أكد رئيس المنظمة الوطنية للفلاحة والأمن الغذائي، كريم حسان، أمس، بأن كميات الأمطار المعتبرة المتساقطة على عدد من مناطق البلاد تعتبر فأل خير على الموسم الفلاحي المزمع انطلاقه قريبا، لاسيما بعد ارتفاع منسوب مياه السدود، لكنه أكد بأن ضمان الاكتفاء الذاتي يتطلب إجراءات وقائية من التقلبات المناخية.
وقال الخبير الفلاحي في تصريح «للنصر» إن ترشيد استغلال الموارد المائية عبر توجيهها إلى المناطق الرطبة والمحميات، من شأنه أن يساهم في تجديد مخزون المياه الباطنية المستغل في مجال الري، وذلك بناء على دراسات يقوم بها مختصون لأجل معالجة آثار الجفاف الذي مس جل مناطق البلاد، خاصة المناطق الرطبة التي تتميز بتنوع الغطاء النباتي.
وأوضح الأستاذ كريم حسان بأن تساقط الأمطار بغزارة قبل حلول موسم الشتاء، جراء التغيرات المناخية التي يعيشها العالم أصبح يستدعي من الفلاحين الاعتماد أكثر على الزراعات المحمية، على غرار البيوت البلاستيكية من أجل ضمان وفرة المنتوج الفلاحي وتلبية الاحتياجات من المواد الزراعية، لأن الأمطار القوية التي تتساقط خارج الموسم تؤدي إلى تلف المحاصيل.
وشدد رئيس المنظمة الوطنية للفلاحة على ضرورة الاستغلال العقلاني للمياه، عبر توجيه السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة نحو السدود وكذا المناطق الرطبة، متوقعا أن تعرف الجزائر موسم شتاء ممطر بناء على المعطيات المتوفرة، بسبب التغيرات المناخية، مع تساقط أمطار رعدية على غرار تلك التي شهدتها ولاية بشار ومناطق أخرى مؤخرا.
وأضاف المصدر بأن الجزائر تعيش على وقع تغير المناخ مما يستدعي من الفلاحين الاستعانة بالإرشاد الفلاحي الذي يقدمه المختصون في الميدان، على رأسهم المهندسون الفلاحيون من أجل جعلهم يتحكمون في التقنيات الكفيلة بحماية الزراعة من العوامل الطبيعية الخارجية، من بينها الأمطار القوية وكذا الجفاف.
ونصح الخبير في الفلاحة والأمن المائي المستثمرين في القطاع الفلاحي باستعمال البذور المقاومة للجفاف وللتغيرات المناخية، وكذا الاعتماد عل تقنيات الزراعة التي تقوم على الإرشاد الفلاحي، مع ضرورة تكوين المكونين من أجل مساعدتهم على التحكم في آخر التقنيات، وما يشهده القطاع الفلاحي من مستجدات.
ويرى الأستاذ كريم حسان بأن الأمطار الغزيرة التي شهدتها عدة مناطق من البلاد، من بينها ولاية بشار، تستوجب اتخاذ إجراءات احتياطية استباقية لحماية المساحات المزروعة من السيول التي تجرف معها الأخضر واليابس، وتغرق الأراضي الزراعية وتضر بالثروة الحيوانية، وذلك عبر تشييد متاريس تمنع وصول المياه المتراكمة جراء هطول الأمطار بغزارة إلى المناطق الزراعية.
وأوضح المتدخل بأنه أصبح من الضروري برمجة مثل هذه المشاريع بالتنسيق مع الهيئات المختصة لضمان استمرار النشاط الفلاحي في ظل التغيرات المناخية، التي تؤدي إلى الفيضانات بسبب الأمطار التي تتهاطل خارج موسمها وبغزارة، أو تسبب الجفاف جراء شح الأمطار خلال فصل الشتاء.
وقال الأستاذ كريم حسان إن ضمان الأمن الغذائي يتطلب إجراءات ميدانية للوقاية من التقلبات المناخية، من خلال الاعتماد على أخصائيين في الميدان الفلاحي، بهدف الحد من الممارسات التي تضر بالقطاع، على غرار الزراعة على حافة الوديان، فضلا عن جعل الفلاح يستعين أكثر بالتكنولوجيات الحديثة، ويحرص على ترشيد الثروة المائية، عبر تحديد الاحتياجات بحسب طبيعة المحاصيل الزراعية المراد إنتاجها.
وتوقع المصدر أن ينطلق الموسم الفلاحي الجديد بداية شهر أكتوبر المقبل، موضحا بأن الأمر مرتبط بنوعية النبات أو البذور، أي التي يتم زراعتها أثناء الموسم أو خارجه أو قبله، مشيرا إلى أن بعض الأنواع من البذور يتم زراعتها خلال شهر ديسمبر.
وأفاد الخبير الفلاحي بأن الأمطار القوية التي خصت عديد المناطق والمتوقع أن تصل في الأيام القليلة المقبلة إلى جهات أخرى من الوطن، تعد جد ضرورية لتجديد الغطاء النباتي، لاسيما ما تعلق بالأشجار الغابية، كما تعد مؤشرا إيجابيا على النهوض بالزراعة العلفية وكذا النباتات الطبيعية، شريطة ترشيد مياه السقي، عبر توجيه السيول إلى المناطق الغنية بالغطاء النباتي، والمجمعات المائية وكذا السدود.
لطيفة.ب