاء في إطار تنسيقية النقابات يوم 2 سبتمبر المقبل لدراسة ما يمكن اتخاذه من الإجراءات خلال العام الدراسي لتحقيق مطالبها.
وقال عاشور إيدير مسؤول نقابة «كلا» في تصريح «للنصر» ، بأن تنظيمه أبلغ الوزيرة رفضه بشدة بأن يتحمل العمال نتائج سياسة التقشف، متوقعا دخولا اجتماعيا صعبا بسبب تدهور قيمة الدينار والتضخم، معبرا عن خيبته لكون المسؤولة الأولى عن القطاع لم تقدم إجابات شافية للمشاكل المطروحة، كاشفا عن تنظيم لقاء قريب للمجلس الوطني للتنظيم لاتخاذ القرار الملائم، في حين دعا الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الوزيرة إلى تنظيم لقاء استعجالي قريبا لمعالجة ما وصفها بالمطالب الاستعجالية، من بينها الإدماج وملف المعلمين المساعدين. واقترح من جهته الأمين العام للوزارة السيد بلعابد إمهالهم إلى غاية 15 أكتوبر المقبل للنظر في كل ما طرحته النقابات.
ووصف من جهته بوعلام عمورة رئيس نقابة الساتاف اللقاء بالإيجابي، قائلا أن نقابته تؤمن بالحوار، متعهدا بعدم إفساد عرس الدخول المدرسي، لكنه اشترط على الوزيرة مراجعة القانون الأساسي لعمال القطاع، وكذا طريقة تسيير أموال الخدمات الاجتماعية، رافضا أن تتم صياغة ميثاق أخلاقيات المهنة في الاتجاه الذي يخدم الوزارة فقط، دون مراعاة مصالح الأساتذة، قائلا:» سنواصل الدفاع عن حقوق العمال، ولن نتنازل عن حقنا الدستوري».
وأبدى رئيس نقابة الاسلاك المشتركة علي بحاري، امتعاضه جراء الظروف المهنية والاجتماعية الصعبة التي يعيشها أزيد من 160 ألف موظف، من ضمن 200 ألف موظف ضمن الأسلاك المشتركة، جراء تدني الأجور التي لم تبلغ بعد الحد الأدنى المضمون والمقدر بـ 18 ألف دج، واصفا إلغاء المادة 87 مكرر بالأكذوبة، بدعوى أن الحكومة عدلتها ولم تلغها، عكس ما أعلن عنه رئيس الجمهورية، داعيا الحكومة لاستحداث منحة جديدة لتحسين أجور هذه الشريحة، والتي تضم المخبريين والإداريين والتقنيين الإعلاميين والوثائقيين، وكذا العمال المهنيين من بينهم أعوان الوقاية والأمن.
لطيفة بلحاج
توصيات بإنشاء مرصد وطني لمتابعة إصلاح «الألمدي»
الأمين العام للنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين يتوقع دخولا هادئا
توقّع مسعود عمارنة الأمين العام للنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، أن يكون الدخول الجامعي المقبل هادئا ، بالنظر إلى ما وفرته الدولة للمؤسسات الجامعية من هياكل و مرافق لاستيعاب الأعداد الكبيرة من الطلبة.
و أعرب مسعود عمارنة ، أمس على هامش جلسة اختتام الجامعة الصيفية لذات النقابة بوهران، عن اعتقاده بعدم وجود تحضيرات لأي إضراب في القطاع مع الدخول الجامعي الجديد.
و أشار من جهة أخرى، إلى أن منحة الدعم البيداغوجي والتمدرس المقدرة بـ 15 بالمائة حسبما ورد في الجريدة الرسمية منحت لخمسة قطاعات بها مكونون، وقد حظيت بالموافقة من طرف الحكومة وكل السلطات، بينما لم تفصل بعد مصالح الوظيفة العمومية في الملف الذي هو مجمد حاليا على مستواها، وهذا ما بلغ النقابة. كما أشار السيد مسعود عمارنة أنه قد بحث الوضع مع الأمين العام للإيجيتيا عبد المجيد سيدي السعيد الذي وعده بالتدخل وإعادة تفعيل الطلب، ونفى عمارنة أن يكون الأمر يتعلق بسياسة التقشف التي تنتهجها الحكومة. وفي رد سابق على سؤال وجهته النصر لوزير التعليم والبحث العلمي طاهر حجار، يندرج في ذات الإطار فإن ملف المنحة المقدرة بـ 15 بالمائة الموجهة للأساتذة الجامعيين، لازال قيد الدراسة.
وعلى صعيد آخر، أفاد الأمين العام للنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين، أن مردود مخابر البحث الجامعية ضعيف جدا بالنظر للموارد المالية المرصودة لهذا الغرض، وأرجع المتحدث السبب لبعض الممارسات البيروقراطية لدى موظفي الجامعة الذين يساهمون في عرقلة سيرورة الأعمال البحثية، دون إستثناء عقلية بعض المسؤولين على هذه المخابر من أساتذة الذين يحظون بالمسؤولية ولا يتحملونها بجدية.
وفي إختتام فعاليات الجامعة الصيفية الثانية للنقابة الوطنية للأساتذة الجامعيين والتي تمحورت حول تقويم نظام الألمدي، أوصى المشاركون بضرورة إنشاء مرصد وطني يتكفل بإصلاحات المنظومة الجامعية ومتابعة كل الإختلالات التي يمكن أن تنجم عن التطورات العالمية والداخلية المتغيرة بإستمرار، ومواكبة المستجدات العلمية المتسارعة، خاصة مع نظام الألمدي الذي أثبت نجاعته عالميا ويسير بخطى ثابتة في الجزائر حسب الأمين العام للنقابة.
كما ركزت التوصيات على إعادة النظر في كيفية الحصول على المرحلة الأولى من التعليم الجامعي أي الليسانس، على أن يتم تقليص عدد شهادات الليسانس إلى الحد المعقول وهذا بإعتماد ليسانس واحدة في العلوم الأساسية وأن يكون التخصص على مستوى الماستير وهذا من أجل ضمان أحسن تحصيل علمي للطلبة، وكذا ضرورة وضع حد نهائي للتعامل بالنظام الكلاسيكي. وتضمنت التوصيات في محاورها السبعة عدة نقاط منها الإهتمام بتكوين الموارد البشرية العاملة في الجامعات ومخابر البحث، والعناية بصياغة البرامج وتفعيل المراجعة الدورية لها بالتنسيق مع الشركاء الإقتصاديين والإجتماعيين، مع تشجيع كل التربصات الميدانية للطلبة لترقية معارفهم. ومن أجل الحرص على تجسيد تقويم إختلالات نظام الألمدي، أوصى المشاركون بإنشاء لجنة وطنية تعنى بالمتابعة لمسار الإصلاح.
للعلم ستدون هذه التوصيات مع شرحها وتفصيلها أكثر، في كتاب يصبح مرجعا في منظومة الإصلاحات الجامعية، وسيقدم خلال إنعقاد الندوة الوطنية لتقييم وتقويم نظام الألمدي التي ستكون في ديسمبر القادم قبل نهاية السنة الجارية.
هوارية ب