وجهت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة صورية مولوجي تعليمات للمدراء الولائيين للقيام بخرجات ليلية عبر مختلف أنحاء الوطن، مع تجنيد الخلايا الجوارية للإطلاع على أوضاع الأشخاص دون مأوى والتكفل بهم، على غرار الجولة التي قادت وزيرة التضامن إلى بعض شوارع العاصمة مساء يوم الجمعة.
أطلقت وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة برنامج عمل يستهدف التكفل بالأشخاص دون مأوى، ويشمل تنظيم خرجات ميدانية ليلية عبر المدن والتجمعات السكانية في كافة ربوع الوطن للبحث عن الأشخاص دون مأوى الذين دفعت بهم الظروف الاجتماعية القاهرة لافتراش الأرصفة والطرقات والساحات العامة، لأجل نقلهم إلى مراكز الإيواء التي تتوفر على ظروف الحياة الكريمة. وأسدت في هذا السياق وزيرة القطاع صورية مولوجي تعليمات لمصالحها على مستوى الولايات بإطلاق عمل ميداني تزامنا مع بداية موسم البرد لتخفيف المعاناة عن الأشخاص الذين فقدوا البيوت الدافئة والأسقف التي تأويهم وتحميهم من المبيت في الشارع، قصد التكفل بهم باستغلال المرافق التابعة لقطاع التضامن، وكذا الوسائل التي تسخرها الدولة لصالح الفئات الهشة.
وكانت الجولة التي قادت صورية مولوجي أمسية يوم الجمعة الماضي إلى أهم شوارع العاصمة التي يتجمع بها الأشخاص دون مأوى فرصة للإطلاع على أوضاع هذه الشريحة من المجتمع، ومرافقة الفرق المختصة بإيواء هذه الفئة في المراكز المخصصة لهذا الغرض، من بينها ديار الرحمة ببئر خادم ومركز الإيواء المتواجد بدالي إبراهيم.
وبحسب بيان وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة فإن السيدة مولوجي طافت رفقة الفرق المختصة بأزقة وشوارع العاصمة بحثا عن الأشخاص دون مأوى، وأشرفت على إيواء عدة حالات ممن أجبروا على المبيت في العراء، وشددت بالمناسبة على ضرورة إطلاق عمليات مماثلة من قبل المدراء الولائيين، مع تجنيد الخلايا الجوارية لأجل ضمان شتاء آمن ودافئ للجميع.
كما كانت بعض الولايات بدورها على موعد مع إطلاق حملة التكفل بالأشخاص دون مأوى ثابت، بالتزامن مع العملية التي أشرفت عليها وزيرة التضامن الوطني والأسرة، من بينها ولاية البويرة التي شهدت هي الأخرى عملا ميدانيا بالتنسيق بين السلطات الولائية ومديرية النشاط الاجتماعي، وفق ما صدر عن الوزارة الوصية، من خلال الخرجة الليلية الميدانية التي قادها مدير النشاط الاجتماعي بذات الولاية.
وتساهم عدة هيئات في إنجاح العمل التضامني لصالح الفئات الهشة من بينهم الأشخاص دون مأوى، إلى جانب وزارة التضامن الوطني، على رأسها مصالح الأمن والدرك الوطنيين، وكذا الحماية المدنية، إلى جانب المتطوعين في صفوف الهلال الأحمر الجزائري، بهدف توفير المأوى الآمن للأشخاص الذين يبيتون في العراء، فضلا عن توزيع الأغطية والوجبات الساخنة.
كما شهدت بدورها ولاية تندوف حملة مماثلة أول أمس، تحت إشراف مديرية النشاط الاجتماعي والتضامن، وتم في إطار هذه العملية توزيع أفرشة وبطانيات على الأشخاص دون مأوى معظمهم عابري سبيل يبحثون عن مصدر رزق بالولاية بحسب ما صدر عن مصالح وزارة التضامن الوطني.
وتندرج هذه الجهود ذات البعد الإنساني ضمن تجسيد برنامج الوزارة الوصية، بمساهمة فعالة من قبل الخلايا الجوارية باعتبارها حلقة هامة في مجال التكفل بالفئات الهشة، بفضل العمل الميداني الذي تقوم به لأجل التواصل المباشر مع الأشخاص الذين يعانون ظروفا اجتماعية قاهرة، من بينهم الأشخاص دون مأوى، في إطار العمل الجواري اليومي بمساهمة بارزة من أخصائيين نفسانيين واجتماعيين.
ويقدر عدد الخلايا الجوارية بحوالي 227 خلية تعمل على مرافقة السلطات المحلية والعمومية في تحقيق التنمية الاجتماعية، إلى جانب التكفل بمشاكل وانشغالات مناطق الظل، في إطار تطبيق سياسة الدولة لضمان مبدأ تكافؤ الفرص والحياة الكريمة لجميع المواطنين، عبر تخصيص البرامج التي تتناسب مع طبيعة كل منطقة وحاجياتها إلى مقومات التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
لطيفة بلحاج