• توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون
• اتفاق على تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية
قررت الجزائر وسلطنة عمان، إنشاء صندوق استثماري مشترك، يتم من خلاله إقامة شراكات ومشاريع مشتركة، في مجالات الطاقة المتجددة والبتروكيماويات والزراعة الصحراوية والتكنولوجيا وعدة مجالات حيوية أخرى. وأكد البيان المشترك الذي توّج زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، إلى سلطنة عُمان، دامت ثلاثة أيام، توافق الجزائر وعُمان على تعميق العلاقات وإعادة تفعيل آليات التعاون، مع تكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية.
توجت زيارة الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى سلطنة عمان، ودامت ثلاثة أيام، تلبية لدعوة من جلالة السلطان، هيثم بن طارق، بإصدار بيان مشترك تم فيه التأكيد على مواصلة تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأوضح البيان المشترك أنه «تعزيزا للعلاقات والروابط والصلات الأخوية الوثيقة التي تجمع بين سلطنة عمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وبين قيادتيهما الحكيمتين وشعبيهما الشقيقين وتلبية لدعوة كريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان، قام فخامة عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، يرافقه وفد رسمي رفيع المستوى، بزيارة دولة إلى سلطنة عمان لمدة ثلاثة أيام.
وحسب البيان، فقد «عقد القائدان مباحثات سادتها روح الأخوة والتفاهم والحرص الرصين على مواصلة تطوير التعاون الثنائي في شتى المجالات، وبما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، ويعكس العلاقات والصلات الأخوية التاريخية الراسخة التي تجمعهما»، معبرين عن الارتياح لخطوات النهوض بالعلاقات بين البلدين لآفاق أرحب ومجالات أوسع وأشمل؛ بما في ذلك نتائج أعمال الدورة الثامنة للجنة العُمانية الجزائرية المشتركة والتي عقدت في الجزائر في يونيو الماضي 2024م، وما صاحبها من ندوة رجال الأعمال والتي تناولت الفرص الاستثمارية والتجارية الواسعة والواعدة في البلدين”.
كما أكد القائدان دعمهما لتلك النتائج ووجها كافة الجهات والقطاعات لتكثيف التواصل وتبادل الزيارات بين مختلف الجهات المعنية، من أجل متابعة وتنفيذ كافة المبادرات والبرامج المشتركة، والتي -بلا شك- ستعود بالنفع والفائدة على البلدين والشعبين.
ومن هذا المنطلق بارك القائدان مبادرة إنشاء صندوق استثماري مشترك للبلدين، يتم من خلاله إقامة شراكات ومشاريع مشتركة في مجالات الطاقة المتجددة والبتروكيماويات والزراعة الصحراوية والتكنولوجيا والسياحة وغيرها من المجالات الأخرى الواعدة.
كما أكد الجانبان على أهمية تعزيز فرص التواصل والشراكة على مستوى القطاع الخاص، والنهوض بالتبادل التجاري والصناعي، والاستفادة من أسواق البلدين وموقعهما في النهوض بالصادرات الوطنية، ووصولها لأسواق إقليمية وعالمية.
هذا و رحب القائدان بالتوقيع على ثمانية من مذكرات التفاهم في قطاعات متنوعة، تشمل مجالات ترقية الاستثمار، وتنظيم المعارض والفعاليات والمؤتمرات، والتربية والتعليم، والتعليم العالي، والبيئة والتنمية المستدامة، والخدمات المالية، والتشغيل والتدريب، والإعلام.
وفي شأن التشاور وتبادل الآراء والتنسيق بخصوص المستجدات والقضايا الإقليمية والدولية الراهنة، فقد أكد الجانبان على ضرورة الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية وعلى لبنان وسوريا وإيران، وعلى حق الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال اللامشروع وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين، وانضمامها لعضوية الأمم المتحدة.
كما أكد الجانبان على أهمية التعاون والتنسيق بين البلدين في المنظمات والمحافل الإقليمية والدولية، بما يخدم مصالحهما ويسهم في تعزيز العمل العربي المشترك ودعائم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة والعالم، مع التأكيد على دعم الجهود الرامية إلى ترسيخ التوجهات السلمية وتعزيز ركائز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم من خلال إرساء قواعد القانون الدولي واحترام الشرعية الدولية ومبادئ العدل والإنصاف.
وأشار البيان المشترك إلى أن الجانب العماني عبر عن «تقديره لجهود الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، بصفتها العضو العربي في مجلس الأمن، في دعم القضايا العربية والعادلة وعلى الدور البارز والبناء الذي تقوم به في هذا الشأن». كما أشاد الجانب الجزائري بـ»الدور الهام والمحوري الذي تقوم به سلطنة عمان في المساعي السلمية لخفض التوترات والدفع بالتفاهم والتعاون الإيجابي بين الدول في المنطقة والعالم».
وأعرب رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، عن «شكره وتقديره لأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق وحكومة سلطنة عمان وشعبها العزيز على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة», متمنيا لسلطنة عمان «المزيد من التقدم والازدهار في ظل قيادتها الحكيمة». كما وجه دعوة لأخيه جلالة السلطان لزيارة الجزائر، والتي «لقيت بالغ الترحيب من لدن جلالته», وفقا لما تضمنه البيان المشترك.
وكان رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، قد قام أمس بمسقط، بزيارة المتحف الوطني لسلطنة عمان، وهذا في اليوم الثالث من زيارة الدولة التي يقوم بها إلى هذا البلد الشقيق. وبالمناسبة، استمع السيد رئيس الجمهورية إلى شرح واف عن جوانب مهمة من تاريخ وحضارة عمان، كما اطلع في المتحف على الذكريات المشتركة بين البلدين.
و عاد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مساء أمس الأربعاء، الى أرض الوطن قادما من سلطنة عمان بعد زيارة دولة إلى هذا البلد الشقيق دامت ثلاثة أيام وزيارة عمل وأخوة إلى جمهورية مصر العربية الشقيقة.
وكان في استقبال السيد رئيس الجمهورية لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين الدولي، كل من الوزير الأول، السيد نذير العرباوي، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، السيد بوعلام بوعلام.
وقد رافق سرب من صقور القوات الجوية الجزائرية الطائرة الرئاسية عند دخولها أجواء الوطن.
ع سمير