• أطراف حاولت تحريك الشارع لكنها فشلت
رافع الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني، أمس بعنابة، مطولا لإقامة الدولة المدنية، التي طالما كان ينادي بها الأفلان «لإرساء دولة الحق والقانون، ولكي يتمتع المواطن بكافة حقوقه الدستورية»، قائلا « لقد خرجنا من عسكرة الدولة»، في إشارة للتغييرات الأخيرة التي قام بها رئيس الجمهورية في مؤسسة الجيش، داعيا لفتح نقاش وطني لشرح أسس قيام الدولة المدنية ومقتضياتها.
وعاد سعداني لشرح وتوضيح المغزى من مبادرة التحالف التي أطلقها منذ أيام، لدى تنشيطه أمس تجمعا شعبيا بالمسرح الجهوي لولاية عنابة، في إطار اللقاء الجهوي لمنتخبي ولايات الشرق والجنوب الشرقي، بالقول « الأفلان ليس بحاجة إلى أغلبية لانتخاب الرئيس، لأنه في منصبه إلى غاية 2019» فهدف المبادرة رّص الصفوف لتقوية الجبهة الداخلية، نظرا للتهديدات التي تواجه الجزائر « المحاصرة من كل الجبهات، الحدود المغربية مغلقة، أعمال عنف في ليبيا، وعدم استقرار أمني في تونس» مطالبا بتوسيع التحالف ليشمل جميع التيارات السياسية من موالاة ومعارضة، قائلا « المبادرة لا تعني ثلاثة أحزاب الأفلان، الأرندي وحمس، فهي مفتوحة للجميع وهي ليست باسم الحزب، لكن الأفلان هو من يقود القاطرة». وخاطب سعداني المعارضة قائلا « من يريد الانخراط فمرحبا به لتقوية الجبهة الداخلية» مشيرا في سياق كلامه إلى أن الثوابت الوطنية لا اختلاف فيها، أما في طريقة الوصول إلى الحكم «فنذهب إلى الصندوق والشعب يقول كلمته»، ورفض سعداني أن يكون مقر حزب الأفلان مقرا للتحالف، وكشف بأن حزبه أعدّ ورقة في هذا الشأن، وليس خريطة طريق .
وانتقد الأمين العام للأفلان الوضعية الاقتصادية التي جعلت الثروات تذهب إلى الأجانب ، حيث تساءا: «من يستغل ثرواتنا يا ترى أنهم الاجانب، كم ندفع الفاتورة لننقل غذاءنا، وبناء مساكننا، ونترك المواطن للذهاب للعلاج في الخارج و للسياحة والدراسة أيضا « و أضاف « تصوروا مواطنا يطلب قطعة أرض لبناء سكن أو إقامة مشروع استثماري فيقال له لا، والجزائر تملك أراضي شاسعة في الجنوب» وهو ما جعل رئيس الجمهورية يتدخل ويأمر بتسهيل منح العقار خاصة الموجه للاستثمار. وشدد سعداني على منح الفرص لجميع الجزائريين بالتساوي، وإعطاء الأولوية للكفاءات متحدثا في ذات السياق عن مطالبته الوزير الأول عبد المالك سلال، مساعدة الإطارات ومسؤولي الشركات الكبرى الذين يحالون على التقاعد، لإنشاء مشاريع استثمارية خاصة، ودعمهم ماليا.
واتهم عمار سعداني أطرافا لم يسمها « لا تريد الخير لهذا الوطن أرادت أن تحرك الشارع عدة مرات عن طريق تنظيم المسيرات والمظاهرات، لكن الشعب لم يتحرك وكان واعيا، ويعرف من وراء المؤامرات التي تحاك ضد الجزائر».
وهاجم الأمين العام للأفلان بعض الدول العربية التي تدعم الإرهاب وتؤيد قصف الأبرياء والعزل وتقول بأنها ديمقراطية، وخص بالذكر السعودية.
و ردّ سعداني على التصريحات التي تتحدث عن مرض الرئيس ، بالتطرق إلى ما جاء في لقائه مع السفيرة الأمريكية بالجزائر قائلا « قلت لسعادة السفيرة ألم تنتخبوا أنتم في أمريكا، رئيسا لعهدتين وهو على كرسي متحرك وحكم البلاد لعدة سنوات، وقاد حروبا أيضا».
واعترف سعداني بأن جبهة التحرير الوطني، بحاجة إلى تصحيح الاختلالات ورّص الصفوف، من أجل قيادة القاطرة وتقوية الجبهة الداخلية، و ذكر بأن الحزب لا يتوقف نشاطه على شخص و قال « الأفلان ليس سعداني، وأنا سأذهب إلى بيتي لا محالة، والجبهة يجب أن تعيش في نقاء ونزاهة».
واعتبر الأمين العام للأفلان بأن الممارسات القديمة في الحزب يجب أن تنتهي « زمن شراء مقعد مجلس الأمة بالشكارة انتهى»، داعيا منتخبي حزبه للتحلي بقيم الحزب والنزاهة في اختيار ممثليهم في انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة المقررة في الأيام المقبلة، كما دعا إلى تغليب مصلحة الحزب على الصراعات الشخصية، وإعطاء صوتهم للحزب وليس للأشخاص، مؤكدا على اعتماد تقييم لكل المنتخبين من أميار ورؤساء مجالس ولائية من أجل وضع الثقة فيهم مجددا، إذا نجحوا في تمثيل الحزب وخدمة المواطن والتكفل بإشغاله.
وحذر سعداني المنتخبين وإطارات الحزب من مغبة إقصاء الأسرة الثورية والمجاهدين في اتخاذ القرارات على جميع المستويات، وحثهم على ضرورة إشراكهم في اختيار ممثلي الحزب في الاستحقاقات الانتخابية.
حسين دريدح