استبعد وزير المجاهدين، الطيب زيتوني، إعادة فتح باب الاعتراف بعضوية جيش وجبهة التحرير الوطنيين، وقال بان الملف قد أغلق بقرار من منظمة المجاهدين، مشيرا إلى إمكانية معالجة بعض الملفات، وشكك في صحة بعض الوثائق الموجودة لدى الفرنسيين، وقال بأن الكثير من الأرشيف المسرب إلى فرنسا عبر خواص هو مزور ويحمل مغالطات، وقال بان تحسين العلاقات مع فرنسا مرتبط بتسوية الإرث التاريخي. وقال بأن فرنسا لم تسلم سوى 2 بالمائة من الأرشيف للجزائر.
أعلن وزير المجاهدين، عن عقد ندوة دولية شهر ماي المقبل لمناقشة موضوع «التعذيب والتنكيل والتشريد الذي عانى منه الجزائريون إبان فترة الاستعمار». وقال الوزير خلال استضافته أمس في حصة إذاعية، بان الندوة ستعرض مشاركة باحثين ومؤرخين، لنقل حقيقة الجرائم التي تعرض لها الشعب الجزائري طيلة الفترة الاستعمارية، كما ستعرف الندوة عرض أفلام وثائقية وشهادات عسكريين فرنسيين للحديث عن ممارسات التعذيب ضد الجزائريين. واعتبر الوزير، بان الندوة ستشكل أفضل رد على أكاذيب جميع أولئك الذين يريدون التستر عن الجرائم والمجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي.ورفض الوزير، ربط الندوة بالتصريحات الأخيرة الصادرة عن سياسيين فرنسيين، وقال الطيب زيتوني، بان الجزائر غير معنية بما يصدر من فرنسا، بل ما يهمها هو «ما تقوم به للدفاع عن رصيدها الثوري والرجالات الذين صنعوا الثورة»، واعترف بوجود قصور من الجانب الجزائري في كتابة التاريخ، داعيا لوضع حد لهذه الإشكالية، وقال «فرنسا تكتب تاريخا يمجد الاستعمار» وأضاف «إذا لم نتحرك ونكتب تاريخنا بأيدينا لن نجد أمامنا إلا التاريخ الذي يمجد المستعمر».
وربط الوزير تحسن العلاقات الجزائرية الفرنسية، بمعالجة العقدة التاريخية بين البلدين، وقال «تحسين العلاقات مع فرنسا مرهون بمدى قدرتها على فتح صفحات التاريخ»، مشيرا بان تجريم الاستعمار لا يمر بالضرورة عبر إصدار قانون، بل من خلال الشهادات المكتوبة والمعلومات التي يقدمها المجاهدون والتي تكشف حقيقة جرائم الاستعمار. واعتبر الوزير، بان رفض السلطات الفرنسية تسليم الخرائط الخاصة بالألغام المزروعة في التراب الجزائري يثير الشكوك، وقال «فرنسا رفضت طيلة سنوات تسليم الخرائط التي تخص الألغام التي لا زالت تقتل الجزائريين وتنكل بأجسادهم»، واستطرد يقول «لما قررت في 2002 تسليم بعض هذه الخرائط اتضح أنها لم تعد صالحة والكثير من الألغام المزروعة جرفتها الأمطار وانتشرت في مساحات شاسعة».
وعاد زيتوني إلى مسألة استرجاع أرشيف الجزائر من فرنسا و قال بأنها لم تسلمنا سوى 2 بالمائة منه، وقال بان «كل من يقول غير ذلك فهو تزوير»، مشيرا بان آخر عملية كانت في 1995، مؤكدا على ضرورة كتابة التاريخ دون الاعتماد على الأرشيف الموجود لدى فرنسا وقال «لو ننتظرها لاستكمال البقية سوف لن نكتب تاريخنا أبدا».وشكك الوزير في رغبة السلطات الفرنسية في تسليم الأرشيف، وقال «فرنسا ليست مستعدة لتسليم الأرشيف للجزائر حاليا»، مضيفا بأن فرنسا لن تسلم أبدا الجزائر الأرشيف الذي يسيء إليها، في إشارة إلى جرائم الحرب الممارسة ضد الجزائريين، مبديا تخوفه من تسليم وثائق مشبوهة، مشيرا بان الأرشيف الموجود لدى فرنسا لن يكون في صالح الجزائر، وقال بان بعض الوثائق التي سربت إلى فرنسا عن طريق خواص هي وثائق «مزورة» وتستهدف الثورة، طالما أن فرنسا –كما قال الوزير- «لم تهضم أن شوكتها انكسرت».
كما رد وزير المجاهدين، على تصريحات زعيم حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي، التي شكك خلالها بالدور التاريخي للرئيسين السابقين هما كل من أحمد بن بلة و علي كافي بالإضافة إلى مصالي الحاج، وقال الطيب زيتوني إن الشعب الجزائري لا يقبل تشويه تاريخ و صورة الثورة التحريرية المجيدة. واصفا تصريحات سعدي بـ»الباطلة» وتساءل عن هوية الأطراف التي تقف وراء محاولات تشويه تاريخ الثورة، وقال «التصريحات جاءت لصالح من ولإرضاء من...؟»
من جانب أخر، استبعد الوزير إمكانية إعادة فتح باب الاعتراف بالعضوية في جيش التحرير، وقال بان باب الاعتراف «قد توقف سنة 2002 بقرار من المنظمة الوطنية للمجاهدين ولا نستطيع اليوم فتح هذا الملف 53 سنة بعد الاستقلال”. مشيرا بان بعض الملفات يمكن معالجتها دون أن يتم فتح باب الاعتراف مجددا. أنيس نواري