أكد رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أن الجزائر حرة في مواقفها وقراراتها، بدليل أنه لا يوجد بلد آخر يتحدث عن فلسطين مثلها، وقال أن الفلسطينيين الذين يوصفون اليوم بالإرهابيين سيوصفون «بالشجعان» في المستقبل، مثلما كان الثوار الجزائريون يوصفون بذات الصفة في البداية ثم طلب منهم ديغول سلم الشجعان.
ألقى رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، أمس بالمدرسة الوطنية للإدارة بالجزائر العاصمة محاضرة تاريخية بمناسبة الذكرى الـ69 لثورة الفاتح نوفمبر المجيدة، بحضور وزير الداخلية والجماعات المحلية، إبراهيم مراد، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقات مع الأحزاب والجمعيات شفيق مصباح، وطلبة المدرسة وأساتذة وأعضاء من الغرفة العليا للبرلمان.
وعرج قوجيل بالمناسبة على مختلف المراحل التي مرت بها الجزائر منذ دخول الاستعمار الفرنسي إلى هذه الأرض، من المقاومات والانتفاضات الشعبية والاحتجاجات و التضحيات المقدمة في سبيل تحرير البلاد واستعادة كرامتها، وصولا إلى ثورة التحرير الكبرى في الفاتح نوفمبر 1954، ومختلف المحطات التي عرفتها إلى غاية الاستقلال.
وشدد المتحدث في محاضرته على مبادئ هامة توفرت في الجزائر خلال الثورة ويجب أن تترسخ مستقبلا في أجيالنا، وهي أن لكل عمل ناجح تحضير جيد، والمبدأ الثاني يتمثل في الشمولية أي شمولية كامل التراب الوطني وكامل فئات الشعب، أما المبدأ الثالث والأخير فهو أولوية الوطن على كل الاعتبارات الأخرى السياسية والجغرافية والشخصية.
وبعد الاستقلال تطرق رئيس مجلس الأمة إلى مختلف المراحل التي مرت بها البلاد في ذلك الوقت من أجل إعادة بناء الدولة، بدءا بتحويل جيش التحرير الوطني إلى الجيش الوطني الشعبي، وتحويل جبهة التحرير التاريخية إلى حزب سياسي، ثم إنجاح الدخول المدرسي لسنة 1962، كما عرج على مسألة بناء مؤسسات الدولة الجزائرية المستقلة، أي تجسيد الاستقلال السياسي بداية بانتخابات المجالس المحلية سنة 1967، مرورا بالميثاق الوطني، والدستور ثم أول انتخابات برلمانية سنة 1977، يليها الاستقلال الاقتصادي والذي بدأ بتأميم المناجم سنة 1966 وبقية الثروات وصولا إلى تأميم المحروقات سنة 1971.
وبعدها وعلى الرغم مما مرت به الجزائر خلال العشرية السوداء إلا أن المتحدث أكد أن الجزائر حققت استقلالها السياسي و الاقتصادي تباعا إلى غاية اليوم بدليل مواقفها المستقلة التي تتخذها بكل حرية من مختلف القضايا المطروحة في العالم، وقال قوجيل بهذا الخصوص « نحن أحرار في مواقفنا وفي قراراتنا، هل يوجد من يستطيع التكلم عن فلسطين مثلنا، هل هناك من ناضل مثلنا من أجل تحرير إفريقيا بلدا بلدا».
وفي ذات السياق واصل يقول أن الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيرش، نفسه اعترف هنا في الجزائر بمساهمة الجزائر في تحرير العديد من البلدان الإفريقية، وحتى المساهمة في التخلص من الديكتاتورية في بلده البرتغال.
وخلص رئيس الغرفة العليا للبرلمان إلى التأكيد بأننا «فخورون اليوم ببلادنا» ويبقى دورنا في هذه المرحلة تبليغ رسالة نوفمبر وترسيخها، وتلقين التاريخ الحقيقي للأجيال، مضيفا بأن الجزائر الجديدة اليوم واقع وليس كلاما أو خطابا فقط.
وفي خلال حديثه عن مختلف المراحل التي مرت بها ثورة أول نوفمبر المجيدة لفت صالح قوجيل إلى أن الفلسطينيين الذين يقاومون اليوم من أجل استقلال وتحرير بلدهم و الذين يوصفون بالإرهابيين سيصيرون يوما ما «شجعانا» عندما يضطر عدوهم للتفاوض معهم، مثلما وقع تماما مع الثوار الجزائريين الذين كانت فرنسا تصفهم بالإرهابيين في بداية الأمر ومع مرور السنوات واتساع المقاومة واشتدادها دعاهم الجنرال ديغول إلى المفاوضات و « سلم الشجعان» وهم الذين كانوا يوصفون بداية بالإرهابيين.
كما نبه قوجيل إلى ضرورة التحلي بالوطنية واليقظة لإحباط كل ما يحاك أو قد يحاك ضد الجزائر التي قال أنها بمواقفها المعروفة لا تعجب بعض الحاقدين، ولا تعجب بعض الذين لا يحبونها في الخفاء منذ أمد طويل.
إلياس -ب