أكد أمس مجاهدون بأن التغيير الذي مس التنظيم العسكري للثورة والاستراتيجية الجديدة التي انتهجتها القيادة العسكرية أربكت المستعمر وعجلت باستقلال الجزائر، وأشاروا في ندوة تاريخية نظمتها جمعية الصحفيين والمراسلين لولاية البليدة حول " استراتيجية الثورة في تحقيق الانتصار" إلى أن التنظيم العسكري الذي اعتمد عقب اندلاع الثورة عرف ضغطا كبيرا من طرف المستعمر، وحاول خنق الثورة، في حين مع اعتماد استراتيجية جديدة مبنية على أفواج صغيرة والدخول إلى المدن وتنظيم أعمال فدائية أربك السلطات الاستعمارية التي أرغمت على الدخول في مفاوضات مع قادة الثورة.
وأشار في هذا الإطار المجاهد خالد طالب بأن مخططات ديغول الجهنمية اتجاه الشعب الجزائري والثوار كلها فشلت، بالرغم من الإمكانيات الكبيرة التي سخرها لإجهاض الثورة، لكنه في الأخير أرغم على الرضوخ للمفاوضات، وأشار إلى أن الثورة كانت منظمة واعتمدت على عدة استراتجيات في انطلاقاتها في الفاتح نوفمبر أو بعد مؤتمر الصومام، مشيرا إلى أن التنظيم العسكري الذي اعتمده جيش التحرير الوطني مع اندلاع ثورة أول نوفمبر عاش ضغطا كبيرا من طرف المستعمر، وكادت القيادة العسكرية الفرنسية أن تجهض الثورة، في حين مع اعتماد استراتيجية عسكرية جديدة تقوم على تقسيم الجنود إلى أفواج والدخول إلى المدن والقيام بأعمال فدائية أربكت المستعمر، وجعلته يفشل في كل مخططاته، وأرغم ديغول الذي جاء لإجهاض الثورة على المفاوضات مع الثوار، ومنح الاستقلال للجزائر، مضيفا بأن انتصار الثورة كان بإرادة الشعب والتنظيم الذي عرفته الثورة التي تفاجأ لها المستعمر ومساعديه وراجعوا حساباتهم حول وجودهم في الجزائر.
وفي السياق ذاته أوضح المجاهد طالب بأن ديغول بعد دخوله للجزائر كان مكلفا بمهمة حرق الثورة وإجهاضها والدفاع عن مصالح فرنسا، ووضع عدة مخططات لذلك منها مخطط شارل للقضاء على الثورة، ومخطط قسنطينة لإطفاء المد الثوري والفصل بين الثورة والشعب، وكذا مخطط سلم الشجعان، لكن كل هذه المخططات فشلت مع صمود الثورة وتغيير استراتجيها في المقاومة، مضيفا بأن الثورة أثبتت بصمودها على أن ديغول شخص فاشل عسكريا وسياسيا وصرف الملايير وجند آلاف العساكر والأسلحة لإجهاض ثورة شعب، في حين لم يصل إلى مبتغاه وفشل في كل مخططاته، ولم يبق له من سبيل سوى الجلوس على مائدة المفاوضات التي لم يخيرها وإنما كان مرغما عليها.
وفي السياق ذاته قال المجاهد خالد طالب بأن مؤتمر الصومام أعطى قواعد سياسية وعسكرية وتنظيم وانطلاقة جديدة ورؤية مغايرة للجان الشعبية، وكذا استحداث الرتب العسكرية، وكان هذا المؤتمر محطة مهمة وفاصلة في تاريخ الثورة، مشيرا ّإلى أن الاستقلال كان ثمنه غال وتضحياته كبيرة وجسيمة، مشيرا إلى أن الجزائر ورثت بعد الاستقلال تركة ثقيلة منها الجهل، الأمية، الفقر، و5 آلاف قرية مدمرة، في حين اليوم وبعد ستين سنة من الاستقلال حققت الجزائر انتصارات مختلفة، منها ما يقارب 100 جامعة وآلاف الإطارات في مختلف التخصصات، داعيا إلى حماية هذه المنجزات بوحدة الشعب والجيش وحماية الوطن من السموم التي تحاك في الخارج من أجل خلق الفتنة بين مكونات الشعب، مؤكدا بأن حماية البلد تكون بكشف هذه المخططات وحماية الاستقلال يكون بالعلم والتكنولوجيا ومحاربة الفوضى والفساد.
وفي الإطار ذاته أشار المجاهد عبد الرزاق خشنة بأن الشعب الجزائري حقق المعجزة بثورته بعد أن كان ينظر إلى الاستقلال على أنه ضرب من المستحيل، مشيرا إلى أنه لا يوجد شعب في العالم عاش معاناة وقهر وتعذيب وتضحيات مثلما عاشها الشعب الجزائري مع المستعمر الفرنسي، مشيرا إلى أن بعض المجاهدين الذين كانوا في سجون المستعمر أرغموا على حفر قبورهم بأنفسهم، وقال بأن التنظيم العسكري للثورة كان له دور هام في نجاحها والظفر بالاستقلال، وقال بأن الحفاظ على مكتسبات الاستقلال يكون بحب الوطن والتضحية من أجله، داعيا إلى الاهتمام بالمدارس والكشافة الإسلامية لنقل المحطات التاريخية البارزة للثورة لدى الأجيال الجديدة. نورالدين ع