جدد رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس مباشرة بعد أدائه اليمين الدستورية التعهد بتجسيد جميع الالتزامات التي وعد بها المواطنين خلال الحملة الانتخابية الأخيرة وفي جميع الميادين.
وتحدث الرئيس في اليوم الأول من عهدته الرئاسية الثانية أمام كبار إطارات الأمة وكبار المسؤولين في الدولة و ممثلي مختلف شرائح المجتمع بقصر الأمم بنادي الصنوبر، عن الأشواط التي قطعها مسار التنمية في بلادنا وعن المشاريع الاقتصادية الإستراتيجية التي أصبحت واقعا اليوم.
وفي عجالة أشار الرئيس تبون إلى المشاريع العملاقة في القطاع المنجمي من حديد خام وزنك، وفوسفات، في كل من تندوف، بجاية وتبسة، وعن مشاريع السكة الحديدية، متعهدا مرة أخرى بمدها من شمال البلاد إلى أقصى الجنوب وإيصالها حتى ولاية تمنراست، من أجل بعث التنمية في المناطق غير الآهلة ومساهمتها في تنمية الاقتصاد الوطني.
واستذكر أيضا الخطوات التي قطعها القطاع الفلاحي خاصة في الشعب الإستراتيجية وفق خطة عليمة مدروسة ، وكذا الشراكات الكبرى التي عقدها هذا القطاع مع بلدان شقيقة وصديقة خاصة فيما يتعلق بإنتاج الحليب والحبوب.
وبالمناسبة وعند تأكيده على الوفاء بجميع التزاماته التي تعهد بها خلال الحملة الانتخابية ودائما في المجال الفلاحي جدد التأكيد مرة أخرى على الوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي والكامل في ميدان القمح الصلب نهاية سنة 2025 ، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الشعير والذرة نهاية العام 2026، وتوسيع المساحات المسقية بمليون هكتار جديدة.
أما في ميدان التشغيل فقد جدد رئيس الجمهورية التعهد باستحداث 450 ألف منصب شغل خلال العهدة الجديدة، فضلا عن مواصلة مساعدة الشباب على خلق مؤسساتهم المصغرة والوصول إلى رقم 20 ألف مؤسسة مصغرة مع نهاية العهدة الرئاسية الجديدة و مواصلة دعم صيغة المقاول الذاتي.وفي ميدان الاستثمار أبرز رئيس الجمهورية جو الثقة والجاذبية التي أصبحت عليها الجزائر اليوم بفضل الاستقرار والإمكانات المالية التي أصبحت تتوفر عليها اليوم، وكذا خلق الشباك الموحد و ما تقوم به الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمار، وهو الجو الذي جعل البلاد تحقق اليوم ما مقدراه 9 آلاف مشروع استثماري ما سيسمح ببقاء معدل النمو بحدود 3.5 إلى 4 من المائة، و خلق مناصب الشغل والثروة.
وأضاف أن الهدف خلال العهدة الجديدة الوصول إلى 20 ألف مشروع استثماري، مشيرا إلى أن الثقة الموجودة في البلاد اليوم جعلت العديد من المشاريع الاستثمارية الحقيقية تنطلق وتنجز فعليا والبعض الآخر منها ينتظر تسوية ملفات العقار وغيرها. وفي هذا الإطار تحدث أيضا عن الرغبة في بلوغ نسبة 12 من المائة كمساهمة للقطاع الصناعي في الناتج الوطني الخام مع نهاية العهدة الجديدة وهي النسبة التي لا تتعدى حاليا 5 من المائة.
أما عن التزاماته في مجال المياه جدد الرئيس تبون أيضا التأكيد على الوصول إلى الطمأنينة في هذا المجال الحيوي خاصة بالنسبة للمدن الكبرى وتحدث عن استلام خمس محطات كبيرة لتحلية مياه البحر نهاية العام الجاري بسعة 300 ألف متر مكعب للواحدة منها، والانطلاق في إنجاز أخرى بالعديد من الولايات، مؤكدا على أن هذه المشاريع والانجازات تتم بسواعد جزائرية مائة في المائة وبمواد وقدرات وطنية ولا يستورد فيها سوى العتاد الدقيق، مضيفا بأنه سيتم الانطلاق سنة 2025 في تسجيل علميات ربط السدود بعضها ببعض.
أما في ميدان السكن فقد جدد المتحدث الالتزام ببناء 2 مليون وحدة سكنية جديدة خلال العهدة الثانية، وقال أن البلاد ستصل مع نهاية العام الجاري إلى إنجاز 1.7 مليون وحدة سكنية وكل ذلك تم بمواد بناء جزائرية مائة في المائة.
وتعهد أيضا في هذا الجانب برفع منحة البناء الريفي في المناطق الجبلية و أقصى الجنوب إلى 100 مليون للمستفيد الواحد.
وفي نفس الاتجاه وفي سبيل رفع الغبن عن المواطنين وتحسين مستوى معيشتهم تعهد تبون بغلق ملف مناطق الظل نهائيا قبل نهاية السنة الجارية.
كما تعهد الرئيس مجددا بالمواصلة على نفس النهج والوتيرة في تحقيق نسبة نمو معتبرة للاقتصاد الوطني، وعدم النزول عن معدل 4 إلى 3.8 من المائة في هذا الشأن، مجددا التأكيد في نفس الوقت على حماية القدرة الشرائية للمواطنين عبر ثلاثة روافد هي محاربة التضخم والنزول به إلى 4 من المائة، التحكم في الأسعار خاصة المواد الأساسية منها، ورفع الأجور و العلاوات إلى 100 من المائة قبل نهاية العهدة الجديدة.
الرئيس تبون الذي قال إن كل المؤسسات الدولية المختصة تعترف اليوم بارتفاع الناتج الداخلي الخام للبلاد إلى 280 مليار دولار التزم بالوصول به إلى حدود 400 مليار دولار خلال العهدة الثانية، ورفع قيمة الصادرات خارج المحروقات إلى حدود 15 مليار دولار، لأن شعار الجزائر كان دائما " بناء اقتصاد لا يخضع لتقلبات المحروقات" يضيف المتحدث. هذه هي رؤية الرئيس المنتخب عبد المجيد تبون الذي أدى أمس اليمين الدستورية باختصار "للجزائر المنتصرة" التي كانت شعار حملته الانتخابية الأخيرة.
إلياس-ب