تنطلق اليوم الحملة التحسيسية لصندوق الزكاة بمشاركة فعالة من الاتحاد العام للتجار والحرفيين الذي قرر تجنيد إطاراته لحث التجار على إيداع أموال الزكاة في الصندوق، ورفع القيمة الإجمالية للزكاة التي تجمع سنويا بنسبة 30 بالمائة، تكريسا للاقتصاد التضامني والاجتماعي.
ويتم اليوم خلال فعاليات إطلاق الحملة التحسيسية الوطنية 23 لصندوق الزكاة تحت إشراف وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي، إبرام اتفاقية تعاون بين الديوان الوطني للأوقاف والزكاة والاتحاد العام للتجار والحرفيين، ترمي وفق الأمين العام للتنظيم عصام بدريسي إلى تأطير عملية جمع أموال الزكاة، من خلال شرح أبعادها وأهدافها لتشجيع التجار على إخراجها عن طريق صندوق الزكاة.وأضاف المتدخل «للنصر» بأن منظمة التجار تسعى بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية إلى تكريس البعد الديني والاجتماعي للزكاة، التي تهدف إلى رفع الغبن عن الفئات الهشة من خلال إعانة العائلات المعوزة عبر القروض الحسنة على إنشاء مؤسسات مصغرة تضمن لها مصدر رزق دائم وقار، وأكد المصدر بأن توزيع الزكاة متفرقة أو على أجزاء لن يؤدي إلى تحقيق الأهداف الاجتماعية المتوخاة من العملية.
كما تهدف الحملة التحسيسية لصندوق الزكاة التي تشمل في البداية تجار العاصمة قبل تعميمها على مجمل الولايات، إلى إشراك المعنيين بإخراج الزكاة في استحداث مناصب شغل جديدة والقضاء على البطالة عبر المشاريع المصغرة التي تقام من خلال الأموال التي توزع على المحتاجين، وهي المحاور التي سيتم شرحها للتجار، فضلا عن توضيح شروط والأحكام الشرعية لإخراج أموال الزكاة.ويريد الاتحاد العام للتجار والحرفيين أيضا حث التجار على إخراج الزكاة في حال توفر الشروط على مدار السنة، دون حصرها على مناسبة عاشوراء، عكس الاعتقاد السائد لدى الكثير من الجزائريين الذين يحرصون على أداء هذه الفريضة بإخراج زكاة الأموال والممتلكات التي دار عليها الحول في هذا اليوم.ويستفيد التجار في إطار الحملة التحسيسية من شرح مستفيض لكيفية حساب أموال الزكاة، مع المرافقة الشاملة لوضعها على مستوى الصناديق الموجودة عبر كافة المساجد، أو عن طريق الحساب الجاري لصندوق الزكاة، من أجل تحقيق الأهداف المسطرة من قبل نقابة التجار، وهي المساهمة في رفع قيمة الأموال المحصلة سنويا ضمن الصندوق بنسبة 30 بالمائة.
خرجات ميدانية عبر أسواق الجملة
وينتظر تنظيم خرجات ميدانية لأسواق الجملة المعروفة بالعاصمة التي تعد أكبر ممون للفضاءات التجارية المختلفة بالمنتجات الموجهة للاستهلاك المباشر وغير المباشر عبر الوطن، بمشاركة إطارات في نقابات التجار وأئمة، على أن تمتد العملية خلال ثلاث سنوات، وصولا إلى تحقيق الأهداف المرجوة، لاسيما مع تعلق بمحاربة الفقر والبطالة، وتكريس البعد الديني والاجتماعي للزكاة.ويرى الأمين العام للتنظيم عصام بدريسي بأن التجار من بين أهم المتعاملين الذين يؤدون الزكاة، من خلال الأموال الهامة التي يتم توزيعها سنويا على مستحقيها من المعوزين والمحتاجين، وممن يواجهون ظروفا اجتماعية صعبة، لذلك تم إطلاق مساعي جديدة لتعزيز ثقة التجار في صندوق الزكاة.
ويتوقع المتدخل بأن يؤدي انخراط التجار في العملية إلى دعم صندوق الزكاة بسيولة إضافية، لاسيما في حال انضمام التجار غير الشرعيين للحملة التي لا تقتصر على فئة محددة من المتعاملين، بل تشمل كافة الناشطين في المجال التجاري، في إطار تجسيد مبادئ وأهداف الاقتصاد التضامني والاجتماعي القائم على التآزر والتعاون.ويذكر بأن الاتحاد العام للتجار والحرفيين يعد عضوا فعالا في اللجان المحلية والولائية لصندوق الزكاة، بصفته مؤسسة دينية واجتماعية تابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف، وهو يسعى إلى تكريس مساهمة التجار في جمع الزكاة، عبر تجنيد المنخرطين في صفوفه بصفتهم من ضمن الممولين الأساسيين للصندوق. وكان وزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي كشف عن تسجيل أكبر حصيلة لصندوق الزكاة السنة الماضية، بعد أن تم جمع في ختام الحملة حوالي 157 مليار سنتيم، في حين بلغ عدد المستفيدين من أموال الصندوق أكثر من 4 ملايين شخص، من خلال القروض الحسنة، التي تساهم في رفع مستويات التشغيل والحد من البطالة.
لطيفة بلحاج
