أكد، أمس الاثنين، يوسف بلمهدي وزير الشؤون الدينية والأوقاف، أن كل ما يتعلق ببرنامج شهر رمضان المقبل و كيفية تأدية صلاة التراويح، وبرنامج العمرة مرتبط بقرارات وتوصيات اللجنة العلمية، ما دام أن المخاوف من انتشار عدوى جائحة كورونا مازالت قائمة، مضيفا أن دائرته الوزارية ضبطت جميع الأمور والترتيبات، وهي على استعداد لتطبيق مختلف البرامج.
وأضاف الوزير، في تصريحات إعلامية، على هامش زيارته لولاية برج بوعريريج، أن مصالح الوزارة قد أعدت برنامجا لشهر رمضان، سيقدم للمجلس الوزاري المشترك مع الحكومة، وستكون هناك برامج تعنى بعناية المساجد والمدارس القرآنية، فضلا عن تكليف الأئمة بالتحضير، وتعيين المقرئين من حفظة القرآن والمشرفين على إقامة صلاة التراويح، تحسبا للشهر الفضيل، وانتظار توصيات اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة كورونا، للفصل في مختلف القرارات وكيفية اتخاذ الإجراءات الوقائية، مضيفا أن قرار الفتح الجزئي ما يزال ساري المفعول، كما هو الشأن بصلاة الجمعة، حيث ما تزال الاحتياطات واجبة وضرورية، مع مواصلة المساعي بتوسيع دائرة التحسيس والوعي لاتخاذ الحيطة والحذر من انتشار العدوى، وتوعية المواطنين بالإقبال على عمليات التلقيح الجماعي لتحصين المجتمع من العدوى.
و بخصوص التحضيرات لأداء العمرة، جدد الوزير تأكيده على أن العمل جار على مستوى الوزارة والديوان الوطني للحج والعمرة و الوكالات التي تستعد هي الأخرى ولها رؤيتها، لكن يبقى كل هذا مرتبطا كما أضاف بلمهدي بقرار اللجنة العلمية، والتوصيات الصحية والطبية التي تهدف إلى حماية المواطنين، مذكرا بغلق المساجد في وقت سابق حماية للأشخاص، وتأجيل الكثير من العبادات، بما فيها الحج، مستدركا أنه وفي "حال التعاون في رفع منسوب الوعي للقضاء على الوباء، فلا شك أن هناك إجراءات أخرى وعلى رأسها قرار الترخيص الذي سيفرح الجزائريين"، مجددا تأكيده على الاستعداد التام لإنجاح مختلف البرامج على مستوى الوزارة، في انتظار الفرج القريب كما أضاف الوزير.
و عبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، عن ثقته التامة في الخبراء والقائمين على متابعة الأزمة الوبائية باللجنة العلمية لاتخاذ القرارات المناسبة والصائبة، داعيا إلى الإسهام في تطبيق توصيات الوقاية، من خلال الالتزام الصادق والمسؤول بإجراءات التباعد و وضع الأقنعة الواقية والكمامات و استعمال محاليل التعقيم، حتى ترفع بعض التحفظات خلال الشهر الفضيل.
و في سياق متصل بمحاور الزيارة، كانت للوزير وقفة بالزوايا والمدارس التعليمية والقرآنية المنجزة من قبل المحسنين، و تكريم حفظة القرآن، حيث نبه بلمهدي إلى أن الجزائر لم تتخل يوما عن خدمة التعليم القرآني سواء من قبل الحكومة أو الشعب، مستدلا بالصرح الديني الذي كان محل زيارته التفقدية، والمتمثل في المجمع الديني التربوي المنجز بقرية الدراوزة ببلدية حسناوة، الذي تكفل أحد المحسنين بتشييده وإنجازه بإتقان عال في الهندسة والعمارة الإسلامية المغاربية، فضلا عما يقدمه من فرص للتكوين والبحث في المجال الديني، مضيفا بالقول إن " أهل الإحسان يدعمون القرآن وهو صرح وقفي تم تسليمه لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف لتعليم الأبناء الشعائر الدينية و تعاليم الدين الحنيف، والمساهمة في تنمية المجتمع لأن طالب القرآن الكريم، كان بالأمس الخزان الذي يمد الثورة التحريرية بالدعم كما ذكره الكثير من الخبراء والمجاهدين، واليوم دور المسجد كحصن لحماية الهوية الوطنية، وتجند الشباب لخدمة المجتمع من خلال الدروس التوعوية و التوجه الديني الوسطي المبني على المحبة، و نبذ التطرف والعنف والمساهمة في بناء الجزائر الجديدة وفقا لما اقتضته التزامات رئيس الجمهورية ونحن مندمجون لما فيه الخير للبلاد" .
ع/ بوعبدالله