أكد، أمس السبت، السفير الفلسطيني بالجزائر، فايز أبو عطية، بأن الشعب الفلسطيني صامد، ولن تتمكن أي جهة من إنهاء وجوده على أرضه، موضحا أن سلاحه الأقوى في هذه المواجهة ضد الاحتلال الصهيوني هو صموده واستمرار وجوده على أرضه.
وأكد فايز أبوعطية في كلمة ألقاها في التجمع الشعبي الذي نظمه التحالف الوطني الجمهوري بدار الشباب ببني مراد بالبليدة بأن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة جماعية، وهذا ما يؤكد حسبه بأن الصراع مع الاحتلال الصهيوني هو صراع وجودي، ومن يستهدف الشعب الفلسطيني قوة عظمى تتمثل في الولايات المتحدة الأمريكية التي أفشلت بالأمس مشروع قرار لصالح وقف إطلاق النار، باستخدام حق النقض الفيتو، مضيفا بأن هذا يشجع الاحتلال البغيض على الاستمرار في جرائمه في حق الشعب الفلسطيني، ويستمر في قتل الأطفال والنساء والشيوخ بهذه الترسانة العسكرية المدعوم بها من الولايات المتحدة الأمريكية، ويقتل النساء والأطفال والشيوخ وكبار السن في فلسطين دون أن يستيقظ ضمير البشرية.
وأضاف السفير الفلسطيني بالجزائر بأن الهدف كان منذ وعد بلفور تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه وإحلال هذا الاحتلال مكانه على أرض فلسطين وإنهاء الوجود الفلسطيني، وتابع قائلا " لكن بعد 75 عام من الكفاح والنضال المتواصل للشعب الفلسطيني، اليوم عدد سكان الفلسطينيين يقدر بـ 7 مليون نسمة على أرضهم التاريخية، وبذلك لن تتمكن إسرائيل ولا الدول الكبرى التي أوجدتها على هذه الأرض من إنهاء وجود الشعب الفلسطيني على أرضه".
وفي السياق ذاته أوضح نفس المتحدث بأن الأمر خطير جدا أن تبقى البشرية صامتة على هذه المجازر، وقال أن الضمير الإنساني يتعرض لاختبار حقيقي، وهو على المحك الآن أمام هذه المشاهد المروعة والمجازر البشعة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، متسائلا متى ينصف الشعب الفلسطيني ويمكن من حقوقه المشروعة؟ قائلا " نحن سنواصل طريقنا، هذا طريقنا في الدفاع عن أنفسنا، ومقاومة الاحتلال هو حق مشروع للشعب الفلسطيني، ورغم الألم والدم والدمع الذي نعيشه، إلا أن الشعب الفلسطيني صامد على أرضه". وفي الإطار ذاته أشار السفير الفلسطيني إلى أن كل من يتنكر لما تعرض له اليهود في فترة الحكم النازي في أوروبا يتعرض للمحاكمة والتنديد، أما المجازر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وإنكار وجوده على أرضه فبالسنبة لهم أمر مشروع، وتجلى ذلك حسبه في تنكرهم لوجود الشعب الفلسطيني أساسا، واليوم أيضا يتنكرون لهذه الجرائم التي يتعرض لها هذا الشعب، والهدف من ذلك إحياء واستقرار هذا الاحتلال على أرض فلسطين وإنكار وجود الشعب الفلسطيني، لكن لن يتأتى لهم ذلك حسبه رغم كل ما يتعرض له هذا الشعب اليوم، الصابر والصامد والمؤمن تماما بقضيته العادلة.
وفي السياق ذاته أوضح فايز أبو عطية بأن الآلة الصهيونية تنال من النساء والأطفال ليرتفع عدد الشهداء اليوم إلى ما يزيد عن 17 ألف شهيد وما يزيد عن 60 ألف جريح، وما يزيد عن 7 آلاف مفقود أغلبهم من الشهداء تحت الأنقاض، ولا يسمح لسيارات الإسعاف أو وسائل الإنقاذ بالوصول إليهم، وقال أن هذه الجرائم لا يمكن وصفها، ورغم ما يجري للشعب الفلسطيني دول عظمى تتكالب وتتآمر ضده، وتقدم كل وسائل الدعم والقتل لهذا الجيش المجرم ليرتكب جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا إلى أن عائلات من نساء وأطفال وكبار السن والشيوخ يقتلون في بيوتهم أو في مراكز إيواء، وجامعات، ومستشفيات، وحتى الأماكن التي تشرف عليها منظمات دولية كوكالة الأونروا يقتل فيها هؤلاء النساء والأطفال، قائلا " لا يوجد أي مكان آمن في غزة، وبالأمس فقط قصفوا المسجد العمري الذي يعد أحد المعالم الشاهدة على الوجود الفلسطيني "مؤكدا أنه مهما فعلوا سيكون النصر حليفا للشعب الفلسطيني ولن يستسلم لهذا الدمار والخراب وسيستمر في صموده وكفاحه المشروع.
نورالدين ع