شدد وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، على ضرورة أن تضع الشراكة العربية- الصينية نصب أولوياتها القصوى نصرة القضية الفلسطينية في المرحلة الراهنة في مواجهة ما يتعرض له قطاع غزة من عدوان صهيوني وجرائم بشعة قل نظيرها في التاريخ، مجددا تمسك الجزائر بالشراكة الاستراتيجية التي تجمعها بالصين.
وقال أحمد عطاف في كلمته أول أمس خلال أشغال الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الصيني المنعقد بالعاصمة بيكين، أن الموقف المشترك تجاه هذه القضية العادلة يجب أن" يؤكد اليوم على المسؤولية الثابتة التي تقع على المجموعة الدولية، وعلى مجلس الأمن تحديدا".
وأضاف "إن كان هذا المجلس قد عجز أن يمنع عن غزة ما طالها من قصف وتدمير وتهجير و تنكيل، فالأحرى به اليوم أن يدعم الزخم الدولي المتصاعد للاعتراف بالدولة الفلسطينية وتمكينها من العضوية الكاملة بالمنظمة الأممية، وإنهاء عقود من إفلات الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني من المسائلة والمحاسبة والمعاقبة".
ولم يفوت أحمد عطاف المناسبة للتنويه بالموقف الصيني من العدوان الصهيوني المتواصل على غزة ومن القضية الفلسطينية بصورة عامة، مشيدا بدعم الصين من مقعدها الدائم بمجلس الأمن الدولي لمختلف المبادرات التي تقدمت بها الجزائر بصفتها العضو العربي في ذات المجلس، نصرة للفلسطينيين، بما في ذلك مشروع القرار الذي تقدم به وفد الجزائر منذ يومين فيما يتعلق بالأوضاع الكارثية في مدينة رفح.
وقبل ذلك نوه وزيرنا للشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج بالمستوى الذي وصلت إليه الشراكة العربية- الصينية بعد عقدين من الزمن على تأسيسها كآلية هامة، وقال أن التقييم الإيجابي لما تم تحقيقه طيلة عقدين من عمر هذه الشراكة يملي التأكيد بكل صدق وقناعة أن الطرفين وفقا في ترسيخ التوافق السياسي وتوطيد الشراكة الاقتصادية وفي تعزيز التقارب الثقافي والإنساني.
كما وفقا أيضا في تحسين تموقعهما الجماعي على الصعيد الدولي كشركاء "ملتزمين" تمام الالتزام بالمبادئ والقيم والمثل المكرسة في ميثاق الإنسانية، ميثاق الأمم المتحدة.
وثالثا وأخيرا وفق منتدى التعاون العربي- الصيني في بناء نموذج للتعاون والشراكة يمكن أن يحتذى به لتشجيع بناء علاقات متوازنة في عالم صار يشهد اختلالا في الموازين، وتراجعا في القيم، وتراكما في مظاهر الاستقطاب والتجاذب والتصادم بانعكاساتها وتداعياتها الثقيلة على الجميع.
وفي ما يتعلق بالشق الاقتصادي للشراكة العربية- الصينية رحب عطاف بالنمو المطرد الذي يسجله حجم المبادلات التجارية البينية، مشيدا في نفس الوقت بانضمام جميع الدول العربية لمبادرة "الحزام والطريق" الطموحة و التي أطلقتها الصين سنة 2013.
وأعرب عن أمله في تحقيق المزيد على درب تعزيز الاستثمارات البينية بغية السمو بهذه الشراكة إلى آفاق أرحب وإضفاء طابع الاستدامة عليها من خلال نقل المعارف والخبرات والتكنولوجيا إلى اقتصاديات البلدان العربية، مثمنا بالمناسبة خطة العمل المستقبلية الثرية والطموحة التي تقدم بها الرئيس الصيني إلى المنتدى.
وفي الأخير جدد أحمد عطاف التأكيد على تمسك الجزائر بالشراكة الاستراتيجية الشاملة التي تجمعها بجمهورية الصين الشعبية منذ 2014، وهي الشراكة التي قال أن حاضرها يشهد زخما متزايدا ونموا مطردا في سياق تجسيد النتائج الهامة التي أفضت إليها زيارة رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، إلى الصين منتصف العام الماضي، مبرزا أن روافد هذه الشراكة الاستراتيجية تتمثل في الثقة والتفاهم والتعاون والتضامن، وهذه الأسس الصلبة التي وقف البلدان عليها في تعبيد الطريق القويم لتعاون سمته النفع المتبادل والربح المتقاسم.
وعلى هامش وجوده بالصين للمشاركة في الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي- الصيني أجرى أحمد عطاف لقاءات مع عدد من المسؤولين منها لقاء بمستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني، ومع نائب وزير المالية الصيني، كما كان له لقاء آخر مع الأمين العام لمنظمة شانغهاي. إلياس-ب