الإجمـاع الوطنـي فـرض نفسـه كحل وحيـد للأزمة
أكد أمس السبت الأمين الوطني لحزب جبهة القوى الإشتراكية عبد المالك بوشافة بتيزي وزو أن نضال الحزب و تعلق الأفافاس بالوحدة الوطنية والسلامة الترابية للبلاد و وحدة الشعب الجزائري قناعة راسخة ولا تتزعزع، لأنها من المبادئ المؤسسة للثورة التحريرية و للحزب الذي ناضل ومازال يناضل من أجلها، معتبرا أن الإجماع الوطني فرض نفسه اليوم كحل وحيد للأزمة المعقدة و المتعددة الأبعاد التي تعيشها البلاد، و أن مبادىء الحزب مرتبطة بشكل وثيق بهوية الجزائريين السياسية كما هو الشأن بالتزامهم من أجل الأمازيغية و العناصر الأخرى المشكلة للشخصية الجزائرية والهوية الوطنية.
و قال بوشافة خلال الكلمة التي ألقاها أمام مناضلي الحزب بدار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو خلال افتتاح مجلس فيدرالية الولاية، أن الرهان اليوم يتمثل في إيجاد كافة الطرق والوسائل الكفيلة بوضع كل حظوظ النجاح في جهة الذين يؤمنون بالمشروع الوطني الديمقراطي و تعبئة أكبر عدد ممكن من المواطنين حول أفكار ومسعى الحزب المتمثلة في إعادة بناء الإجماع الوطني كحل للأزمة التي تعيشها البلاد التي قال عنها بأنها أزمة نظام، مشيرا إلى أن مبتغى تشكيلته السياسية اليوم هو مبتغى الأمس والمحافظة على السيادة الوطنية، مؤكدا أن هدف الحزب هو بناء دولة قوية بمؤسساتها بانخراط شعبها. و قال في ذات الخصوص»هدفنا هو بناء بلد موحد ومزدهر ومتضامن و نضالنا هو نضال من أجل إرساء التغيير والبديل الديمقراطي السلمي الذي يسمح لبلدنا بالارتقاء».
و أوضح بوشافة أن هذا البديل الديمقراطي الذي يناضل من أجله الأفافاس يمر حتما عبر إعادة بناء أوسع إجماع وطني يتفق فيه الجزائريون على مستقبلهم ومستقبل بلدهم دون إقصاء او تهميش، وقال أن هذا الإجماع فرض نفسه اليوم كحل وحيد للازمة الوطنية المعقدة والمتعددة الأبعاد التي طال أمدها خاصة مع الفشل الصريح والمعلن للمبادرات الأخرى المطروحة على الساحة السياسية.
كما أكد ذات المتحدث أن البناء الديمقراطي وتقوية هياكله وتوسيع قاعدته النضالية هو مطلب أخلاقي و سياسي، وتنظيمي، و قال «لقد جعلنا من هذا المطلب تحديا و وعدا يجب علينا جميعا تجسيده، لأنني مقتنع بأن خارطة الطريق المستقبلية تمر حتما عبر رفع هذا التحدي و ضمانة أساسية للنجاح التي يجب جعلها لصالحنا لنكون عند قمة الإرث التاريخي والنضالي الذي تركه لنا الراحل حسين آيت احمد».
على صعيد آخر صرح الأمين الوطني للافافاس أن الجزائر تعيش أوقاتا عصيبة و قال «أننا نعيش في بلد دون مشروع مشترك، و دون رؤية مشتركة و دون إرادة سياسية وطنية قوية لإيجاد حل نهائي و جذري للازمة المعقدة ومتعددة الأبعاد و في كافة المجالات».
كما اعتبر المتحدث المشاكل التي يتخبط فيها شباب منطقة القبائل مماثلة لمشاكل شباب الجزائر ككل من الغرب إلى الشرق ومن الشمال إلى الجنوب، و قال أن بعض المصالح الخاصة توحي باستغلال المنطقة والغضب الشباني من أجل إعادة التموقع في الساحة كما أن هناك قوى تعمل وتدفع على تعفين الأمور من خلال الاستفزاز أحيانا والقمع أحيانا أخرى .
مشيرا إلى أن مستقبل منطقة القبائل مرتبط بمصير الجزائر فلا يمكن التفكير في مصير ومستقبل المنطقة خارج المصير الوطني المشترك للجزائريات والجزائريين و بالنسبة للأفافاس فإن الأولوية واضحة اليوم كما بالأمس وهي الاستمرار في النضال مع و إلى جانب المواطنات والمواطنين لبناء دولة القانون، دولة ديمقراطية واجتماعية وفقا لمبادئ نوفمبر ولوائح مؤتمر الصومام.
سامية إخليف