كشف عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي فيروس كورونا رياض مهياوي أمس عن رفع مقترح للسلطات العليا للبلاد بتخفيف الإجراءات الوقائية للتصدي للوباء، بعد تسجيل مؤشرات إيجابية حول تحسن الوضع الصحي، بشكل أضحى يمهد للعودة إلى الحياة الطبيعية في ظل توخي الحيطة والحذر.
أفاد البروفيسور رياض مهياوي في تصريح خص به «النصر»، بأن اللجنة العلمية لمتابعة تفشي فيروس كوفيد 19، رفعت مؤخرا مقترحا للسلطات العليا للبلاد يتضمن تخفيف الإجراءات الاحترازية للتصدي لانتشار الجائحة، مؤكدة بأن مقترحها يقوم على جملة من المؤشرات الإيجابية المسجلة مؤخرا بخصوص الوضعية الوبائية التي أصبحت تتجه يوميا نحو التحسن.
وأضاف المتدخل في تعقيبه على سؤال «للنصر» حول إمكانية العودة التامة إلى الحياة الطبيعية، بأن بلوغ هذه المرحلة هي أمنية كل الجزائريين، بعد معاناة مع الجائحة استمرت لأكثر من سنتين، متوقعا بأن تبادر السلطات المعنية بالإعلان عن إجراءات جديدة خلال الأيام القادمة، بما يتناسب مع طبيعة الظرف الصحي، لكن في ظل الالتزام المستمر بالحيطة والحذر.
ويرى البروفيسور مهياوي بأن مؤشرات الوضع الوبائي في جل بلدان العالم كلها تؤكد على تراجع انتشار فيروس كورونا، على غرار ما تعرفه الجزائر حاليا، التي انخفضت بها حالات الإصابة الجديدة بشكل أصبح يبعث على الأمل، ويمهد لاستئناف عديد الأنشطة التي توقفت بسبب الجائحة.
ولم يستبعد عضو اللجنة العلمية أن تحدو الجزائر حدو عديد البلدان التي قررت التخلي عن جزء هام من التدابير الاحترازية، دون التجاهل التام للوباء، وما يمكن أن يحدثه من مفاجآت في المستقبل، جراء عدم تمكن المختصين لحد الآن من تشفير الفيروس وتوقع الطفرات التي قد تحدث مستقبلا.
وأوضح المصدر بأن الإجراءات التخفيفية ستشمل الأنشطة التي ما تزال محصورة في مجالات محددة، على غرار حركة النقل الجوي، بتوسيع عدد رحلات الخروج والدخول إلى الوطن، وكذا فتح الفضاءات التي ما تزال مغلقة، والترخيص بممارسة الأنشطة التي تم تقييدها بسبب تفشي الوباء.
ويذكر بأن وزارة التربية الوطنية بادرت من جانبها لاتخاذ قرار العودة إلى نظام التدريس العادي، والتخلي عن نظام التفويج بداية من الدخول المدرسي المقبل، بناء على ما جمعته من معطيات إيجابية على مستوى اللجنة العلمية، أضحت تساعد على استئناف الأنشطة البيداغوجية في أجواء جد عادية، وإنجاز البرامج الدراسية كاملة غير منقوصة.
وشدد البروفيسور مهياوي في ذات السياق، بأن القرار الأول والأخير بشأن رفع القيود التي ما تزال مفروضة على بعض الأنشطة، يعود إلى رئيس الجمهورية الذي يحق له اتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات بما يخدم الصحة العامة ولا يضر بمصلحة المواطنين، في حين تقتصر مهمة اللجنة العلمية على جمع المعطيات والمؤشرات الخاصة بالوضعية الوبائية، وتقديم المقترحات فقط.
وأضاف المتدخل بأن اللجنة العلمية ستظل على نفس المستوى من اليقظة لترقب ما قد يطرأ على الوضع الصحي من مستجدات، قائلا إن الوباء ما يزال جديدا على العالم ولا أحد يمكنه أن يتحكم فيه، رغم أن جل المعطيات تؤكد حاليا على تراجع الجائحة، وتحول الفيروس إلى ما يشبه الأنفلونزا العادية.
علما أن وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبد الرحمان بن بوزيد أعلن في لقاء جمعه في الأيام القليلة الماضية بإطارات القطاع، عن الاستئناف التدريجي للأنشطة الصحية بالمستشفيات، بفضل استقرار الوضع الصحي، من خلال شروع المصالح المختصة في استقبال المرضى وبرمجة العمليات الجراحية المؤجلة.
لطيفة بلحاج