شدّد وزير الصحة، عبد الحق سايحي، أمس الأحد، على أهمية وضرورة إرساء ثقافة التربية الرياضية الصحية داخل الوسط المدرسي، باعتبارها أحد الأركان الأساسية للصحة العمومية، داعيا الخبراء إلى صياغة توصيات جديدة لترقية النشاط الرياضي في مختلف المؤسسات التربوية والتكوينية، سيما تلك التي تتعلق بتهيئة ظروف الممارسة السليمة.
و أبرز السيد سايحي لدى إشرافه على فعاليات يوم دراسي حول الصحة المدرسية، في مقر الوزارة بالعاصمة، العلاقة الوطيدة، التي تربط بين الصحة والحركة، خاصة بين أوساط التلاميذ والشباب، محذرا من السلوكيات السلبية التي يعرفها المجتمع الجزائري بسبب كثرة استعمال الهواتف النقالة التي تسبب الخمول وعدم الحركية، خاصة لدى الأطفال، و أيضا الأكل السريع و غير الصحي الذي يعتمد على الدهنيات و السكريات، والتي تؤثر على صحة و أبدان أطفالنا.
وأمام ما تطرحه هذه الأجهزة والنظام الغذائي السريع وغير السليم، من آثار على الصحة، لفت الوزير إلى أن الرياضة تبقى مسألة جوهرية وأساسية، ما يتوجب – كما أكد - اعتماد برنامج بالتنسيق مع القطاعات المعنية، لا سيما منها التربية الوطنية والتكوين والتعليم المهنيين، بغرض إرساء ديناميكية داخل المؤسسات التعليمية والتكوينية تتولد عنها ثقافة صحية بامتياز، مشيرا في هذا الصدد إلى أن قطاعه سبق وأن قدم توصيات جاءت بثمارها، مما نتج عنها برمجة الرياضة كأحد الوحدات الضرورية في التكوين في جميع المدارس و المعاهد و الجامعات.
وفي ذات السياق شدد سايحي على ضرورة توفير شروط أساسية قبل الشروع في الحصص الخاصة بالممارسة الرياضية وكذا إشراك الطبيب من وحدة العلاج والتشخيص موازاة مع إعادة النظر في الشروط المرافقة لهذه الحصص، على غرار توفير سيارة إسعاف في الحالات الاستعجالية و إطلاع التلاميذ على المفاهيم الأساسية للرياضة على الأقل، تفاديا لما قد يحدث للتلاميذ من اضطرابات مفاجئة أثناء ممارسة النشاط الرياضي، مؤكدا في هذا الصدد على أهمية وضرورة إجراء الفحص الطبي المعمق للتلاميذ والقيام بالتحاليل اللازمة التي تخول لهم ممارسة الرياضة من عدمها في الوسط المدرسي.
وفي هذا الصدد أوضح وزير الصحة بأن وحدات التشخيص والمتابعة المتواجدة على مستوى المؤسسات التربوية، ليست مراكز طبية ولا يمكن لها تقديم شهادات طبية حول ما إذا كان بإمكان التلميذ ممارسة الرياضة من عدمه، مؤكدا في نفس الوقت أنه بإمكان هذه المراكز تقديم بيانات طبية فقط ولا يمكن لها الإقرار بصحة التلميذ أم لا، لأن هذه المهمة يجب أن يقوم بها أطباء متخصصون ومخابر التحاليل الطبية.
وأعرب وزير الصحة خلال ذات اللقاء الذي جرى بحضور ممثلين عن قطاعات التربية الوطنية والشباب والرياضة، عن أمله في أن تتوج أشغال اليوم الدراسي الذي تم تنظيمه بالمناسبة، بتوصيات عملية من شأنها تعزيز ثقافة الرياضة الصحية في المدارس، من منطلق الأهمية التي يوليها قطاعه لترقية الصحة في الوسط التربوي والجامعي و كذا في وسط التكوين المهني بالتعاون مع القطاعات المعنية.
كما جدد ممثل الحكومة في ختام مداخلته التأكيد على ضرورة إرساء ثقافة سلوكية رياضية تجاه التلاميذ من أجل ترسيخ سلوك صحي دائم، و ذلك عن طريق برمجة حصص تفاعلية خاصة للأطفال، و تقديم دروس قبلية حول المفاهيم الأساسية الصحيحة المتعلقة بالتغذية قبل ممارسة الرياضة، و كذا توزيع مطويات و منشورات من قبل مركز التشخيص و المتابعة، توضح أهمية ممارسة الرياضة المدرسية على صحة و رفاهية التلميذ.
ع.أسابع