تتابع الأحزاب السياسية الممثلة في غرفتي البرلمان نشاط نوابها على المستوى المحلي، عبر إلزامهم بفتح مداومات واستقبال المواطنين والإنصات لانشغالاتهم، ورفعها إلى السلطات المعنية، وعدم الاكتفاء بحضور الجلسات العامة للمناقشة والتصويت على مشاريع القوانين التي تحال إلى الهيئتين.
تجتهد قيادات التشكيلات السياسية على تغيير الصورة النمطية للنائب البرلماني، من خلال تفعيل دور النواب على المستوى المحلي، وجعلهم حلقة وصل بين السلطات المحلية والمواطنين، ووسيلة لإيصال الانشغالات لا سيما ما تعلق بمشاكل التنمية المحلية.
وتلقى في هذا الصدد، نواب الغرفتين المنتمين للأحزاب الممثلة في غرفتي البرلمان توجيهات وتعليمات بضرورة التواجد المستمر بالولايات، والحرص على فتح مداومات لاستقبال المواطنين والإنصات لهم، والعمل على رفع مطالبهم إلى الجهات المعنية، سواء تعلق الأمر بالسلطات المحلية أو القطاعات الوزارية المعنية.
ولأجل تكريس المهمة الفعلية للنائب البرلماني قامت حركة البناء الوطني باستحداث قسم للشؤون البرلمانية على مستوى الحزب لمتابعة نشاط ممثليها بغرفتي البرلمان على المستوى المحلي، وألزمت الحركة نوابها 39 بالمجلس الشعبي الوطني، إضافة إلى الأعضاء 5 الذين انتخبوا مؤخرا بمجلس الأمة بفتح مداومات وأداء الزيارات الميدانية للولايات من أجل ضمان التواصل الدائم مع المواطنين.
وأفاد في هذا الشأن نائب رئيس الحركة عبد السلام قريمس في اتصال معه، بأن نشاط النائب على المستوى المحلي يندرج ضمن التزاماته تجاه الحزب، والمهام المتعددة التي يجب عليه القيام بها، منها النزول إلى الولايات وتنظيم لقاءات مع المواطنين وممثلي المجتمع المدني، وذلك بالتنسيق مع قسم الشؤون البرلمانية للحركة.
ويسعى من جهته حزب جبهة القوى الاشتراكية من أجل تفعيل دور منتخبيه بالهيئة التشريعية رغم محدودية عددهم، بسبب مقاطعته للانتخابات التشريعية الأخيرة والاكتفاء بالمشاركة في المحليات، التي مكنته من الفوز ب 4 مقاعد بمجلس الأمة خلال عملية التجديد النصفي لتشكيلة هذه الهيئة.
وأفاد في هذا الشأن الناطق باسم الأفافاس هشام زعنابي بأن مهمة الأعضاء الأربعة بالغرفة العليا للبرلمان لا تقتصر على تسوية مشاكل مواطني الولايتين اللتين ينحدرون منهما، بل هي تستهدف مختلف مناطق الوطن بما أن العهد النيابية وطنية وليست محلية، ويتم تجسيد ذلك عبر الخرجات الميدانية والجولات التي تستهدف مختلف الولايات.
وتم لهذا الغرض فتح مداومة لتنظيم العمل وتوفير أحسن الظروف لاستقبال المواطنين، وبحسب المصدر فإن من بين أهداف الحزب تحقيق استمرارية النضال على مستوى مؤسسات الدولة، عبر استعادة الدور الفعلي والحقيقي لغرفتي البرلمان، معتقدا بأن الظرف الاجتماعي الصعب يتطلب تنسيق الجهود والتعاون وضمان المرافقة الملائمة للمواطنين.
وأفاد من جهته الناطق باسم التجمع الوطني الديمقراطي الصافي لعرابي بأن تشكيلة الكتلة النيابية للأرندي المكونة أغلبها من شباب أعطت دفعا جديدا لنشاط الحزب على المستوى المحلي، بفضل المداومات التي تم فتحها بالولايات منذ الحملة الانتخابية للتشريعيات الأخيرة، وهي نفسها التي تسهر اليوم على التكفل باستقبال المواطنين ضمن نفس أجواء الحيوية والنشاط.
ويظهر دور النواب على المستوى المحلي وفق المصدر، من خلال الأسئلة الشفهية الموجهة لمسؤولي مختلف القطاعات الوزارية، والمتعلقة جلها بالتنمية المحلية، وذلك تنفيذا لبرنامج التجمع الوطني الديمقراطي، إذ يسهر المشرفون الولائيون على ضمان التنسيق بين النواب وقيادة الحزب، لا سيما ما تعلق بشرح دورالمنتخبين ومهامهم وصلاحيتهم كممثلين للشعب.
وتجتهد بدورها كتلة الأحرار بالهيئة التشريعية من أجل إبراز دورها في غرفتي البرلمان لا سيما وأنها أضحت تشكل قوة نيابية، فهي تضم 84 نائبا يمثلون 33 ولاية، فضلا عن 14 عضوا بمحلس الأمة، وبحسب ما أكده «للنصر» نائب رئيس الكتلة بالبرلمان بوشويط محمد أنور فإن الدعم الذي تلقاه المترشحون الأحرار من قبل المواطنين خلال الانتخابات التشريعية، يلزمهم بتنفيذ الوعود التي قطعوها، عبر الحفاظ على التواصل الدائم معهم.
ويستغل من جانبهم النواب الأحرار الجلسات المخصصة لطرح الأسئلة الشفهية لطرح انشغالات المواطن أمام مسؤولي القطاعات الوزارية المعنية، ووفق المتحدث فإن 40 المائة من الأسئلة المطروحة تقدم بها النواب الأحرار، مما يعكس حسبه حجم الثقة بينهم وبين المواطنين.
لطيفة بلحاج
