* ضرورة تصويب الخطاب الديني و التصدي لـ «الاستعمار الجديد»
كشف وزير الشؤون الدينية و الأوقاف السيد يوسف بلمهدي، أمس السبت ببومرداس، أن جامع الجزائر سيكون له سبعة أئمة مفتين و أن كل ولاية سيكون لها إمام مفت واحد، فيما شدد على حتمية توجيه الأئمة نحو تصويب الخطاب الديني و التصدي للأفكار الهدامة و السموم التي اتهم دولا بالضلوع فيها بهدف كسر الجزائر عبر كامل المستويات.
و قال الوزير في تصريح صحفي على هامش زيارة تفقد و معاينة للقطاع عبر الولاية، إن عملية تحضير التأسيس للأطر و الآليات لمنصب الإمام المفتي الذي يخوّل له دور حماية المرجعية الدينية و المحافظة عليها، «متواصلة».
وأشار إلى تنصيب لجنة تأهيل و انتقاء الأئمة و العلماء الذين سيختارون الأئمة المفتين بجامع الجزائر الذي سيضم لوحده سبعة مفتين بالإضافة إلى تعيين مفت واحد بكل ولاية من ولايات الوطن.
و تضم اللجنة أئمة و علماء و مشايخ و أساتذة و أعضاء اللجنة الوزارية للفتوى، بالنظر إلى «العدد الكبير من الكفاءات الوطنية المرشحة و ذات القدرة على الإشراف على منصب الإمام المفتي»، حسب السيد بلمهدي.
وأضاف بأن اللجنة «ستختار و تنتقي الأئمة المفتين في جلسات علمية، وفق معايير و مقاييس محددة التي توحد الفتوى ضمن الأطر المرجعية التي تحمي الوطن من كل انزلاقات فكرية و ثقافية» و غيرها.
وفي إطار التحضير لعملية تنصيب الأئمة المفتين بجامع الجزائر، قال الوزير إنه خلال زيارة عمل قام بها مؤخرا إلى جمهورية مصر، عقد جلسة مع مفتي مصر من أجل ربط جسور تعاون لتكوين الأئمة المفتين الجزائريين في مؤسسات الإفتاء بمصر خاصة، مسجلا أن للبلدين «نفس المرجعية الدينية المالكية».
واعتبر السيد بلمهدي المساجد، «بمثابة مركز للحياة و الإعمار» و لها دور»وطني باعتبارها مؤسسة تعمل على ترقية و تربية و تعليم و تماسك المجتمع ككل».
و لدى إشرافه على مراسيم افتتاح الندوة الجهوية الأولى لمفتشي ولايات الوسط التي تحتضنها قاعة المحاضرات يوسف بن أوجيت بولاية بومرداس، أكد بلمهدي على أهمية دور المسجد و الإمام في الوقت الراهن، أين أضحى في مواجهة الكثير من التحديات خاصة تلك التي تأتي من الفضاء الرقمي و الوسائط التكنولوجية التي فتحت حسب قوله منابر جديدة للفتوى.
و حذّر الوزير مما أسماه بالسموم الخطيرة التي اتهم دولا معروفة بالضلوع فيها، من أجل كسر الجزائر دينيا، سياسيا، اقتصاديا و أمنيا، مؤكدا على دور مفتش التعليم القرآني و التوجيه الديني، الذي يحتاج بحسب قوله إلى تطوير خبراته و أدائه بقدر حجم السموم التي يواجهها و من أجل الحفاظ على أمن و وحدة الوطن.
بلمهدي دعا في ذات السياق جميع الأئمة إلى التحلي بالحذر في الخطاب الديني، فيما يرسخ لتوحيد الأمة و محاربة الأعداء، من خلال خطاب يكون بمثابة الحجرة الصماء في وجه ما أسماه بالاستعمار الجديد، و يكون بذلك الإمام واحد من أبناء الجزائر التي هي اليوم بحاجة إليهم جميعا من أجل بناء دولة قوية.
و أكد الوزير على أهمية تطوير و ترقية مفتشية التعليم القرآني و التوجيه الديني، و هو ما تسعى لأجله الوزارة من خلال هذه الندوة الجهوية الأولى، في انتظار أن تتبعها ندوات جهوية أخرى عبر كامل التراب الوطني، بهدف رسم مقاربة ملائمة لمواجهة مختلف التحديات التي يواجهها قطاع الشؤون الدينية و الأوقاف.
يذكر أن وزير الشؤون الدينية و الأوقاف كان قد أشرف لدى زيارة العمل و التفقد التي قادته لبومرداس على تدشين المدرسة القرآنية محمد المقراني ببرج منايل، و تدشين مسجد عقبة بن نافع بوسط مدينة بومرداس.
إيمان زياري/وأج