اعتبر المحلل السياسي، الدكتور فاتح خننو، أن الجزائر لم تصبح فاعلا مؤثرا فقط وإنما أصبحت وجهة للعديد من الدول، نظرا لمواقفها الثابتة وقوتها وموقعها الجيواستراتيجي وتحولها إلى قطب للطاقة وخاصة مع التحولات الكبرى المتسارعة في العالم، مضيفا أن الجزائر تواصل الجهود للدفاع عن قضايا الأمة العربية والإسلامية بكل قوة وثبات وعدم تغيير المواقف، مهما كانت الأسباب.
وأوضح المحلل السياسي، الدكتور فاتح خننو في تصريح للنصر، أن الدبلوماسية الجزائرية، أصبحت محركة للملفات ، مشيرا إلى احتضان الجزائر لأشغال مؤتمر اتحاد مجالس دول منظمة التعاون الإسلامي ، بعد النجاح الباهر الذي حققته الجزائر في القمة العربية المنعقدة يومي 1 و2 نوفمبر 2022، حيث نجحت في لم الشمل العربي في قمة متميزة جدا بشهادة الجميع، أضف إلى ذلك بصمات تحرك الجزائر على مستوى إفريقيا و تحركاتها على المستوى الإقليمي والجهوي والزيارات المتتالية نحو الجزائر والتي تبين كلها -كما قال-، أن الجزائر ليست فقط فاعلا مؤثرا على مستوى العالم العربي والإسلامي، وإنما الجزائر أصبحت وجهة للعديد من الدول، نظرا لمواقفها الثابتة و تصوراتها المبدئية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية ودفاعها عن القضايا الأساسية وعلى رأسها القضية الفلسطينية والتي تعتبر القضية المركزية ، مدعومة على المستوى الشعبي والدولة الجزائرية، انطلاقا من مبادئها في دعم الشعوب المستعمرة لتحقيق استقلالها.
وأكد الدكتور فاتح خننو، أن الجزائر تعمل دائما على أن تكون قوة سلام وقوة بناء الأمن والسلام في مجالها الإقليمي والجهوي، كما أشار للموقف الحيادي واشتغالها في إطار مبدأ عدم الانحياز كتصور دافعت عليه الجزائر وأضاف أن الجزائر أصبحت شريكا موثوقا فيه، خصوصا وأنها استطاعت أن تدير كل الملفات على المستوى الإقليمي والدولي وتحركها بفاعلية ونزاهة في إطار من التوازن والتنويع بين الشراكات الاستراتيجية مع الجميع، حيث أن لها شراكات استراتيجية مع الولايات المتحدة الامريكية و روسيا والصين والاتحاد الأوروبي ودول العالم العربي والإسلامي.
ويرى المحلل السياسي، أن كل الأوراق الآن في يد الجزائر وتحركها في إطار من العقلانية والواقعية والبراغماتية وفي إطار عدم الانحياز والتوازن والشراكات الاستراتيجية وبناء قوة سلام وأمن في المنطقة، مضيفا في نفس السياق، أنها استطاعت أن تكون في المنطقة، نموذجا مصدرا للاستقرار وعامل ونموذج للاستقرار، بكل المعايير وهذا أعطاها رصيدا وزخما و ثقة ومصداقية، من قبل كل الشركاء الاستراتيجيين.
وأضاف قائلا، أن الجزائر تعيش عصر قوة الدبلوماسية وقوة السياسة الخارجية وقوة مواقفها وهي منهمكة ومتشابكة، مع كل ما يهم القضايا ذات الصلة بالهموم العربية والإسلامية والتي هي جزء من تصورها في إطار سياستها الخارجية ودبلوماسيتها، مبرزا الديناميكية المعتبرة في هذا الإطار، حيث أن الجزائر الآن حاضرة في كل الملفات والمستويات والابعاد، مؤكدا أن الجزائر لم تتنصل يوما من قضاياها الأساسية، سواء في الشؤون العربية أو الإسلامية.
كما اعتبر المحلل السياسي، أن الجزائر تتعاطى مع المسائل بصورة موضوعية وواقعية وعقلانية، حيث أن القمم التي شاركت فيها أو التي تستضيفها دائما تريد منها أن تكون قمما، تنطلق من الأرض والواقع لمعالجة المشاكل الأساسية التي تضرب، سواء العالم العربي أو الإسلامي وهذا ليس بجديد على الجزائر .
ومن جانب آخر، أشار الدكتور فاتح خننو ، إلى الإنجازات والتطور الحاصل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي في الجزائر وتحسين القدرة الشرائية والأجور وغيرها و أيضا التركيز على الدبلوماسية الاقتصادية، خاصة في الجوار الإقليمي والعمق الافريقي، من خلال توظيف العامل الاقتصادي لكسب رصيد أكبر لهامش تحركاتها.
كما اعتبر الدكتور فاتح خننو أن تنظيم ألعاب البحر المتوسط، و بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، بكل قوة واحترافية، يدخل في إطار الاستخدام الناعم للقوة، لافتا إلى أهمية الاستثمار في القوة الناعمة مستقبلا ومنها النشاطات الثقافية و تنظيم التظاهرات الرياضية وغيرها.
مراد -ح