أبرمت وزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية اتفاقية مع مؤسسة اتصالات الجزائر تتضمن ربط المدارس الابتدائية بخدمات الاتصالات السلكية واللاسلكية مقابل أسعار تفضيلية، مع ربط المناطق المعزولة بتقنية الجيل الرابع.
وقد وقع على هذه الاتفاقية الأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، العربي مرزوق، والرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر، عادل بن تومي، بحضور كل من الأمين العام لوزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية، عبد الوهاب بارة، والأمينة العامة لوزارة التربية الوطنية، دينة ليلى صواليلي.
وتتضمن الاتفاقية توفير خدمات الاتصالات السلكية و اللاسلكية، سواء الهاتف أو الأنترنيت بأسعار تفضيلية عبر مختلف مؤسسات التعليم الابتدائي، مع تخصيص دعم إضافي للبلديات ذات الموارد المالية المحدودة، في إطار تحقيق مبادئ تكافؤ الفرص بين جميع المناطق، وكذا التلاميذ، وتحسين أداء القطاع الذي باشر جملة من الإصلاحات في الفترات الأخيرة، إلى جانب خوض معركة رقمية تمكن لحد الآن من قطع أشواط كبيرة.
وستستفيد المناطق المعزولة وفق ذات الاتفاقية من تقنية الجيل الرابع، بهدف تمكينها من نفس الخدمات والامتيازات التي تستفيد منها المؤسسات التعليمية عبر مختلف مناطق البلاد، لاسيما وأن قطاع التربية الوطنية يسعى للرقمنة الشاملة للعمليات البيداغوجية والإدارية، وهو ما يستدعي ربط مختلف المرافق التابعة له، من بينها المؤسسات التعليمية بخدمات الأنترنيت.
ويشار في هذا السياق إلى الاتفاقية المبرمة مؤخرا مع قطاع البريد والاتصالات السلكية و اللاسلكية، التي مكنت المؤسسات التعليمية وكذا المنتسبين لقطاع التربية الوطنية من الحصول على خدمات الربط بشبكة الأنترنيت بتسعيرات استثنائية، من أجل مساعدة الأساتذة على استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصال بأريحية تامة، لتحسين المحتوى التربوي والعلمي، وتوسيع مجال البحث في إطار تنفيذ المقرر الدراسي.
ويذكر أيضا بأن المدارس الابتدائية اعتمدت التسجيل الرقمي لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي الذين سيلتحقون لأول مرة بمقاعد الدراسة خلال شهر سبتمبر المقبل، مما أضحى يفرض على الوزارة إيجاد آليات جديدة لتحسين خدمات الأنترنيت على مستوى مختلف المؤسسات التعليمية، التي باشرت بدورها تنفيذ برنامج الرقمنة الرامي إلى تجاوز مرحلة التسيير الورقي لكل ما يتعلق بالجانب البيداغوجي والإداري.
كما ينتظر أيضا أن يشهد الدخول المدرسي المقبل تعميم استخدام اللوحات الرقمية بالمدارس الابتدائية، بهدف تمكين حوالي 5 ملايين تلميذ في الطور الابتدائي من هذه الوسيلة التكنولوجية التي تعفي التلميذ من حمل المراجع والكتب، وتمكنه من إتمام الدروس والأعمال التطبيقية في أريحية تامة، كما تساعد الأساتذة على حسن الأداء واختصار الوقت والجهد معا، وتنفيذ المقرر الدراسي والإلمام به في الآجال المحددة من قبل الوصاية.
وتمكن قطاع التربية الوطنية من رقمنة عديد العمليات التي ساهمت وفق تأكيد الوزير عبد الحكيم بلعابد في تطوير أداء القطاع، لاسيما ما تعلق بالتحضير للامتحانات الرسمية وتأطيرها وتنظيمها، فضلا عن تنظيم مواعيد تسجيل 11 مليون تلميذ عبر حوالي 30 ألف مؤسسة تعليمية، التي يشرف على تسييرها ما يقارب 1 مليون موظف.
وتعتبر الوزارة الوصية الرقمنة حلا ناجعا للرقي بقطاع التربية الوطنية، وذلك تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية الذي جعل من ملف تعميم الرقمنة من ضمن أهم التحديات التي وجب رفعها على مستوى مختلف القطاعات، لا سيما التربية الوطنية والتعليم العالي.
لطيفة بلحاج
