أكّد رئيس الحكومة الأسبق السيد رضا مالك ، أول أمس، أنّ الأفكار و الأخلاق و المبادئ التي ناضل بها الراحل عبان رمضان لن تموت لأنها شجاعة و قوية وتنادي بالوحدة و الوطنية والديمقراطية و التي تحتاجها البلاد اليوم أكثر من أي وقت ، وقال بأن عبان رمضان كان متشددا في قراراته وصان الوحدة الوطنية، و كرس نفسه للعمل السياسي و النضال من أجل استقلال الجزائر، ورفض من جهة أخرى الخوض في ظروف استشهاده
أكد رضا مالك خلال محاضرة حول مهندس الثورة عبان رمضان ألقاها بمناسبة يوم الشهيد في دار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو بدعوة من جمعية «عبان رمضان» أن هذا الأخير كان رجلا سياسيا متفتحا و يعتبر من الشخصيات الفذة للحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 ، وتمكن من توحيد مختلف الأطياف السياسية التي التحقت بجبهة التحرير الوطني ويعتبر الوحيد الذي سعى إلى تحقيق المصالحة الوطنية خلال الثورة.
وأضاف ذات المتحدث أنه «بفضل أفكاره تمكنت الجزائر من نيل الاستقلال الذي كان الهدف الأسمى بالنسبة للشهيد، و أنه كان دائما يوصي رفاقه بمواصلة الكفاح وعدم التراجع للوراء مهما كلفهم ذلك لأنه آمن بالقضية الوطنية و بأن استقلال الجزائر لن يتحقّق إلاّ بالكفاح المسلح». وقال رئيس الحكومة الأسبق بأن الأناشيد كانت الرفيق الدائم لعبان عندما كان وحيدا في زنزانته بسجون المستعمر الفرنسي. وعاد المتحدث إلى ظروف انعقاد مؤتمر الصومام في أوت 1956 بمنطقة أوزلاقن، و قال بأن عبان كان دائما يفكر في وضع قاعدة جديدة للثورة التحريرية وقد خطط للمؤتمر الذي انبثقت عنه قرارات مهمة وتبنى أرضيته الإيديولوجية المحددة لصيغة القيادة من حيث أولوية السياسي على العسكري و أولوية الداخل على الخارج، مؤكدا بأنّ عبان هو من أعطى وجها جديدا للثورة الجزائرية التي أصبح لديها صدى واسعا في العالم أجمع. كما جمع بين قادة الثورة التحريرية الكبار رغم الخلاف الذي كان بينهم.
و بخصوص النشيد الوطني «قسما» أكد رضا مالك بأن عبان رمضان هو من طلب من رباح لخضر الاتصال بالراحل مفدي زكرياء الذي كان قابعا في سجن بربروس لتأليف كلماته لأنه رأى من الضروري كتابة نشيد خاص يعبر عن الثورة الجزائرية، كما أكد بأنه هو من أشرف على إصدار العدد الأول من صحيفة المجاهد رفقة سعد دحلب و بن يوسف بن خدة.رضا مالك عاد من خلال محاضرته إلى تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة، و قال بأن الفكرة كانت من إقتراح الزعيم الراحل حسين آيت أحمد عندما كان في السجن بضواحي باريس وقد ألح على فكرته و دافع عنها لأنها لم تأخذ بجدية في بداية الأمر ليتم قبولها في وقت لاحق، و يعلن عن تشكيل الحكومة الجزائرية المؤقتة في 19 سبتمبر 1958 نظرا لأهميتها في إعطاء الدعم السياسي والديبلوماسي اللازم للثورة. وتحفظ رضا مالك في رده حول سؤال عن الظروف التي فارق فيها عبان رمضان الحياة، و اكد بأن الراحل سقط في ميدان الشرف وتوفي في ظروف تراجيدية، وقال بأن آخر لقاء جمعه به كان في سبتمبر 1957 كان آنذاك يحمل حقيبة بنية ويرتدي بدلة سوداء قبل أن يسمع كغيره بخبر وفاته بالمغرب شهر ديسمبر من نفس السنة.
سامية إخليف