كشفت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية، حورية مداحي، أمس السبت، أن الثلاثي الأول من موسم السياحة الصحراوية 2024 - 2025، الذي انطلق في شهر أكتوبر الماضي، شهد تدفق قرابة 23 ألف سائح أجنبي على مناطق جنوب البلاد، مبرزة بأن قطاع السياحة في البلاد يعيش مرحلة مفصلية مدعوما برؤية القيادة العليا للبلاد وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية الذي جعل من التنمية المستدامة في الجنوب محورا استراتيجيا لتطوير الاقتصاد، و من قطاع السياحة موردا اقتصاديا واعدا.
ولدى إشرافها على لقاء حول موسم السياحة الصحراوية، حضره مدراء السياحة لولايات جنوب البلاد الـ 24، وشركاء القطاع، أكدت السيدة مداحي أن ولايات الجنوب الكبير التي تزخر بكنوز طبيعية استثنائية، استقطبت بين شهر أكتوبر الماضي و جانفي الجاري ما لا يقل عن 22 ألفا و 700 سائح أجنبي و 186 ألف زائر محلي، مشيرة إلى أن موسم السياحة الماضي ( 2023 - 2024)، سجل تدفق ما يقارب 500 ألف سائح من مختلف ولايات الوطن إلى جانب 37 ألف سائح أجنبي مما ساهم – كما ذكرت - في دعم عجلة التنمية المحلية و خلق مناصب شغل على مستوى ولايات الجنوب.
وأكدت الوزيرة بالمناسبة على أهمية الارتقاء بهذا الصنف من السياحة عبر اتخاذ جملة من التدابير على المدى القصير لتدارك النقائص المسجلة سواء فيما يتعلق بالمرافق الفندقية، أو في مجال الخدمات، وأيضا فيما يتعلق بتكوين المورد البشري والترويج لمناطق الجنوب التي تمتلك مقومات سياحية مميزة ولكونها الوجهة المفضلة للسياح الأجانب وباعتبارها العمود الفقري للإستراتيجية السياحية الوطنية لما لها من أثر على التنمية المحلية و على الاقتصاد الوطني عموما.
وأفادت في هذا الصدد بأن رئيس الجمهورية، قد أمر في أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد التعديل الحكومي الأخير، ببذل كل الجهود ومرافقة كل الفاعلين من أجل تطوير السياحة الصحراوية في المقام الأول، كما قدم تعليمات بضرورة تطوير السياحة الداخلية في مختلف ولايات الوطن الساحلية منها والداخلية.
وشددت في هذا الصدد على ضرورة تجسيد مقاربة تشمل توسيع المنشآت الفندقية وتعزيز الحظيرة بالشراكة بين القطاعين العام و الخاص، مع الحرص على الحفاظ على الطابع المعماري والبيئي للمنطقة.
وقالت في هذا الصدد: ‘’بالرغم من المؤشرات الإيجابية المتعلقة بحجم تدفق السياح الوطنيين والدوليين، إلا أن نقص المنشآت السياحية مازال يمثل عائقا كبيرا أمام السياحة الصحراوية، فالفنادق المتوفرة حاليا محدودة وتفتقر إلى الخدمات التي تلبي حاجيات السياح التي تجمع بين الراحة و الرفاهية، و ذلك راجع إلى ضعف الاستثمار السياحي الذي يمكن التغلب عليه من خلال الاعتماد على مقاربة مستقبلية تشمل توسيع المنشآت التابعة لمؤسسة التسيير السياحي بما في ذلك منشآت جديدة حيث ستدعم وتنشط السياحة في هذه المناطق’’.
ودعت في هذا الصدد أيضا إلى إنشاء قرى سياحية منخفضة التكلفة لتوفير خدمات الإيواء بأسعار معقولة في متناول جميع الفئات خاصة العائلات الجزائرية، على أن تصمم هذه القرى بما يتناسب مع البيئة الصحراوية، و تشمل خيما تقليدية مجهزة بشكل مريح ومرافق أساسية مثل المطاعم المحلية والأسواق الحرفية، ‘’لتقديم تجربة سياحية متكاملة’’، بما يسهم في دعم الاقتصاد المحلي.
وفي سياق ذي صلة، أبرزت المسؤولة الأولى على القطاع ، أهمية تبني استراتيجية مبتكرة وحديثة للتعريف بالسياحة الصحراوية واعتماد التسويق الرقمي الذي يستهدف عددا أكبر من الجمهور، بالإضافة إلى الاعتماد على الإعلام التقليدي الذي يظل – كما أكدت - أداة فعالة للترويج، على غرار إنتاج الأشرطة الوثائقية، والروبورتاجات التلفزيونية والمكتوبة.
كما أكدت الوزيرة على ضرورة تكوين العنصر البشري العامل بقطاع السياحة، مقترحة في هذا الإطار مرافقة المرشدين السياحيين والجمعيات المحلية بتنظيم دورات تكوينية لفائدتهم حول السياحة الصحراوية لجعلها مقصدا سياحيا مبنيا على الأصالة والتنمية المستدامة.
و بعد أن أشادت بسهر الدولة على تعزيز المناخ المناسب لتطوير الوجهات السياحية في جنوب البلاد، حرصت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية على تثمين جهود إطارات القطاع بولايات الجنوب الكبير، ومصالح الأمن وكل المتعاملين والسكان المحليين الذين ساهموا في تقديم صورة أصيلة للزوار والسياح منذ بداية موسم السياحة الصحراوية الذي يتم تنظيمه في الفترة الممتدة بين أكتوبر و ماي من كل سنة.
عبد الحكيم أسابع