تسببت الحرائق التي شهدتها غابات ولاية سكيكدة، خلال 36 ساعة الماضية، في وفاة شخصين، الأول يدعى (ج. ن) 45 سنة على مستوى مزرعة إسماعيل بوكرمة ببلدية رمضان جمال، اختناقا بالدخان و الثاني عمره 68 سنة، فيما ألحقت خسائر فادحة بالمحاصيل الفلاحية، حسب ما علم من المدير الولائي للحماية المدنية، فيما تنقل المدير العام للغابات لتفقد حجم الأضرار و معاينة جهود إخماد الحرائق و تقديم العزاء لأهالي الضحيتين.
النصر تنقلت، أمس، إلى جبل بولقرود، للوقوف على جهود عملية إخماد الحرائق، التي وصفت بالأكبر، حيث تستمر عملية الإطفاء حسب مدير الحماية المدنية منذ يوم الثلاثاء، في وقت تمت السيطرة على ستة حرائق أخرى.
و حسب المسؤول، فإن الضحية الأول كان يعاني من مرض القلب و ارتفاع في الضغط الدموي و شارك في إخماد النيران، ما أدى إلى إصابته بالاختناق، حيث تم نقله إلى المستشفى، أين فارق الحياة، بينما الثاني و هو شيخ، فكان يعاني من مرض السكري.
و أضاف المتحدث، أن ألسنة النيران تسببت في خسائر معتبرة في المحاصيل الزراعية و كذا مساحات من الغطاء الغابي، من حشائش و أحراش.
كما ذكر المصدر، أن جهود الحماية المدنية متواصلة لإخماد حريق جبل بولقرود، رفقة أفراد الجيش الشعبي الوطني و أعوان الغابات و قد تم تسخير سرب جوي تابع للحماية المدنية و آخر لقوات الجيش، بالإضافة إلى دعم من المصالح الأمنية المشتركة للدرك و الأمن الوطنيين.
و خلال معاينتنا للمكان، لاحظنا على طول الطريق الغابي، آليات و عتاد الحماية المدنية و مصالح الغابات و أفراد الجيش منهمكين في عملية إخماد الحريق و رغم أن المسالك الجبلية أين تتواجد مواقع الحرائق، كانت جد صعبة، لكن وقفنا على مجهودات جبارة للسيطرة على الحريق و هي العملية التي تواصلت إلى ساعة متأخرة من مساء أمس.
و في طريقنا صادفنا مربي نحل، قالوا إن النيران تسببت في إتلاف ممتلكاتهم من صناديق و بساتين و غيرها و عصفت بأزيد من 20 سنة ذهبت حسبهم في خمس دقائق.
بعدها تنقلنا إلى بيت عزاء الضحية الأول برمضان جمال وجدنا أهالي المتوفى في حالة من الصدمة و اعتذروا عن الإدلاء بأي تصريح، فيما تحدث لنا أحد المعزين، عن كون المرحوم كان صديقا مقربا له و توفي أثناء مشاركته في إطفاء الحريق لمنع وصول ألسنة اللهب إلى المنزل و البستان المجاور، مضيفا أن الفقيد ترك ثلاثة أبناء. و تنقلنا بعدها إلى منزل الضحية الثاني بمنطقة بيسي، أين وجدنا بعض الأهالي رفقة رئيس البلدية، ينتظرون عودة العائلة من عملية الدفن في المقبرة و أشاروا إلى أن الوفاة خلفت صدمة كبيرة لدى عائلة المرحوم.
و قام، أمس، الأمين العام لوزارة الداخلية و الجماعات المحلية، رفقة المدير العام للغابات، بزيارة إلى ولاية سكيكدة، حيث تنقلا إلى جبل بولقرود، للوقوف على جهود إخماد الحرائق، كما تنقل إلى عائلتي الضحيتين لتقديم العزاء لأهلهم و ذويهم.
كمال واسطة