أكد خبراء في مجال الطاقة، أمس، أن الجزائر تعد فاعلا أساسيا و تبقى لاعبا مهما في مجال الطاقة على الصعيد العالمي، وأوضحوا في هذا الصدد، أن هذه المكانة المرموقة التي تحتلها جعلتها محاورا مهما في الهيئات التي تسيّر هذا القطاع، على غرار منظمة «أوبك»، وأبرزوا في السياق ذاته، الدور المهم الذي تقوم به في إطار منتدى الدول المصدرة للغاز، حيث ستحاول مع بقية الدول، خلال القمة التي ستحتضنها في الفترة من 29 فيفري إلى 2 مارس، رسم استهدافات واستراتيجيات تسيير الغاز في الآفاق المستقبلية.
واعتبر الأستاذ الجامعي في الاستشراف الاقتصادي الدكتور أحمد الحيدوسي في تصريح للنصر، أمس، أن تأميم المحروقات، ذكرى مهمة في تاريخ الاقتصاد الوطني و الدولة الجزائرية، مشيرا إلى التحضير القانوني والتشريعي لهذا الحدث وتحضير الأرضية التكوينية، في ظل عزيمة و رفع التحدي، من أجل أخذ زمام المبادرة ومواصلة مسار الإنتاج .
كما أشار إلى التحضير السياسي والدبلوماسي والذي كان مهما لمرافقة هذا الحدث والذي كان له امتدادات دولية ، حيث سارت العديد من الدول على نفس منهج الجزائر وأممت مواردها.
وأضاف المتدخل، أن تأميم المحروقات في 24 فيفري1971 ، انعكس بالإيجاب على الجزائر والشعب الجزائري، حيث تم إطلاق عدة مخططات اعتمدت على الجباية النفطية و كان لها أثر إيجابي على مستوى البنية التحتية وفي مختلف القطاعات، على غرار السكن والطرقات والسكك الحديدية وهذا بفضل العوائد البترولية والجباية التي أسهمت أيضا في تحسين الظروف الصحية والاجتماعية للمواطن والتخلص من الديون الخارجية.
وأضاف أن الجزائر التي بسطت سيادتها على هذا المورد، واصلت عملية الاستغلال وتثمين موردها الطبيعي وتصدير المشتقات، سيما وأنها حققت الاكتفاء الذاتي فيما يخص مشتقات البترول، لافتا إلى الاستثمارات العديدة التي تم إطلاقها في القطاع و ترقية وتعزيز مكانة سوناطراك على المستوى الدولي والاهتمام بالبنية التحتية.
كما أشار الأستاذ الجامعي في الاستشراف الاقتصادي، إلى الاهتمام بالعنصر البشري والتكوين والحصول على عدة براءات اختراع .
ومن جانب آخر أوضح المتحدث، أن الجزائر تبقى لاعبا مهما في مجال الطاقة على الصعيد العالمي، وأضاف أن الجزائر لا تتاجر في القضايا وهي تقف على نفس المسافة مع الجميع وهي مورد موثوق وذلك شاهدناه بعد الأزمة التي ضربت أوروبا، فقد التزمت الجزائر بعقودها ، لذلك اليوم الفرصة أمام الدول المستهلكة للدخول في شراكات والرفع من القدرات الإنتاجية، مع وجود مكامن كبيرة وآفاق في المجال الطاقوي، سترفع من قدرات الجزائر أكثر بالإضافة إلى وضع قدم أخرى في مجال الطاقات المتجددة.
من جانبه، أوضح الخبير الطاقوي الدكتور أحمد طرطار في تصريح للنصر ، أمس، أن الجزائر من خلال تأميم المحروقات في 24 فيفري 1971 ، وضعت يدها على كل مواردها المختلفة وسيرت هذه الموارد بحنكة وبإحكام ما أدى الآن إلى أنها تلعب دورا فاعلا على المستوى العالمي فيما يتعلق بقطاع الطاقة.
وأضاف أن عملية التأميم التي كانت في مطلع السبعينيات لم تأت هكذا، لافتا إلى أن الجزائر وضعت منذ الاستقلال يدها على ثرواتها المختلفة، حيث تواصلت العملية بصورة تدريجية بعد الاستقلال.
واعتبر المتدخل، أن تأميم المحروقات، تاريخ ناصع وعملية أعطت الجزائر إمكانية التحكم الناجح في مواردها وتسطير البرامج العديدة وإعطاء الأولوية للجانب الطاقوي في مختلف المخططات .
وأوضح الخبير الطاقوي، أن الجزائر تعد فاعلا أساسيا في السوق الطاقوي باعتبار أنها تحتل مكانة مرموقة ما جعلها محاورا مهما في الهيئات التي تسيّر هذا القطاع على غرار منظمة «أوبك» ، ومجموعة «أوبك+» كما كان لها دور مهم في منتدى الدول المصدرة للغاز ، لافتا إلى احتضان الجزائر للقمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في الفترة من 29 فيفري الى 2 مارس، حيث تحاول مع بقية أعضاء المنتدى رسم استهدافات واستراتيجيات تسيير الغاز في الآفاق المستقبلية .
مراد -ح