يرى خبراء في الاقتصاد، أن التخفيضات الطوعية في إنتاج النفط والتي أعلنت عنها، أول أمس، دول أعضاء في تحالف «أوبك+» ، ستؤدي إلى تحسن مستمر في أسعار النفط في الفترة المقبلة، حيث توقعوا أن تتجه الأسعار نحو سقف 100 دولار للبرميل ، وأوضحوا أن هذا التخفيض الطوعي المتفاوت في الإنتاج، قرار احترازي، و اقتصادي بحت وجاء للمحافظة على استقرار وتوازن أسعار النفط، بعد تسجيل انخفاض في الأسعار، تحت معدل 80 دولارا للبرميل وكذا التوقعات بخصوص تواصل حالة الركود في الاقتصاد العالمي.
واعتبر الخبير الاقتصادي، البروفيسور محمد حميدوش في تصريح للنصر، أمس، أن قرارات خفض إنتاج النفط، طوعيا، من قبل دول أعضاء في مجموعة «أوبك+»، جاءت مفاجئة، وتأتي بعد انخفاض في أسعار النفط تحت معدل 80 دولارا للبرميل ، مضيفا أن هذا السعر المنخفض لا يخدم بالدرجة الأولى أعضاء منظمة «أوبك» وبالتالي كان هناك تنسيق بخصوص تخفيض الإنتاج.وأوضح الخبير الاقتصادي، أن التخفيضات الطوعية الجديدة المعلن عنها من قبل دول أعضاء في «أوبك+»، تضاف إلى التخفيض المتفق عليه في السابق، من قبل التحالف النفطي في أكتوبر 2022 ، بمقدار 2 مليون برميل في اليوم، لافتا إلى أن التخفيضات الإضافية الطوعية، جاءت حتى تبقى الأسعار فوق معدل 80 دولارا للبرميل، بالنظر إلى التخوف من أثار الكساد في أوروبا وأمريكا، بسبب التضخم وإعلان إفلاس بنك أمريكي وسويسري.
ويرى البروفيسور محمد حميدوش، أن التخفيضات الجديدة في الإنتاج من قبل أعضاء في» أوبك+»، ستؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، مشيرا في هذا الإطار، إلى أن الأسعار، عرفت ارتفاعا بعد الإعلان عن هذه التخفيضات.
وتوقع الخبير الاقتصادي، تعافي أسعار النفط، بحيث تتجه نحو 100 دولار للبرميل، قبل حلول الصيف، مضيفا أن هذا التحسن في الأسعار، سيدعم احتياطي الصرف ويزيد من الجباية البترولية ويحسن مداخيل ميزانية الدولة.
ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي، البروفيسور مراد كواشي في تصريح للنصر، أمس، أن قرار خفض إنتاج النفط من طرف أعضاء في مجموعة «أوبك+»، ومنها الجزائر والسعودية والعراق وروسيا ، يضاف إلى القرار السابق الذي تم اتخاذه في الاجتماع الوزاري 33 لمجموعة «أوبك+»، في 5 أكتوبر 2022، معتبرا أن هذا التخفيض الطوعي الإضافي ، هو قرار احترازي وجاء للمحافظة على استقرار وتوازن أسعار النفط، مضيفا في السياق ذاته، أن القرار ، اقتصادي بحت، يهدف للمحافظة على مستويات الأسعار ، و من مصلحة هذه الدول التفكير في مصلحتها الاقتصادية ، لافتا إلى توقعات المؤسسات الدولية والتي تشير إلى تواصل حالة البطء والركود الاقتصادي في الاقتصاد العالمي، خلال سنة 2023.
وتوقع البروفيسور مراد كواشي، انتعاشا في أسعار النفط في الأيام المقبلة، بعد قرار التخفيض الطوعي، من قبل دول في مجموعة «أوبك+»، مضيفا أن هذا الارتفاع في الأسعار، ستنتعش معه خزائن الدول المصدرة للبترول وتستفيد ماليا. وللإشارة، فقد تحسنت أسعار النفط، أمس، مدعومة بإعلان أعضاء في تحالف «أوبك+»، عن إجراء تخفيضات طوعية في إنتاجها، اعتبارا من شهر ماي المقبل وإلى غاية نهاية العام الجاري.وكانت عدة دول منتجة للنفط، أعضاء في «أوبك+»، قد أعلنت، أول أمس، عن إجراء تخفيضات طوعية ومتفاوتة في إنتاجها، اعتبارا من شهر ماي المقبل وإلى غاية نهاية 2023 .
وستقوم الجزائر بخفض طوعي مقداره 48 ألف برميل يوميا اعتبارا من شهر ماي المقبل، حتى نهاية العام الحالي .
مراد -ح
