أكد خبراء ومحللون، أمس، أن رئاسة الجزائر لمجلس الأمن الدولي، خلال شهر جانفي، كللت بتبني قرارات هامة و نجاحات وإنجازات ملموسة للدبلوماسية الجزائرية، المتميزة بمهارة عالية و حنكة وخبرة وما تمتلكه من احترام وتقدير وخاصة من طرف بعض الدول العظمى، واعتبروا في هذا الإطار أن الجزائر أدخلت مجلس الأمن في حركية غير مسبوقة في شهر جانفي ، من خلال طرح العديد من الملفات ذات الأولوية والتحديات التي تواجه السلم والأمن في العالم، على طاولة المجلس ، على غرار القضية الفلسطينية و عديد القضايا العربية والإفريقية.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر 3 الدكتور رابح لعروسي في تصريح للنصر، أمس، أن رئاسة الجزائر لمجلس الأمن الدولي، خلال شهر جانفي، أتت بالكثير من الأشياء الإيجابية وخاصة لصالح القضايا التي تهم الرأي العام الوطني والدولي والإقليمي، وعلى رأسها القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأضاف أن الجزائر، رأت أنه من الضروري ، أن تطرح الملفات الأهم، خلال رئاستها للمجلس ومنها ما تعلق بالقضية الفلسطينية و ملف «الأونروا» وكذا الملف السوري والسوداني والليبي، واللبناني إلى جانب ملف مكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية وغيرها.
واعتبر أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بأن الجزائر أدخلت مجلس الأمن الدولي في حركية غير مسبوقة، خلال شهر جانفي، حيث أنها استغلت كل لحظة للمرافعة عن القضايا العادلة والدفاع على حقوق الشعوب والدفاع عن الأمن والسلم الدوليين.
وأضاف أن الجزائر، شريك أساسي في الدفاع عن السلم والأمن الدوليين، لافتا إلى أهمية الاجتماعات التي دعت إلى عقدها لمناقشة التطورات الحاصلة، حول العديد من القضايا ومنها اجتماع للمجلس عقب إعلان اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس والكيان الصهيوني، مذكرا بالنضال والمرافعات الدورية والقوية للجزائر، أمام هذه الهيئة الدولية من أجل وقف إطلاق النار.
كما أشار إلى اجتماع للمجلس، دعت إليه الجزائر ، بشأن وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وأيضا الاجتماع رفيع المستوى الذي دعت الجزائر إلى عقده حول مكافحة الإرهاب في إفريقيا وغيرها من الاجتماعات، لافتا في هذا الإطار إلى تبنى مجلس الأمن بيانا رئاسيا، بمبادرة من الجزائر بصفتها الوطنية، يسلط الضوء على البنية المؤسسية لمكافحة الإرهاب في إفريقيا
وأشار في هذا الصدد، إلى الإشادة الكبيرة بدور وجهود الجزائر في قيادة المساعي القارية في ميدان مكافحة الإرهاب وخاصة وأن الجزائر أصبحت رائدة في هذا المجال.
وأضاف في السياق ذاته، أن رئاسة الجزائر للمجلس، كللت بتبني قرارات هامة ، تحسب للجزائر في عهدتها وهذا يعكس المهارة العالية للدبلوماسية الجزائرية وخاصة وأن مبادئها تتوافق تماما مع مصالحها على غرار الدفاع عن القضايا العادلة.
وأكد أن الدبلوماسية الجزائرية، تحت توجيهات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، حققت نجاحات و إنجازات هامة وملموسة في هذه الفترة.
وذكر المتدخل، أن هذه الجهود، لم تأت من العدم وإنما بحشد كل الأطراف وتبنيها لهذه القرارات وخاصة وأن المرافعة الجزائرية، تبنى دائما من منظور شامل ، حيث ترى أن معالجة هذه الأزمات على المستوى الدولي، لا يمكن النظر إليها عن طريق حل أمني جزئي و إنما دائما في إطار حل وفق نظرة شاملة.
وأكد الدكتور رابح لعروسي، أن دخول الجزائر للمجلس الدولي، لم يكن اعتباطيا أو فارغا، بل بالعكس اليوم هناك نقاط قوية وقد انخرطت الجزائر في إطار تنويع شركائها الاستراتيجيين على المستوى الدولي، كما أنها تؤمن أنها من موقع قوي و أنها لاعب دولي فاعل ويجب أن يشرك وينخرط في القضايا الدولية، مضيفا في هذا الإطار أن الجزائر حجزت مكانا لها ضمن الكبار .
من جانبه، أوضح أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة الجلفة البروفيسور بن شريط عبد الرحمان، في تصريح للنصر، أمس، أنه منذ استلام الجزائر لمهامها على رأس مجلس الأمن الدولي، لم تذخر أي جهد في فتح العديد من الملفات المتراكمة على الصعيد الدولي، لافتا إلى أن الجزائر، تتعامل مع الملف الأمني، كأولوية من الأولويات وجعله يتصدر عمل الأمم المتحدة.
وأبرز المتدخل، في هذا الإطار الجهود التي بذلتها الجزائر على مستوى مجلس الأمن، فيما يخص العديد من الملفات، ومناقشتها من خلال أساليب فعالة ، مع تقديمها للحلول.
وأضاف أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة الجلفة البروفيسور بن شريط عبد الرحمان، أن الجزائر كرست خلال فترة ترؤسها لمجلس الأمن في شهر جانفي، أولوياتها للدفاع عن القضايا العادلة وخدمة القضايا العربية والإفريقية وإسماع صوت إفريقيا .
واعتبر أن الموقع الاستراتيجي والجغرافي للجزائر، يدفعها إلى أن تكون منشغلة بكل ما يحدث شرقا وغربا ، شمالا وجنوبا، كما أن مواقفها المتوازنة والمتزنة، تعطيها نوعا من الوجاهة الدبلوماسية، خاصة عندما سجلت العديد من الانتصارات فيما يخص القضية الفلسطينية واستطاعت أن تجمع الكثير من الإرادات الخيرة بشأن هذا الملف.
وأضاف أن الدبلوماسية الجزائرية، بحنكتها وخبرتها وبما تمتلكه من احترام وتقدير وخاصة من طرف بعض الدول العظمى كأمريكا وبريطانيا وروسيا وغيرها ، جعلها لا تذخر جهد في توظيف الميزات التي تتمتع بها ومواقفها المعتدلة، في ظل حرصها على الاستقلالية السيادية دون أن تكون في كفة ضد أخرى .
وقال في هذا الشأن، أن الخاص والعام لاحظ، أن الجزائر ، مدرسة للدبلوماسية والإنسانية والحرية، منوها بالنجاحات والقرارات التي تم التوصل إليها خلال ترؤسها لمجلس الأمن والالتزام بدعمها للقضايا العادلة وفتح العديدة من الملفات الحساسة و طرح القضايا على طاولة مجلس الأمن ، على غرار القضية الفلسطينية والأوضاع في بلدان إفريقية وعربية ومنها، ليبيا والسودان ولبنان، سوريا، اليمن، وغيرها وصولا إلى مكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية.
مراد -ح