أكّد الرئيس المدير العام لمجمع «إتصالات الجزائر» أزواو مهمل أمس أن عملية إصلاح خط الألياف البصرية( كابل) الخاص بالأنترنيت الذي تضرر قبالة سواحل عنابة قد بدأت في الساعة الخامسة و22 دقيقة من صبيحة أمس الأحد من طرف الباخرة المتخصصة «ريمون كروز» بمشاركة ثلاثة مهندسين من اتصالات الجزائر، مؤكدا أنه في حال بقيت الظروف المناخية على ما هي عليه اليوم فإن إصلاح الكابل بالكامل وعودة الخدمة إلى طبيعتها سيكون قبل نهاية الأسبوع الجاري، وقال أن الكابل المتضرر كان يضمن نسبة 81 بالمائة من خدمة الانترنيت، ولم تبق اليوم سوى 19 بالمائة تسهر الشركة على توزيعها بالتساوي على جميع الزبائن، كما كشف عن إيداع شكوى قضائية ضد مجهول لدى محكمة عنابة.
100 متر متضررة جهة مارسيليا والبحث جار لتحديد ضرر جهة عنابة-
وأوضح أزواو مهمل في ندوة صحفية نشطها أمس بمقر مجمع اتصالات الجزائر بالعاصمة أن باخرة اصلاح العطب» ريمون كروز» التابعة للمجمع الدولي وصلت مساء السبت إلى عنابة وشرعت مباشرة في عملية البحث عن الكابل المتضرر، وفي حدود الحادية عشر ليلا حدّدت مكان الضرر ورفعت الكابل إلى سطح الباخرة ثم شرعت في إصلاحه في حدود الخامسة و22 دقيقة صباحا بمشاركة ثلاثة مهندسين من «إتصالات الجزائر»، وقد بلغ طول الكابل المتضرر في الشطر الخاص جهة مدينة مارسيليا 100 متر كاملة، والبحث جار لتحديد مكان الكابل المتضرر في الشطر الخاص جهة مدينة عنابة ليتم إصعاده بعد ذلك إلى الباخرة و إصلاحه هو الآخر.
81 بالمائة من طاقة الانترنيت تعطلت
مهمل الذي قدم صورا عن باخرة الإصلاح قال أن الكابل المتضرر بمدينة عنابة كان يضمن ما نسبته 81 بالمائة من طاقة الأنترنيت، فيما 19 بالمائة المتبقية من نصيب الكابل الذي يربط مدينة وهران بمدينة «بالما» الإسبانية، وبأكثر تفصيل فإن طاقة الكابل المتضرر قبالة سواحل عنابة كانت تقدر بـ 325 «جيغا» وهو الجزء المتضرر ولم تبق سوى 80 «جيغا» تحاول اتصالات الجزائر في الوقت الحالي عن طريق خلية الأزمة التي كونتها تقسيمها على مختلف الزبائن من مؤسسات ومتعاملين و خواص، وهي موزعة على ثمانية روابط لكل منها طاقة بـ 10 «جيغا».
كما أوضح ازواو مهمل أنه وعلى الرغم من أن خطوط الألياف البصرية التي تنقل خدمة الانترنيت عبر البحار مصفحة بالحديد وباستطاعتها تحمل سقوط أجسام ثقيلة عليها من البواخر إلا أن الكابل الذي يربط عنابة بمارسليا تضرر في جزئه الشمالي من جهة مارسيليا بمائة متر في انتظار معرفة الجزء الآخر جهة عنابة، وهو ما يدعو للتساؤل حول ما أصابه، وعليه فإن الشركة أودعت صبيحة أمس شكوى ضد مجهول لدى محكمة عنابة وعلى الجهات المختصة القيام بالتحقيق في أسباب الحادث، الذي قال أنه يبقى عاديا ويمكن أن يقع في أي مكان من العالم ولأي شركة كانت.
وبالنسبة لحجم الضرر الذي لحق بالزبائن نتيجة ذلك قال مهمل أن خدمة الأنترنيت لم تنقطع بصفة نهائية إنما كانت بطيئة، لكن اتصالات الجزائر تطمئن جميع زبائنها وتتعهد لهم أنها ستعوضهم عن الأيام التي توقفت فيها الخدمة وذلك منذ الخميس 22 أكتوبر الجاري حيث ستمنحهم أياما مجانية لتعويض الضرر، مشيرا أنه لا يمكن في الوقت الحالي تقديم حصيلة أو حجم للخسائر التي لحقت بالشركة أو بالزبائن ولن يكون ذلك إلا بعد عودة المياه إلى مجاريها.
و في سبيل عدم تعطيل مصالح المواطنين أشار الرئيس المدير العام لاتصالات الجزائر انه تم أمس تخصيص 1 «جيغا» لوزارة السكن التي كانت قد أعطت مواعيد لزبائنها في إطار صيغة السكن الترقوي العمومي وغيرها.
وبالنسبة للمتحدث فإن الطاقة المتوفرة، أو حجم التدفق- حاليا من خدمة الانترنيت مريحة وهي تقدر بـ 425 جيغا لا يستعمل منها سوى 405 «جيغا» في أقصى الحالات، أما في الحالات العادية فإن نسبة الاستغلال لا تتعدى 350 «جيغا» فقط، لكن المشكل الذي يطرح على الجزائر اليوم يتمثل في كيفية حماية الخطوط الناقلة للخدمة عبر البحار لأن الألياف البصرية هي وحدها القادرة على نقل هذه الكمية من التدفق ولا توجد وسيلة أخرى.
- اتصالات الجزائر تودع شكوى ضد مجهول بمحكمة عنابة
وفي هذا السياق تحدث عن مشروع لإنشاء خط (كابل) جديد يربط وهران بمدينة فالنسيا الاسبانية ستنطلق به الأشغال سنة 2016 بعدما تم التوقيع على الاتفاقية الخاصة به، وهناك مقترح آخر لإنشاء خط (كابل) بحري جديد يربط الجزائر العاصمة واسبانيا لتنويع المخارج.
محمد عدنان