كشف مدير المركب المنجمي للفوسفات جبل العنق ببلدية بئر العاتر في ولاية تبسة، بوبكر عويش، عن تحقيق المركب نتائج هامة خلال السنة الماضية 2024، سمحت بتصدير ما قيمته 193 مليون دولار من الفوسفات، الأمر الذي ساهم في رفع الصادرات خارج قطاع المحروقات.
أفاد السيد عويش، في تصريح للنصر، بأن المؤسسة حققت السنة الماضية زيادة محسوسة في إنتاج مادة الفوسفات، قدرت بـ 1 مليون و925 ألف طن، و هي الكمية التي تم تصديرها إلى زبائن المؤسسة في مختلف القارات، بزيادة فاقت 60 بالمائة عن السنوات الماضية، مضيفا أن إدارة المركب تطمح في إنتاج وتصدير ما يفوق 2 مليون طن هذه السنة، انطلاقا من ميناء عنابة، وتحقيق مداخيل مالية معتبرة، مضيفا أن 60 بالمائة من الكمية المصدرة يتم نقلها من منجم الفوسفات بجبل العنق ببئر العاتر إلى ميناء عنابة عبر السكة الحديدية، فيما يتم نقل ما نسبته 40 بالمائة على متن شاحنات تابعة لشركة سوترامين، أحد فروع مؤسسة سوميفوس و بعض الخواص، في انتظار الانتهاء من مشروع تطوير خط السكة الحديدية المزدوج، الرابط بين ولايتي تبسة وعنابة، الذي أوشكت الأشغال على الانتهاء به، حيث يتم نقل 5700 طن من الفوسفات يوميا.
وبخصوص المشاريع المستقبلية للشركة، أوضح المتحدث أن المؤسسة تعمل من أجل بناء مصانع تحويلية كما هو الشأن للشراكة التي تم الإعلان عنها السنة الماضية بين مجمع أسميدال وسوناريم «منال سابقا»، وهو ما سيسمح بزيادة مناصب العمل و مداخيل مالية للمؤسسة، مشيرا إلى أن الطلب الخارجي على الفوسفات الجزائري كبير.
توقع إنتاج ما بين 3 و4 مليون طن من الفوسفات في آفاق 2030
المتحدث، أوضح أن إدارة سوميفوس، تراهن على مخطط للتنمية، الذي يمتد على المدى المتوسط «2024 ــ 2027»، لتحقيق إنتاج يقدر بنحو 3 مليون طن من الفوسفات، منها 1 مليون طن ستحول داخليا لتموين مؤسسة « ألنيتراف»، والبقية سيتم تسويقها، ليتم في آفاق 2027 ــ 2030، رفع الإنتاج إلى 4 مليون طن، يحول نصفه داخليا، وتسويق النصف الآخر.
ولم يخف ذات المسؤول التحديات التي تراهن عليها المؤسسة، حيث أكد أن هناك تحديات جديدة ودائمة تتعلق بمجال التكوين والرسكلة، والبحث والتنمية، وكذا المسؤولية الاجتماعية والمحافظة على البيئة، مضيفا أنه تم تسطير برنامج ثري وطموح، وميزانية هامة للتكفل بالتكوين في شتى مجالات العمل، وتطوير الموارد البشرية، فضلا على تطوير طاقات المركب من حيث النوعية و التجديد، من خلال مخطط استثماري لتجديد المركب، من حيث العتاد والوسائل التي تساهم في رفع قدرة الإنتاج، سيما ما تعلق بتوفير كميات المياه التي تدخل في عملية غسيل الفوسفات، حيث يستهلك المركب 3 آلاف متر مكعب يوميا من الماء، القادمة من آبار الدرمون الأربعة، وقد انطلق مشروع آخر لحفر بئرين ارتوازيين على عمق 600 متر لتلبية احتياجات المركب من الماء، إضافة إلى الدور الذي تلعبه الشركة في حماية البيئة والمحافظة عليها من الأخطار.
مسؤول المركب، أشار إلى أن الشركة رصدت ميزانية هامة للتكفل بالتكوين في شتى مجالات عمل الشركة، وتطوير الموارد البشرية، فضلا على تطوير طاقات الشركة، من حيث النوعية والتجديد، إضافة إلى الدور الاجتماعي الذي تلعبه الشركة في حماية البيئة والمحافظة عليها من الأخطار، وبالموازاة مع ذلك كشف المتحدث، أنه تمت برمجة عدة مشاريع على مستوى المركب قصد تأهيل قطاعات الإنتاج للوصول إلى إمكانية إنتاج 3 مليون طن من الفوسفات سنويا، كاشفا عن الجهود التي تبذل في سبيل تحسين الظروف الاجتماعية للعمال، من خلال زيادة الأجور والمنح والتي بلغت 47 في المائة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة.
تجسيد المشروع المدمج لاستخراج وتحويل الفوسفات وتصديره
وبخصوص مشروع بلاد الحدبة لاستخراج وتحويل الفوسفات، ذكر محدثنا أن المشروع أعطى إشارة انطلاقته قبل أشهر قليلة السيد وزير الطاقة والمناجم برفقة الرئيسين المديرين العامين لمجمعي سوناطراك، رشيد حشيشي، وسوناريم، بلقاسم سلطاني و إطارات مركزية بالوزارة.
و ينتظر أن يقدم هذا المشروع نقلة نوعية للاقتصاد الوطني والصناعة المنجمية، بالنظر لأهميته البالغة، حيث يمر عبر 3 ولايات وهي تبسة وسوق أهراس وعنابة، انطلاقا من منجم بلاد الحدبة الذي يحتوي على مخزون هام من الفوسفات الخام، يتربع على مساحة 2900 هكتار، بالإمكان استغلاله لأزيد من 80 سنة، حيث يفوق احتياطه مليارا و200 مليون طن، منه أزيد من 823 مليون طن قابل للاستغلال على المديين القصير والطويل، كما تكمن أهمية هذا المشروع أيضا في صناعة الأسمدة الفوسفاتية والآزوتية، للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي للوطن، حيث أنه يندرج ضمن استراتيجية الدولة لتحقيق الأمن الغذائي، و التي يتم العمل حاليا من خلالها على استحداث عدد هائل من المحيطات الفلاحية، تتطلب تخصيص كميات هامة من الأسمدة لتحضير الأتربة.
المشروع ينجز بأياد جزائرية مائة بالمائة ومؤهلات وطنية بحتة، وعلى رأسها مجمعي سوناطراك وسوناريم، مدعومة بإطارات من الجامعة الجزائرية، وهي التركيبة التي تطمئن على السير الحسن لمشروع الإنجاز الذي سيستمر على مدار سنتين، قبل الانطلاق في الاستغلال الفعلي مطلع سنة 2027.
وفي إطار مشروع ازدواجية وعصرنة الخط المنجمي الشرقي عنابة – تبسة – جبل العنق على مسافة 422 كلم، تم تسطير برنامج عمل لتحضير موقع المنجم و إنجاز المصانع المتصلة به في الفترة الممتدة بين 2024 و 2026، تمهيدا لوضعه حيز الخدمة فعليا مطلع سنة 2027، حيث سيتم إنتاج 6 ملايين طن من الفوسفات الخام ببلاد الحدبة و5 ملايين طن من الأسمدة بوادي الكبريت في ولاية سوق أهراس، التي تدخل في إطار تحضير الأتربة لتحقيق الأمن الغذائي.
تسـارع وتيرة عصرنة و ازدواجية الخط المنجمي من بلاد الحدبة إلى عنابة
و يشهد مشروع عصرنة وازدواجية الخط المنجمي الشرقي من بلاد الحدبة ببلدية بئر العاتر بولاية تبسة إلى عنابة، على مسافة تصل إلى 422 كلم، تسارعا في الوتيرة، تحسبا لإطلاق مشروع الفوسفات المدمج بأقصى الشرق الجزائري، وذكرت الوكالة الوطنية للدراسات ومتابعة إنجاز الاستثمارات في السكك الحديدية، أن أشغال الإنجاز المقسمة على 3 مقاطع، تعرف تقدما كبيرا على مستوى المقطع الجنوبي الرابط بين جبل العنق و وادي الكبريت، على مسافة 177 كلم، كما تقدمت معها ورشة المشروع الجديد لربط بلاد الحدبة وإنجاز الخط الاجتنابي لمدينة تبسة على مسافة 66 كلم، كما يعرف المقطع الشمالي الرابط بين عنابة وبوشقوف، على مسافة 54 كلم هو الآخر وتيرة متسارعة، لاسيما ما تعلق بأشغال فتح الرواق وبناء المنشآت الفنية على مستوى أقاليم ولايات عنابة، الطارف، وقالمة.
وأكدت المؤسسة حالة التأهب القصوى والتعزيزات الكبيرة مع حشد الوسائل المادية والبشرية، التي تقف عليها الوكالة، التي تعمل على تذليل مختلف العراقيل والتسريع أكثر لأشغال هذا الخط الاستراتيجي، الذي تعول عليه السلطات العمومية كثيرا لتلبية احتياجات النقل لمشروع الفوسفات المدمج، بالإضافة إلى ضمان انسيابية أكبر لقطارات المسافرين والبضائع بين ولايات عنابة، قالمة، سوق أهراس، وتبسة.
عبد العزيز نصيب