أبدت باريس رغبتها في تشجيع اللغة الفرنسية، التي تواجه تراجعا أمام اللغات الأجنبية الأخرى، وبالأخص الانجليزية التي بدأت تجلب إليها المزيد من الطلاب، وبرز ذلك خلال التصريحات التي أدلت بها وزيرة التربية و التعليم العالي الفرنسي نجاة فالو بلقاسم، بالجزائر، حيث أعلنت عن وضع برنامج لتكوين مفتشي اللغة الفرنسية بوسائل جد متطورة، وتنفيذ مشاريع توأمة بين المدارس، وطرح أفكار جديدة من شانها تشجيع اللغة الفرنسية بالجزائر و حتى تعليم العربية بفرنسا.
أفصحت وزيرة التربية و التعليم العالي الفرنسي نجاة فالو بلقاسم، عقب اللقاء الذي جمعها بوزيرة التربية والتعليم، نورية بن غبريط، عن رغبة باريس في الدفاع عن مكانة اللغة الفرنسية بالجزائر، وظهر ذلك من خلال التصريحات التي أطلقتها خلال اللقاءات والاجتماعات التي عقدتها مع وزراء في حكومة سلال، وتؤكد التصريحات، انزعاج باريس من التطور الذي يعرفه تعلم اللغات الأجنبية غير الفرنسية بالجزائر.
وقد أجرت، أمس، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط محادثات مع وزيرة التربية و التعليم العالي الفرنسي نجاة فالو بلقاسم وقد تم خلال هذا اللقاء تقييم مجالات التعاون الثنائي في قطاع التربية. وتم استعراض مدى تطبيق اتفاقية الشراكة في قطاع التربية بين الجزائر و فرنسا التي تم الشروع فيها سنة 2013 و تمتد إلى غاية 2017.
و أشارت بن غبريط في تصريح للصحافة بأن الطرفين يعتبران انه «من الضروري إعادة تاطير هذا الاتفاق من خلال تحديد الحاجيات ميدانيا». و بعد التذكير بان هذا الاتفاق الموقع عليه في جوان 2013 يندرج في إطار الاتفاقات الموقعة بين الحكومتين، أوضحت الوزيرة تقول أن محاور التعاون المحددة تخص ثلاثة ركائز لتعزيز إصلاح المدرسة لاسيما إعادة البناء البيداغوجي و التسيير و ضمان احترافية الكفاءات.
و قالت بن غبريط أن هذا المسعى ينم عن «تقييم نسبة تطبيق هذه الشراكة لاسيما فيما يخص تعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية و تحسينه و كذا منهجية تقييم الكفاءات». و أشارت بن غبريط إلى انه تم التطرق إلى مواضيع خاصة بقيادة المشاريع و تعليم الرياضيات و توأمة المؤسسات و ترشيد النفقات.
من جهتها ركزت وزيرة التربية و التعليم العالي الفرنسي نجاة فالو بلقاسم على تقاسم الأولويات بين البلدين، داعية إلى تعزيز روابط التعاون في مختلف المجالات. وفي هذا الشأن قالت الوزيرة الفرنسية للتربية لقد قررنا إعادة تحيين الشراكة بين البلدين في قطاع التربية من أجل تحديد الأولويات بالجزائر خاصة في المجال البيداغوجي و المهارات.
و أضافت وزيرة التربية و التعليم العالي الفرنسي أنه فيما يخص قاعدة الأولويات فهي تكاد تكون متطابقة بين قطاعي البلدين، كما سطرنا برنامجا خاصا لتكوين مفتشي اللغة الفرنسية بوسائل جد متطورة، و سنقوم بتوأمة بين المؤسسات لتقوية روابط التعاون و التضامن بين البلدين، و من خلال هذا اللقاء سنخرج بالعديد من الأفكار و التي من شأنها تشجيع اللغة الفرنسية بالجزائر و حتى تعليم العربية بفرنسا.
كما استقبل الوزير الأول عبد المالك سلال، أمس، وزيرة التربية الوطنية و التعليم العالي و البحث الفرنسية نجاة فالو بلقاسم، وقال بيان لمصالح الوزارة الأولى، أن اللقاء سمح بالتطرق للمسائل المرتبطة بالتعاون الثنائي في مجالات التعليم و التكوين و البحث العلمي. و أضاف المصدر أن المسؤولين أكدا ضرورة استغلال فرص العمل المشترك العديدة في المجال التربوي و تبادل التجارب «. كما تبادل المسؤولان، الآراء حول معالم هذا التعاون و الآليات الواجب تنفيذها بغية تجسيد مشاريع تأهيل الموارد البشرية و المناهج التربوية و الوسائل التعليمية.
وكانت الوزيرة الفرنسية، قد أشرفت يوم السبت رفقة وزير التعليم العالي، عبد القادر حجار، على إطلاق شبكة «فرنسا ألومني الجزائر» المخصصة لقدماء الطلبة الجزائريين الذين تابعوا دراساتهم بفرنسا، وقالت فالو بلقاسم، أن «الأرضية تهدف إلى جمع قدماء الطلبة الجزائريين الذين تابعوا دراساتهم بفرنسا قصد الحفاظ على الروابط التي أقاموها على مدار السنين لأن حياة طالب سابق لا تختصر في مسيرته الأكاديمية».
كما أوضحت المسؤولة الفرنسية أن الشبكة «تعد بمثابة شبكة مهنية واجتماعية في آن واحد» معلنة أن مؤسسة رونو الجزائر «التحقت بشبكة فرنسا ألومني الجزائر وأنها تأمل ضمن سياستها المتعلقة بالتوظيف في إبراز عودة كفاءات الجزائريين المتحصلين على شهادات في التعليم العالي الفرنسي». وبخصوص إستراتيجية التعاون و شروط الاستقبال المخصصة للطلبة الجزائريين، أشارت الوزيرة الفرنسية إلى أن « الجزائر تحتل مكانة خاصة» مذكرة ببرامج المنح التي تسمح للطلبة الجزائريين بمواصلة دراساتهم بفرنسا».
أنيس نواري