أكد مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية للرئاسيات، يوسف أوشيش، أمس من ولاية خنشلة، بأن برنامجه الانتخابي يسعى إلى إعادة التوازن والإنصاف التنموي و تقليص الفجوات التنموية بين مختلف مناطق الوطن، وبناء جزائر قوية بكل مقوماتها، متصالحة مع تاريخها و حضارتها، مؤكدا أن مشروعه يعنى بتعزيز كتابة تاريخ البلاد وتطوير السينما والفنون لتخليد أمجاد وبطولات من صنعوا هذا التاريخ الوطني العريق.
وفي تصريح صحفي أدلى به ببلدية بغاي بولاية خنشلة، أين وضع باقة زهور على تمثالي الشهيد عباس لغرور و الملكة ديهيا، في اليوم الـ 16 من الحملة الانتخابية للرئاسيات المقبلة، أكد السيد أوشيش بأنه يلتزم بإعادة تحقيق العدالة والتوازن في استفادة مختلف مناطق الوطن من المشاريع التنموية، و الأخذ بعين الاعتبار كل تطلعات و آمال المواطنين خاصة بالمناطق النائية المهمّشة التي لم يسبق لها الاستفادة من برامج استثمارية في إطار مختلف البرامج التنموية العمومية، مبرزا بأنه سيلتزم في ذات الوقت بالنهوض بالقطاع الزراعي و التكفل بانشغالات ساكنة كل المناطق.
وأثناء تطرقه للحديث عن دور المرأة الجزائرية أكد بأن لها مكانة خاصة، في برنامجه، مشددا على أن المرأة التي ساهمت في تحرير الوطن ومقاومة الاستعمار، يجب أن تلعب اليوم دورها في مسيرة البناء والتشييد.
من جهة أخرى أشار مرشح الأفافاس إلى أن مشروعه الرئاسي، يعنى بتعزيز كتابة تاريخ البلاد وتطوير السينما والفنون لتخليد أمجاد وبطولات من صنعوا هذا التاريخ الوطني العريق، والعمل على بناء جزائر قوية تعتز بكل مقوماتها الهوياتية، مؤكدا عزمه على تخليد من صنعوا مجد هذا الوطن، وإيصال بطولاتهم للأجيال القادمة.
وأضاف بأن من الاقتراحات التي جاء بها برنامجه الانتخابي في هذا الإطار، ‘’ إنشاء وكالة وطنية للحفاظ على التراث والثقافة الوطنية، إضافة إلى وضع إستراتيجية لإعادة الإشعاع الثقافي الوطني’’.
ومن محطته الثانية، في اليوم الـ 16 من الحملة الانتخابية أكد أوشيش من عنابة، بأن برنامجه يحمل رؤية صادقة ومغايرة، تأتي بحلول جذرية و واقعية، لتلبية تطلعات المواطنين، ومنحهم الفرصة للعيش في أمن وطمأنينة وكرامة.
و في تصريح له على هامش العمل الجواري الذي نشطه بساحة الثورة بعاصمة الولاية، أبرز المترشح بأنه «ناقش مع المواطنين خلال تنقلاته الجوارية، عددا من الأفكار تتعلق بالجوانب الاجتماعية وكيفية تحسين ظروفهم المعيشية و التكفل بمطالبهم واحتياجاتهم خاصة ملف السكن، الذي قال أنه يُعد من بين الملفات الكبرى التي تؤرق الكثير من العائلات في عنابة وغيرها من الولايات، بالإضافة إلى القدرة الشرائية».
وكان السيد أوشيش قد جدد التزامه، أول أمس، من ولاية أم البواقي بالعمل على تعزيز المكاسب الاجتماعية للمواطنين الجزائريين من خلال مضاعفة الأجر القاعدي إلى 40 ألف دينار مع تخصيص منحة شهرية قدرها 20 ألف دينار للفئات الهشة، و إنشاء صندوق سيادي يحمي اقتصاد البلاد، مضيفا بأن برنامج حزبه الانتخابي سيؤسس لقطيعة مع ممارسات الماضي، و دعا إلى المشاركة القوية في الانتخابات، معتبرا إياه بالدفاع عن المصالح العليا للوطن. وفي تجمع شعبي احتضنته دار الثقافة نوار بوبكر بعاصمة الولاية، أبرز أوشيش بأن برنامجه الرئاسي الموسوم بـ»رؤية للغد» يدور على محاور كبرى سيلتزم بها ويدافع على تجسيدها إن وصل إلى سدة الحكم، كما ذكر – حيث سيسعى لتكريس منظومة حكم مغايرة تتكفل بكل المتطلبات الشعبية وتعيد الاعتبار للسيادة الشعبية كأساس للسلطة وكأساس تستمد كل مؤسسات الدولة منها شرعيتها.
وأثناء شرح أهم التعهدات والالتزامات التي يتضمنها قال أوشيش أن مشروعه الرئاسي يشمل كل ميادين الحياة ويستجيب لكل الآمال والطموحات الشعبية، من خلال اقتراح حلول واقعية يمكن أن تحقق النهضة المنشودة في كل الميادين، مؤكدا بأن برنامجه يقترح البديل والتغيير وبناء الجزائر الديمقراطية والاجتماعية كما نص عليها بيان أول نوفمبر ونصوص مؤتمر الصومام.
وأكد بأن التغيير السلس والتدريجي الذي يدعو إليه مشروع الأفافاس، يصب في إطار المصلحة الوطنية والشعبية، والوصول لتغيير يمكن أن يؤسس لمنظومة اقتصادية ناجعة ويعطي للجزائر كل الإمكانيات والميكانزمات لبناء منظومة اجتماعية تتكفل بكل الطبقات الشعبية خاصة الطبقات المحرومة منها.
و أشار إلى أن برنامجه سيسعى لمعالجة التضخم الذي وصل إلى نسب أعلى مع انخفاض القدرة الشرائية، مبرزا بأن الجزائر تزخر في المقابل بالكثير من الخيرات والموارد التي يجب استغلالها استغلالا عقلانيا للتكفل بكل احتياجات المواطنين، فيما أكد التزامه بإعادة الهيبة للدولة حتى تلعب دور الضبط وتعمل على تسيير السوق.
كما وعد أوشيش في حال نجاحه باستعمال البرامج التنموية والسياسات النهضوية لمحاربة ظاهرة الحرقة، معتبرا بأن الكثير من الشباب فقدوا اليوم الأمل، وجبهة القوى الاشتراكية تسعى لاستعادة الأمل للشباب، مبينا بأن هذا هو الدور المنوط بالمسؤول الناجح، مضيفا بأن برنامج حزبه الرئاسي»رؤية» يؤسس لغد أفضل للجميع مهما تكن الاختلافات والتنوع.
ومن باتنة أين قام بعمل جواري في ممرات الشهيد مصطفى بن بوالعيد أكد مرشح الأفافاس أن برنامجه يتضمن إعادة النظر في العلاقات الخارجية، خاصة مع دول العالم الغربي.
وأضاف السيد أوشيش بأنه يهدف لتأسيس علاقات خارجية تبنى على أساس الاحترام والندية والمعاملة بالمثل، وقال بأنه يرفض العلاقات التي تبنى من منظور استعماري أو من منطق الوصاية، لأن الجزائر دولة ذات سيادة وطنية ضحى من أجلها الملايين من الشهداء لنيل الاستقلال.
كما أكد في ذات الوقت حرصه من خلال برنامجه على الالتزام بتشجيع العلاقات مع الشركاء الأفارقة من الدول التي تتقاسم معها الجزائر الطموحات، وأكد تشجيعه الانخراط في مسار الولوج إلى نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، يكون أكثر عدلا للشعوب المضطهدة، مؤكدا في نفس السياق بأن الجزائر لها كل الإمكانيات لتفرض كلمتها وقوتها، وتعهد أوشيش في حال وصوله لرئاسة الجمهورية، بالتمسك بعقيدة الجزائر التي تحرص ديبلوماسيتها على عدم الانحياز ودفع العلاقات مع الدول النامية، والخروج من منطق الدول الغربية، وتشجيع العلاقات التي تبنى على المصلحة الوطنية.
ك. رابية/ ح.د/ أ. ذيب /ياسين.ع