وقّع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء و المجمع الاستشفائي الإيطالي «سان دوناتو»، أمس الاثنين، اتفاقية شراكة تتعلق بالتكفل بحالات صحية مستعصية.
وقال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، فيصل بن طالب في كلمة له خلال إشرافه على التوقيع أن هذه الاتفاقية تأتي ضمن مسار تنويع مواقع الاستقبال، وتحسين نوعية التكفل بالمرضى الجزائريين داخل وخارج الوطن، كما ستسهم في تجسيد التزامات رئيس الجمهورية الرامية إلى ترقية التكفل الصحي بالمواطنين، من خلال إيجاد صيغ جديدة للتعاون في مجال التكفل الصحي ببعض الحالات المستعصية والتي لا يتجاوز عددها حاليا في الجزائر 6 أنواع من الأمراض، على غرار زراعة الكبد عند الأطفال، وزراعة النخاع العظمي عند الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم ثلاث سنوات، وأيضا التشوهات الخلقية الشريانية الدماغية والمحيطية.
وأشار الوزير في هذا الصدد إلى أن تقليص عدد الحالات المرضية التي تحول إلى الخارج يعد بحد ذاته مؤشرا حقيقيا و إيجابيا ومعياريا على تطور قطاع الصحة بالجزائر، من حيث المرافق العمومية والخاصة والتجهيزات الطبية والكفاءات البشرية وغيرها.
كما اعتبر فيصل بن طالب أن الاتفاقية الموقعة تندرج في سياق نظام تبادل الخبرات والتعاون الصحي الدولي بين كل دول العالم بما في ذلك الدول الأكثر تطورا، مضيفا بأن الاتفاقية ستفتح آفاقا جديدة في مسار التكفل الناجع بالمرضى الجزائريين عبر الحصول على رعاية صحية نوعية على مستوى المؤسسات الاستشفائية الإيطالية ذات السمعة الدولية المشهورة.
كما ستسهم الاتفاقية الموقعة أمس مع الجانب الإيطالي- يضيف الوزير- في تعزيز نقل المهارات والخبرات للمهنيين النشطين في المجال الصحي بالجزائر بما ينسجم مع رؤية السلطات العليا في مجال توفير أفضل الخدمات الصحية للمواطنين وتقليص آجال التكفل بالمرضى، والاستفادة أيضا من التجارب الرائدة للمجمع الإيطالي، لاسيما من خلال تكوين الأطباء الجزائريين ونقل التكنولوجيات وبخاصة في مجالات محددة مثل الجراحة القلبية للأطفال واعوجاج العمود الفقري وزرع النخاع.
و شدد الوزير هنا على أهمية رفع تحدي توفير العلاج النوعي والمكيف لكل حالة صحية بالسرعة اللازمة واللائقة، مضيفا أن هذه الاتفاقية جاءت تتويجا للجهود الحثيثة التي أثمرت هذا النموذج الذي ينتظر أن يكون رائدا في التعاون الواعد بين البلدين بالنظر للقدرات المشهودة للشريك الإيطالي في تقديم أفضل خدمات الرعاية الصحية للمرضى تجسيدا للالتزامات المشتركة في هذا المجال.
وتكريسا للجانب العملياتي المنتظر من اتفاقية الشراكة هذه تحدث الوزير عن برمجة زيارتين لوفد المجمع الطبي الإيطالي إلى العيادة الطبية المتخصصة في الجراحة القلبية للأطفال ببوسماعيل للوقوف على آخر التحضيرات للقيام بعمليات جراحية لفائدة عشرة أطفال بداية من الأسبوع المقبل ولمدة أسبوع بالاتفاق والتحضير المسبق بين الطرفين، والزيارة الثانية للعيادة المتخصصة في تقويم الأعضاء وإعادة التأهيل الوظيفي لضحايا حوادث العمل بمسرغين بوهران، على أن يواصل البرنامج المسطر بين الطرفين على المديان القصير، المتوسط، والبعيد.
كما تجدر الإشارة إلى استفادة عدد من الأطباء الجزائريين التابعين لعيادة بوسماعيل من تكوين متخصص في الجراحة القلبية للأطفال مؤخرا على مستوى المجمع الاستشفائي الإيطالي سان دوناتو.
ونشير أن التوقيع على الاتفاقية حضره وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي وسفير إيطاليا بالجزائر و مسؤولي هيئات ذات الصلة.
إ-ب