قال وزير الاتصال حميد قرين، أمس الاثنين بعنابة، بأن الوزارة ليست لها أية نية لغلق أي قناة خاصة أو جريدة في الوقت الراهن، داعيا جميع وسائل الإعلام الناشطة بالجزائر إلى التحلي بأخلاقيات المهنة والإبتعاد عن القذف والتجريح، مؤكدا بأن القنوات الخاصة وقعت في مشكل انعدام التكوين، و نشر الأخبار دون التأكد من صحتها، كما لم يخفِ الوزير وجود قنوات تقدم محتويات
لا بأس بها، و تضم صحفيين جيدين، مع وجود هامش « خارق لحرية التعبير».
و أكد الوزير على هامش الحصة التكوينية المفتوحة للمواطنين للتعرف على وسائل الإعلام بدار الثقافة محمد بوضياف، والتي نظمت تحت شعار «حق المواطن في معلومة موثوقة»، بأن استفادة الصحفيين من امتيازات البطاقة المهنية، ستكون بعد إحصاء جميع الصحفيين قائلا « الهدف من بطاقة الصحفي المحترف حاليا هو تسهيل مهامهم وحمايتهم، في انتظار الذهاب إلى انتخابات سلطة ضبط الصحافة المكتوبة، ومجلس أخلاقيات المهنة، وكذا لجنة منح بطاقة الصحفي المحترف الدائمة» .وشدّد قرين على أن الدولة تساهم في تكوين الصحفيين بالقطاع الخاص، غير أن ملاك الجرائد لا يتركون الصحفيين يذهبون للدورات التكوينية والتي تسجل حضورا بارزا للصحفيين البطالين والمبتدئين، عكس القطاع العمومي الذي يهتم بالتكوين لتحسين مستوى الصحفيين، وترقية الأداء وإنتاج محتويات ذات نوعية. وكشف قرين عن تلقي الوزارة طلبات من قنوات خاصة لاعتماد مكاتبها بالجزائر وهي قيد الدراسة، قبل البت فيها مستقبلا على أن تتم متابعة المحتويات الإعلامية التي تبثها. و لفت قرين، من جانب آخر إلى أن الإشهار العمومي تراجع بنسبة 50 بالمائة، ما سيؤثر على الوضعية المالية للمؤسسات الإعلامية العمومية خاصة التلفزيون الذي يتحمل أعباء كبيرة، بسبب حجم كتلة الأجور المرتفعة، وعدم تغطية الإشهار لتكاليف إنتاج البرامج، التي تتطلب ميزانية ضخمة، عكس الإذاعة فهي في وضعية مالية مريحة. و أضاف وزير الاتصال، بأن مصالحه ماضية في تجسيد برنامج التكوين الجواري والانفتاح على وسائل الإعلام، وكذا تكوين الصحفيين تحت إشراف مدربين معروفين على المستوى العالمي. ودعا المؤسسات الإعلامية الخاصة إلى تخصيص ميزانية لتكوين صحفييها والتحسين من وضعيتهم المهنية والاجتماعية
من جهته، قال المدير العام للتلفزيون الجزائري توفيق خلادي، لدى تنشيطه محاضرة بعنوان «حق المواطن في معلومة موثوقة» أمام مواطنين وطلبة جامعة باجي مختار، بأن التلفزيون العمومي يسهر على تقديم برامج تستهدف جميع فئات المجتمع وبمحتويات متنوعة، وتعمل القنوات الخمس على تقديم خدمة عمومية، هدفها ليس الربح عكس القنوات الخاصة التي وصفها بالتجارية، مشيرا إلى أن التلفزيون العمومي ليس قناة إخبارية، يخصص يوميا ساعتين لنشرات الأخبار وباقي البرنامج متنوعة.كما أكد خلادي على أن التلفزيون الجزائري، يسهر على إعطاء معلومات ذات مصداقية، ويتحرى المعلومات بدقة وفقا للمصلحة العامة للبلاد، دون تهويل أو تزيف، وشدّد على أن التلفزيون العمومي ليس منبرا للتجريح أو القذف، كما أشار إلى أن «القناة الثالثة» تصدرت ترتيب أعلى نسبة مشاهدة، بين القنوات الناشطة في الجزائر حسب الإحصاءات الأخيرة.
وأشار المدير العام للتلفزيون ، إلى أن قنوات المؤسسة تبثّ يوميا 120 ساعة، بحجم ساعي ضخم يتطلب إمكانات كبيرة، وسط تحديات تواجه التلفزيون لإرضاء رغبات المشاهدين ونقل انشغالات المواطنين في الجزائر العميقة، خاصة في الصحراء. وكشف خلادي بأن التلفزيون سيعطي أهمية بالغة للإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، لتسهيل متابعة الأخبار والبرامج التي يبثها تماشيا مع العصرنة التي تعرفها وسائل الاتصال الجماهيري.
حسين دريدح