أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي كمال بداري، أمس، بأن المخطط العملي للقطاع على امتداد الخمس سنوات المقبلة يقوم على تحفيز الطلبة والباحثين من أجل تحويل الابتكارات العلمية إلى خدمات وأسواق اقتصادية، بعد أن أصبحت الجامعة داعمة للاقتصاد المبتكر.
وأوضح كمال بداري خلال إشرافه على توطين خمس مؤسسات ناشئة بجامعة العلوم والتكنولوجيا هواري بومدين بالعاصمة، بأن مخطط عمل القطاع الممتد من سنة 2024 إلى غاية 2025 يعتمد على تجسيد ابتكارات الطلبة والباحثين في أرض الواقع، بتحويل أعمالهم إلى خدمات قابلة للتسويق لدعم الاقتصاد الوطني ودفع عجلة التنمية.
وأضاف وزير التعليم العالي بأن الجامعة الجزائرية أضحت تقوم بدور فعال في استحداث مؤسسات اقتصادية ناجعة خلاقة للثروة ومناصب شغل، ومساهمة في تحقيق النمو الاقتصادي، تجسيدا للمحاور التي تضمنها مخطط عمل الوزارة الذي يستمد مضمونه وتفاصيله من برنامج رئيس الجمهورية، بتحويل الأفكار الإبداعية والابتكارية للطلبة والباحثين إلى مشاريع فعلية.
و وصف الوزير الجامعة بالأم المغذية للاقتصاد المبتكر بفضل ولوجها عالم الابتكارات التي تساهم بقيمة مضافة للاقتصاد الوطني، من خلال بناء نظام بيئي جديد لفائدة المبدعين والمبتكرين، وكذا الآليات التي تم إرساؤها من قبل الوزارة التي تحفز على تجسيد الأفكار الإبداعية في مشاريع قابلة للتنفيذ.
وذكر الوزير من ضمن الآليات التي اعتمدتها الوزارة مركز تطوير المقاولاتية وحاضنة الأعمال ومركز تطوير الابتكار ودار الذكاء الاصطناعي، بهدف مرافقة الطلبة المبتكرين ليصبحوا رواد أعمال يساهمون في تنمية الاقتصاد وخلق الثروة ومناصب شغل، وذلك بتحويل العلم إلى مشاريع ابتكارية، وتسويق نتائج البحث العلمي لفائدة المجتمع الجزائري.
وأكد بداري بأن فتح مراكز جديدة عبر مختلف الجامعات لمرافقة الطلبة والباحثين في مجال الابتكارات يعد تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية في الشق المتعلق باستحداث 20 ألف مؤسسة ناشئة ومصغرة إلى غاية سنة 2029.
وأعلن المتدخل بالمناسبة عن منح شهادات لتوطين خمس مؤسسات ناشئة طلابية بجامعة هواري بومدين، إلى جانب تسليم خمس شهادات أخرى لرواد أعمال لمؤسسات اقتصادية مصغرة توفر عدة احتياجات لفائدة المجتمع الجزائري، تجسيدا للتعاون الفعال بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية والجماعات المحلية على مستوى إقليم جامعة باب الزوار.
وأوضح بداري بأن جامعة العلوم والتكنولوجيا باب الزوار بالعاصمة تحتوي على أدوات العمل التي تسمح بتجسيد الأفكار الابتكارية إلى مشاريع قابلة للتنفيذ، وإلى خدمات لتلبية احتياجات المجتمع، كما تعد هذه المؤسسة الجامعية يقول المتحدث بيئة مناسبة لإنشاء المؤسسات المصغرة والناشئة وربطها مع المستثمرين من خلال صناديق التمويل وآليات دعم المقاولاتية.
وأبدى الوزير بالمناسبة ارتياحه للجهود التي يقوم بها الطلبة والمؤسسات الجامعية بصفة عامة في الفضاء العلمي والمقاولاتي، مؤكدا استعداد الحكومة لمرافقة الباحثين والمبتكرين، وتحفيز الطلبة على تحويل الأفكار الابتكارية إلى خدمات ومساعدتهم ليصبحوا رواد أعمال يساهمون في خلق الثروة، وذلك في سياق مخطط العمل الوزاري الرامي إلى تقريب مجال البحث العلمي من السوق عن طريق تثمين نتائجه، وكذا إنشاء حلقات تواصل بين الطلبة حاملي المشاريع والمؤسسات الاقتصادية.
ويسعى قطاع التعليم العالي من خلال استحداث حاضنات أعمال ومراكز لتطوير البحث العلمي عبر عديد المؤسسات الجامعية إلى جعل الجامعة الجزائرية منطلقا لتأسيس مؤسسات ناشئة ومصغرة، وتحويل الأفكار الإبداعية للطلبة المتخرجين إلى منتوج قابل للتصنيع والتسويق، يساهم في فتح مناصب شغل جديدة على المستوى المحلي.
ويتم تجسيد هذا البرنامج الطموح من خلال التعاون الوثيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة اقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة والمؤسسات المصغرة لأجل مرافقة النخب الجامعية، وتبسيط إجراءات استحداث مؤسسات ناشئة لصالح خريجي الجامعات والباحثين في قطاع التعليم العالي.
لطيفة بلحاج
