أكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي أمس إعلان حالة تأهب بالمناطق الحدودية الجنوبية التي سجلت مؤخرا إصابات بالدفتيريا والملاريا، كإجراء احترازي في ظل استمرار حركة تنقل الأشخاص من وإلى خارج الوطن، موضحا بأن الوضع الصحي أصبح مستقرا ولا يستدعي القلق بعد أن تقلص عدد المصابين بالمرض.
وأفاد سايحي خلال إعطاء إشارة انطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، بأن حالات الإصابة بالدفتيريا و الملاريا ليست إصابات محلية بل تم جلبها من دول مجاورة بحكم حركة تنقل الأشخاص والبضائع، وأنه من بين الأشخاص الذين نقلوا الدفتيريا والملاريا من لم يحصلوا على التلقيح من قبل.
وكان هذا السبب من بين عوامل تعرض المناطق الحدودية للإصابة بالدفتيريا والملاريا التي وصل عدد الإصابات بها إلى 3700 حالة، من بينها أزيد من 2800 حالة أجنبية، مقابل أكثر من 600 حالة بالدفتيريا لدى رعايا أجانب الذين توافدوا على البلاد في إطار حركة تنقل الأشخاص.
وقال الوزير بأنه تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية الذين كان يتابع عن كثب تطور الوضعية الوبائية بالمناطق المعنية، وتوفير الحماية الصحية للمواطنين، تم حشد كميات معتبرة من الأدوية وأعداد هامة من الأسرة واللقاح، فضلا عن تجنيد الموارد البشرية لمجابهة الإصابة بالملاريا والدفتيريا.
وأدت الجهود المبذولة إلى تراجع عدد الإصابات بالملاريا إلى حالتين فقط ببرج باجي مختار وحالة واحدة بعين قزام، مع تسجيل حالتي إصابة بالدفتيريا لدى رعايا أجانب، كما تم إطلاق حملة تلقيح واسعة لحماية المواطنين القاطنين بالمناطق العمرانية بأقصى الجنوب وكذا البدو الرحل على مستوى تين زواتين بولاية تمنراست وتمياوين ببرج باجي مختار، لمنع انتشار المرض، وامتدت العملية إلى عين قزام وبرج باجي مختار، مع تعميمها أيضا على ولايات أخرى. كما أوفدت الوزارة فريقا طبيا إلى المناطق المعنية للتحقيق بشأن وباء الملاريا، وخلص تقريره النهائي إلى أن البعوض الموجود بها غير ناقل للمرض، مما يؤكد بأن الجزائريين الذين سافروا إلى خارج البلاد نحو دول مجاورة قاموا بنقل الملاريا عند عودتهم إلى ذويهم.
وجدد الوزير تأكيد التكفل بالرعايا الحاملين لجنسيات مختلفة ممن توافدوا على المناطق الحدودية للوطن، بتلقيحهم ضد الدفتيريا مع إخضاعهم للبروتوكول الصحي للوقاية من الملاريا على غرار المواطنين الجزائريين، موضحا بأن المصالح التابعة لوزارة الصحة تعيش حالة تأهب تحسبا لأي طارئ، لاسيما في ظل انتعاش حركة تنقل الأشخاص والسلع بالمناطق الحدودية الجنوبية للوطن، من أجل ترصد أي حالات جديدة مفترضة.
وطمأن عبد الحق سايحي في سياق مداخلته بأن الوضع الصحي بالمناطق الجنوبية المعنية في حالة استقرار تامة بفضل التدابير الاستعجالية التي تم اتخاذها فور تسجيل أولى الإصابات بالدفتيريا والملاريا، مشيدا بالمنظومة الصحية للجزائر التي لديها من الإمكانات لمواجهة كل الحالات الوافدة من الخارج.
وأفاد المصدر بتواجد مركزين جواريين للصحة بتمياوين وتين زواتين يناسبان عدد الساكنة بالمنطقتين وفق المعايير الوطنية، وقد قامت الدولة بإطلاق مشروع لإنجاز مستشفى بتين زواتين بلغت الأشغال به نسبة 60 بالمائة، إلى جانب مشروع مماثل بتيمياوين ما يزال قيد الدراسة بهدف دعم القطاع الصحي بأقصى الجنوب.
وأضاف المتدخل بأنه سنويا يتم استقبال حالات إصابة بالدفتيريا والملاريا من خارج الوطن وبأمراض أخرى منها الكوليرا، ويتم التكفل بها باستغلال مخزون الأدوية، لأنها كانت حالات جد عادية لا تستدعي التأهب، لكن مع تزايد الإصابات بسبب ارتفاع عدد الوافدين إلى الوطن عبر المناطق الحدودية الجنوبية، تم اللجوء إلى جلب أدوية من الخارج للتكفل بالمصابين.
كما قام الولاة من جانبهم بإجراءات وقائية لمنع انتشار المرض، كتجفيف المجمعات المائية والبرك مع القيام بحملات تنظيف، مما أعطى نتائج جد إيجابية، غير أن الأمطار التي تساقطت على الساحل الإفريقي مؤخرا يضيف الوزير، ضاعفت فعالية البعوض الناقل للمرض، ملمحا في هذا الصدد إلى إمكانية اتخاذ استراتيجية أخرى لمجابهة الأوضاع الطارئة.
لطيفة بلحاج
