أبرزت المناضلة الحقوقية الفرنسية "كلود مانجان"، أمس السبت، المعاناة التي يعيشها الشعب الصحراوي والمعتقلين السياسيين جراء الاحتلال المغربي، معتبرة أن التضامن الدولي يجب أن يُوسّع حتى تتم تصفية آخر مستعمرة في القارة الإفريقية.
وأكدت المناضلة الفرنسية "كلود مانجان" أمس السبت، خلال مشاركتها في ندوة تضامنية مع الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، من تنظيم الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات بسطيف، عن استغرابها من التناقض الصارخ من خلال استمرار دولة كانت مستعمرة في السابق في احتلال دولة أخرى في نفس القارة، موضحة أنها قضت أسبوعا بمخيمات اللاجئين الصحراويين رفقة وفد يضم حقوقيين وصحفيين فرنسيين، ويابانيين، وألمان- وسويسريين، هم جزء من منظمات تناضل ضد الاحتلال الذي يعيشه الشعب الفلسطيني والصحراوي، وينحدرون من مناطق ناضلت ضد الاستعمار باختلاف أوجهه، ووقفت على ما يعانيه الشعب من ظلم واستبداد وسط صمت المجتمع الدولي.
واعتبرت "كلود مانجان"، زيارتها إلى الجزائر وإلى مخيمات الصحراويين، هامة جدا، خاصة بعد توقيع اتفاقية التضامن والتوأمة في تندوف الأسبوع الماضي، معتبرة أن فرنسا تبقى جزءا من الحل، باعتبارها عضوا في مجلس الأمن الذي يضم، كما قالت، أعضاء آخرين، لم يقوموا بعملهم، في فرض قرار تطبيق تقرير المصير على النظام المغربي، موضحة أنها طلبت من الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات القيام بهذه الجولة لتوصل رسالة الشعب الصحراوي، كونها المرأة الوحيدة الأجنبية التي زوجها من الصحراء الغربية، ويمكنها أن تؤدي هذا الدور.
وفي حضور جمع من النساء المناضلات، المنتسبات إلى الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، بقاعة المتحف العمومي الوطني بسطيف، ألقت المناضلة الحقوقية "كلود مانجان"، كلمة، عادت فيها إلى معاناة الشعب الصحراوي، وطريقة التضامن والمساندة التي يجب أن يحظى بها هذا الشعب المحتل، كما عبرت عن سعادتها بالتواجد في سطيف، مدينة الشهداء وفي شهر الاحتفال بذكرى الشهيد في الجزائر، مؤكدة بأنها متواجدة من أجل النضال ضد آخر استعمار في القارة الإفريقية، مع ربط القضية مع زوجها المعتقل في سجون الاحتلال المغربي، منذ 13 سنة، والمحكوم عليه رفقة 19 مناضلا من رفاقه،
بدورها أكدت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، نورية حفصي، أن المؤتمر 16 للجنة البوليساريو، لابد أن يُوسع رقعة وطريقة التضامن مع الشعب الصحراوي في قضيته العادلة، لأنه بحاجة إلى دعم اجتماعي، دبلوماسي، اقتصادي، بالإضافة إلى حملة المساندة التي تقوم بها "كلود مانجان" والوفد المرافق لها.
أضافت حفصي، في تصريح للنصر، على هامش استقبالها ومرافقتها، للمناضلة الحقوقية الفرنسية "كلود مانجان"، بالمتحف العمومي الوطني، بولاية سطيف، أن المناضلة الحقوقية الفرنسية "كلود مانجان"، التي حضرت إلى الجزائر، وقضت أياما في مخيمات الصحراويين بتندوف، ومعها وفد يضم أكثر من 50 شخصا، أغلبهم فرنسيون، عانت من إرهاصات نظام المخزن، الذي يعتقل زوجها المناضل الصحراوي "أسفاري النعمة"، واختارت أن تقوم بجولة في الجزائر لتبعث رسالة قوية للعالم، وهي تعلم أن الجزائر بطبيعة الحال تقف إلى جانب كل القضايا العادلة، ولما يتعلق الأمر بالقضية الصحراوية، فإنها لن تتأخر، خاصة أن الأمر يتعلق بدولة جارة، مشيرة إلى أنها تهدف إلى التعريف بالتضامن الجديد لقضية الشعب الصحراوي، معتمدة على الجزائر.
وأضافت حفصي أن اختيار ولاية سطيف جاء من منطلق أن الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، يضم مناضلات حاملات لهذه الرسالة، ولهذا فالبداية جاءت من هذه الولاية المناضلة، وستستمر الجولة من تلمسان وتيبازة والعاصمة.
يذكر أن الندوة عرفت عرض شريط وثائقي حول القضية الصحراوية، كما قام الاتحاد الوطني للنساء الجزائريات، بتكريم المناضلة الفرنسية "كلود مانجان" رمزيا، فيما أعربت المكرّمة عن إعجابها الشديد بالمتحف الذي تحوز عليه ولاية سطيف، نظرا لما يحتويه، مؤكدة بأنه قابل لأن يكون متحفا عالميا، من زاوية رؤيتها المختصة باعتبار أن والدها وهي أيضا، درسا علم الآثار. خ. ل
