شرع أعوان الرقابة وقمع الغش لوزارة التجارة وترقية الصادرات في خرجات تفتيشية على مستوى المساحات التجارية المختصة في بيع أجهزة تسخين المياه والتدفئة، لمعاينة نوعية المنتجات المعروضة في السوق ومدى مطابقتها لمعايير الأمن والسلامة، ولحث المستهلكين على ضرورة اقتناء الجهاز الكاشف لتسرب الغاز لتفادي حوادث الاختناق.
جندت مصالح الرقابة وقمع الغش الأعوان التابعين لها للحد من حوادث التسمم بغاز أحادي أكسيد الكربون المنبعث من أجهزة تسخين المياه والتدفئة، وذلك بالتزامن مع حلول موسم البرد، وكذا مع التقلبات الجوية التي تعرفها عديد المناطق، وفق ما ورد عن وزارة التجارة وترقية الصادرات، وذلك في سياق الحملات التي تهدف إلى منع الترويج للأجهزة غير المطابقة لمعايير الأمن والسلامة.
وترمي عملية الرقابة إلى توفير الظروف والوسائل الملائمة لقضاء فصل شتاء آمن دون تسممات أو اختناقات بالغاز جراء سوء استعمال وسائل التدفئة والتسخين، وعدم اتباع الطرق السليمة في تركيبها داخل المنازل، وعدم الاستعانة بحرفيين مختصين في الميدان .
وتشهد الفضاءات التجارية التي تعرض أجهزة تسخين المياه والتدفئة لمختلف العلامات هذه الأيام زيارات مفاجئة لأعوان الرقابة الذين يحرصون في إطار المهام المسندة إليهم على الفحص الدقيق للأجهزة المعروضة أمام المستهلكين، من أجل التأكد من مصدرها ومدى توفرها على معايير الأمن والسلامة، سيما بعد تسجيل عدة حالات اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون الموسم المنصرم، بسبب عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة قبل استخدام هذه الأجهزة، لا سيما ما يتعلق بترك منافذ التهوية. وقامت وزارة التجارة وترقية الصادرات سابقا بسحب بعض علامات أجهزة التدفئة والتسخين إلى جانب بعض كواشف تسرب الغاز من السوق، بعد أن بينت التحقيقات الميدانية وكذا التجارب المنجزة على مستوى مخابر قمع الغش التابعة للوزارة، عدم مطابقة هذه الأجهزة لمتطلبات الأمن الخاصة بأجهزة استشعار الغاز المحترق.
ودعت وزارة التجارة من ناحيتها المواطنين للتأكد من جودة المنتجات المعروضة قبل اقتنائها، مع الحرص على تركيب أجهزة استشعار غاز أحادي أكسيد الكربون بمحاذاة أجهزة التدفئة والتسخين، للوقاية مما يعرف لدى العامة بالقاتل الصامت الذي أودى بحياة العشرات، و أدى إلى إبادة أسر بأكملها في حوادث أليمة هزت عدة مناطق من الوطن في مواسم ماضية.
وتساهم من جهتها مصالح الحماية المدنية في التوعية ضد التسممات بغاز أحادي أكسيد الكربون إلى جانب المساجد، من خلال الأنشطة التي تقوم بها ذات المصالح وكذا الخطب التي يلقيها الأئمة للتحسيس بمخاطر استخدام أجهزة التدفئة والتسخين دون الالتزام بالتصرفات السليمة التي تحمي الأرواح والممتلكات.
كما يتم هذه الأيام الحرص أيضا على التحذير من مخاطر التقلبات الجوية التي تهدد حياة الأشخاص وسلامة الممتلكات بسبب عدم التقيد بالنصائح والتعليمات التي يتم التذكير بها سنويا من قبل المديرية العامة للحماية المدنية للتقليل من حوادث الطرقات، وتفادي الأخطار الناجمة عن الفيضانات بسبب المغامرة بالسير في الطرق المقطوعة وعلى ضفاف الوديان، وغيرها من التصرفات التي تؤدي إلى تسجيل ضحايا خلال سوء الأحوال الجوية.
ويشار في هذا السياق كذلك إلى الحملة الواسعة التي أطلقها مجمع سونلغاز لتزويد المنازل بأجهزة استشعار غاز أحادي أكسيد الكربون، و التي مكنت من تركيب حوالي 8.5 مليون جهاز بقيمة فاقت 15 مليار دج، في ظل استمرار العملية لتركيب 22 مليون جهاز كاشف بقيمة إجمالية تفوق 22 مليار دج وفق ما كشف عنه مؤخرا وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب أمام لجنة المالية للمجلس الشعبي الوطني.
كما تحرص أيضا منظمات حماية المستهلكين على تحسيس المواطنين بخطورة الصامت القاتل وبطرق الوقاية منه، مع حثهم على إبلاغ مصالح وزارة التجارة في حال الوقوف على الترويج لأجهزة غير مطابقة أو عدم تزويدهم بأجهزة الكشف عن غاز أحادي الكربون حين اقتناء جهاز تدفئة أو تسخين المياه.
ويذكر أيضا بأن الإجراءات الصارمة لوزارة التجارة سمحت بالحد من الترويج للأجهزة المغشوشة، كما مكنت الرقابة الصارمة التي تقوم بها المصالح المختصة من منع إدخال أجهزة تدفئة وتسخين بطرق غير قانونية، بفضل الجهود التي يقوم بها أعوان الرقابة. لطيفة بلحاج
