طمأنت وزارة الدفاع الوطني بأن الحدود الوطنية يحميها “درع متين” و أن الجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن بالمرصاد لدحر أي محاولة لاختراقها، من جانبها أبرزت مجلة “الجيش “ في افتتاحية عددها الخاص بشهر فبراير أن أمن البلد يمر عبر تأمين الحدود الوطنية عسكريا ودبلوماسيا بتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة في المنطقة.
وأكدت وزارة الدفاع الوطني في بيان لها أول أمس الخميس ردا على مقالات صدرت في صحف وطنية تتعلق بالوضع في دول الجوار، أن الحدود الوطنية يحميها “درع متين و أن الجيش الوطني الشعبي بالمرصاد لدحر أي محاولة اختراق”، وأشار بيان وزارة الدفاع الوطني في هذا الصدد إلى ما صدر في بعض الصحف الوطنية يوم أول أمس الخميس” نشرت بعض وسائل الإعلام المكتوبة يوم الخميس 19 فبراير مقالات مرتبطة بالوضع الأمني السائد في دول الجوار وخاصة في ليبيا الشقيقة، وما يجمع هذه المقالات أنها تتضمن معلومات وأرقاما تصب في تغليط الرأي العام وزرع البلبلة”.
وعليه ومن هذا المنطلق ذكّر بيان وزارة الدفاع الوطني أن الحدود الوطنية “يحميها درع متين و أن وحدات الجيش الوطني الشعبي ومختلف قوات الأمن بالمرصاد لدحر أي محاولة اختراق وكلها يقظة واستعداد لمواجهة أي طارئ” ودعت وزارة الدفاع الوطني بعد ذلك وسائل الإعلام المعنية إلى تحري “الموضوعية والدقة، مراعاة لمصلحة الوطن وتفاديا للوقوع في فخ الدعاية المغرضة”.
من جهتها أبرزت مجلة “الجيش” في افتتاحيتها لعدد شهر فبراير الجاري أن ضمان أمن الجزائر واستقرار المنطقة يمر عبر مقاربة ثنائية تعتمد على تأمين الحدود عسكريا، فضلا عن النشاط الدبلوماسي الذي تقوم به الجزائر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة على حدودنا والوساطة بينها “ إن ضمان أمن الجزائر و استقرار المنطقة كلها وتجنب المخاطر والتهديدات يعتمد على محورين أساسيين أولهما أمني يعتمد على نشر وحدات عسكرية وقوات أمنية مدعمة بكل الوسائل و التجهيزات الضرورية لتأمين الحدود مع دول الجوار ومنع أي تسلل لعناصر إرهابية وتنقل السلاح”.
أما المحور الثاني من المقاربة حسب افتتاحية مجلة “الجيش” فيتمثل في الدبلوماسية باعتماد “الوساطة التي انتهجتها الجزائر لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة وتحقيق المصالحة الوطنية بهذه الدول، والتنسيق والتعاون معها في مجال مكافحة الإرهاب بالتركيز على تبادل المعلومات”.
ومن هذا المنطلق أكدت الافتتاحية أن الجيش الوطني الشعبي يواصل مهامه العملياتية على الحدود بعزم واحترافية لتضييق الخناق على الجماعات الإرهابية والحد من تحركها وتجفيف منابع تمويلها وتسليحها حتى القضاء النهائي عليها. ولم تفوت مجلة الجيش في هذا الصدد، الإشارة للعملية الإرهابية التي طالت مركب الغاز بتقنتورين ( عين أمناس) قبل عامين، مذكّرة بأن الجزائر ومن منطلق مبادئها الثابتة” رفضت كل تفاوض مع الإرهابيين والمجرمين ورغم خطورة الموقف فقد تدخل الجيش الوطني الشعبي بعزم و اقدام وجنّب بلادنا كارثة حقيقية»، تضيف الافتتاحية.كما ذكّرت افتتاحية المجلة أيضا بالجهود التي تقوم بها الدولة ومؤسساتها الدستورية لضمان أمن البلاد واستقرارها، مشيرة في هذا السياق للاجتماع الوزاري المصغر الذي عقد منذ أيام والذي أكد خلاله رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة القائد الأعلى للقوات المسلحة على «تجند الدولة على الصعيد السياسي والأمني والاقتصادي لصالح هذه المنطقة من وطننا (الجنوب) التي يشهد جوارها مع الأسف وضعية لا استقرار خطير بما في ذلك على أمن بلادنا».
مشيرة أيضا في ذات الصدد للاجتماع السنوي لإطارات منظومة التكوين بالجيش الوطني الشعبي برئاسة نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح الذي أوضح أن الدفاع الوطني «شأن تشترك في تجسيده كافة القوى الحية والطاقات الوطنية».
ونشير أن عملية ذبح 21 رعية مصرية على يد فرع مما يسمى «تنظيم الدولة الاسلامية» في ليبيا، وما تبعه من تدخل عسكري مصري مباشر في هذا البلد جعل الجزائر أمام معضلة أمنية حقيقية على حدودها الشرقية والجنوبية الشرقية، الشيء الذي زاد من مخاوف العديد من فعاليات المجتمع، وهو ما دفع وزارة الدفاع الوطني إلى طمأنة الجميع بأن الحدود الوطنية مؤمنة كما ينبغي من طرف الجيش الوطني الشعبي وقوات الأمن الأخرى، تفاديا لأي ارباك او مغالطات في هذا الشأن.
محمد عدنان