يعكف الهلال الأحمر الجزائري على إطلاق مبادرة إنسانية بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية، تهدف إلى القضاء على ظاهرة الأشخاص دون مأوى، عبر إعادة لم شمل العائلات المتشتة، التزاما بما تنص عليه عادات وتقاليد المجتمع الجزائري الأصيلة.
تحضر رئيسة الهلال الأحمر الجزائري السيدة سعيدة بن حبيلس لتوجيه مراسلة إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، لإعادة إحياء برنامج إنساني يرمي إلى القضاء على ظاهرة الأشخاص دون مأوى، وكذا وضع الآباء المسنين في دور الشيخوخة بحجة صعوبة ظروف المعيشة.
وأوضحت السيدة بن حبيلس بأن المبادرة ترمي في الأساس إلى استرجاع قيم وعادات المجتمع الجزائري الأصيلة، وتوطيد التماسك الأسري، بما يؤدي إلى معالجة ظاهرة الأشخاص دون مأوى، الذين تتوجه إليهم في غالب الأحيان مساعدات الجمعيات الخيرية بمنحهم وجبات ساخنة لتخفيف المعاناة عنهم، في حين يسعى الهلال الأحمر الجزائري إلى معالجة الظاهرة من جذورها بالعودة إلى مسبباتها.
وتعتقد المتحدثة بأن وضع كبار السن في دار الشيخوخة، أو الزج بأحد أفراد الأسرة للمبيت في الشارع بسبب مشاكل عائلية، هي ممارسات غريبة ودخيلة عن المجتمع الجزائري، ولا تعكس أخلاقه وقيمه المتأصلة، قائلة في تصريح «للنصر» إن الهلال الأحمر الجزائري يريد أن يطرح القضية من منطلق ديني وأخلاقي.
وانتقدت المتدخلة في سياق ذي صلة، استغلال بعض القنوات الإعلامية مآسي الأسر التي تعاني التمزق والفقر، لتحقيق نسب مشاهدة عالية، قائلة إن أكثر ما تشمئز له مشاهدة سيدة تذرف الدموع أمام الكاميرا طمعا في الحصول على مساعدة أو إعانات كي تتجاوز محنتها، أو من أجل أن تعيد جمع شمل أسرتها المتشتة.
وأكدت بن حبيلس رفضها التام لإشهار مشاكل عائلية دون أدنى احترام لكرامة الإنسان، قائلة إن ما تقوم به بعض القنوات هو عيب وحرام، لأن منح المساعدات ومعالجة الخلافات العائلية يجب أن يتم بعيدا عن أعين الناس والكاميرا، وفي ظل احترام كامل لخصوصية الأشخاص، وهو ما يسعى إليه البرنامج الإنساني الذي سيتم إطلاقه عن قريب بالتعاون مع قطاع الشؤون الدينية.
وسيتم تجسيد هذه المبادرة ميدانيا وفق المتحدثة، عبر تنصيب لجنة قطاعية تضم ممثلين عن عدة وزارات، من بينها الداخلية والجماعات المحلية والتضامن والشؤون الدينية، فضلا عن ممثلين عن أسلاك الأمن والكشافة الإسلامية والمجتمع المدني، وبحسب المصدر فإن الوضع الوبائي كان سببا في تعطيل تحقيق هذا البرنامج، فضلا عن مواجهة بعض المشاكل المتعلقة بتحديد الصلاحيات عن محاولة إطلاقه.
وتعتقد السيدة بن حبيلس بأن المساعدات الإنسانية من أغذية وأفرشة وألبسة، يجب أن توجه للأسر التي تعاني مشاكل اقتصادية، بهدف مساعدتها على استقبال أبنائها الذين هجروا المحيط العائلي، وعاشوا حياة التشرد لأسباب مختلفة، موضحة بأن البرنامج الإنساني قيد الإعداد يستهدف أيضا الأشخاص المسنين المتواجدين بدور الشيخوخة، الذين حرموا بدورهم من أجواء الدفء
الأسري. لطيفة بلحاج
