أكد الخبير الاقتصادي و البرلماني البروفيسور عبد القادر بريش، أمس، أن العلاقات بين الجزائر وتركيا، تاريخية ومتجذرة و دخلت مرحلة جد هامة ومتطورة، موضحا أن مسار العلاقات بين البلدين ، خلال الثلاث سنوات الأخيرة في تطور و في رسوخ أكثر، لافتا إلى أهمية تثمين الروابط التاريخية والتوافق السياسي وزيادة حجم التبادل التجاري وكذلك الاستثمارات التركية في الجزائر.
وأوضح البروفيسور عبد القادر بريش في تصريح للنصر، أمس، أن العلاقات الجزائرية التركية، دخلت مرحلة جد هامة ومتطورة، وأضاف أن مسار العلاقات بين البلدين، خلال الثلاث سنوات الأخيرة في تطور و في رسوخ أكثر، لافتا في هذا السياق، إلى الزيارات المتبادلة على أعلى مستوى وفي هذا الإطار، أشار إلى الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى تركيا والتوافق في الكثير من المسائل السياسية و الاقتصادية.
كما تطرق الخبير الاقتصادي، إلى زيارة وزير الخارجية أحمد عطاف على رأس وفد هام يمثل 12 قطاعا وزاريا إلى تركيا، حيث يترأس خلال الزيارة، مناصفة مع نظيره التركي، هاكان فيدان، أشغال الدورة الثانية للجنة المشتركة الجزائرية - التركية للتخطيط.
وأشار البروفيسور عبد القادر بريش، إلى السعي لزيادة التبادل التجاري وأن تكون تركيا شريكا تجاريا هاما وكذلك في مجال الاستثمارات.
وقال أنه على أرض الواقع، يوجد الكثير من الشركات والمستثمرين الأتراك في الجزائر، وأضاف أنه بعد صدور قانون الاستثمار الجديد، مع الإمكانات والفرص المتاحة في الجزائر، بالإمكان زيادة حجم الاستثمارات التركية في الجزائر وكذلك التبادل التجاري.
كما أبرز الخبير الاقتصادي و البرلماني البروفيسور عبد القادر بريش، الدور الحيوي والاستراتيجي الذي تلعبه تركيا في محيطها الجيوسياسي و الدور الذي تلعبه الجزائر ، معتبرا أن هذا التقارب والتوافق السياسي والتقارب الاقتصادي، سيعود بالمنفعة على البلدين وستكون تركيا حليفا استراتيجيا هاما بالنسبة للجزائر في إطار تعزيز هذه الشراكة .
وأوضح في هذا الإطار، أن تركيا أصبحت دولة لها قدرات اقتصادية واقتصاد كبير ومتنوع ولها تحكم كبير في الصناعات و بإمكاننا عن طريق الشراكة وتعزيز الاستثمارات وفي ظل الفرص المتاحة في الجزائر، أن نجلب الاستثمارات التركية، خاصة في قطاع الصناعة وفي التكنولوجيا وغيرها من القطاعات الحيوية.
وأشار إلى أن الكثير من المتعاملين الاقتصاديين ، يستوردون بعض السلع والتجهيزات الصناعية، خاصة من تركيا وبإمكانهم توطين هذه الصناعات في الجزائر وإقامة شراكة حقيقية مع المتعاملين والمستثمرين الأتراك واغتنام هذا التوافق وهذه الاتفاقات وتجسيدها على أرض الواقع.
وأضاف البروفيسور عبد القادر بريش، أن الجزائر بدأت مرحلة جديدة وهي مرحلة إبرام اتفاقات استراتيجية مع اقتصاديات ناشئة واقتصاديات قوية، على غرار الصين وروسيا وتركيا، مؤكدا في هذا الصدد، على ضرورة تجسيد هذه الاتفاقات على أرض الواقع من أجل تحقيق الإقلاع الاقتصادي ، مما ينعكس إيجابا ، حيث يكون هناك أثر في الواقع، من خلال زيادة التبادلات التجارية وتحويل وترجمة هذه الاتفاقات وهذه الشراكة إلى استثمارات بينية ، بين الجزائر وهذه الدول في عدة مجالات حيوية ومجالات اقتصادية، بحيث تكون هذه العلاقة دائما على أساس شراكة رابح رابح.
وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن بيئة الاستثمار في الجزائر ، أصبحت أكثر ضمانا وأكثر جاذبية، مع وجود الموارد والفرص والسوق الواسعة، إضافة إلى الموقع الجغرافي، فهي بوابة افريقيا ولها دور فاعل و هي قريبة من حوض المتوسط، مبرزا أهمية هذه العوامل من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية وترجمتها على أرض الواقع في شكل استثمارات تركية حقيقية في الجزائر.
وقال أنه دائما لما تكون هناك شراكة بين دولتين يتقاسمان نفس الرؤى والاهتمامات و التوافق في الجوانب السياسية، سواء البينية أو القضايا الإقليمية والدولية، فذلك عامل مهم يعزز ويعمق أكثر الشراكة الاقتصادية، مضيفا أن زيارة وزير الخارجية إلى تركيا، تأتي في إطار الاستمرار في الدبلوماسية العالية المستوى التي يقودها رئيس الجمهورية وإبرام اتفاقات مع شركاء أقوياء اقتصاديا، من أجل تحقيق اقلاع اقتصادي حقيقي، من خلال الاستفادة من التكنولوجيا والخبرات والتطور الصناعي والتكنولوجي الذي تملكه هذه الدول وفي المقابل عرض وتقديم كل الفرص المتاحة في الجزائر للشركاء، حيث تكون هذه الاتفاقات والشراكات الاستراتيجية تحكمها مبادئ السيادة وعلاقة رابح رابح.
مراد - ح