على الجـزائريين أن لا يخضعـوا لإغــراءات المـال والتـأشـيرة للإنسياق وراء الأفكار الدخيلة
أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف،محمد عيسى ، أمس الثلاثاء، أنه تم الإنتقال من مرحلة الإنذار إلى مرحلة العمل والتطبيق في التعامل مع الأفكار الدخيلة والطوائف التي تريد التغلغل وسط الجزائريين و تنشر أمورا مخالفة للمذهب المالكي السني، مضيفا أن هذا الملف متكفل به من طرف كل الهيئات المعنية، وأن الدولة لها كل الإمكانيات لتأمين مواطنيها من هذه الأفكار، و قال في هذا الصدد «على الجزائريين أن لا يخضعوا
لإغراءات المال والتأشيرة للإنسياق وراء مرجعيات دينية دخيلة وأفكار مختلفة عنهم».
وأكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف في رده على أسئلة الصحافة أمس على هامش إشرافه على توديع الدفعة العاشرة من الحجاج من مطار وهران الدولي، أن الجزائر لا تحتاج دروسا ولا أن يكون غيرها وصيا عليها في مجال حرية المعتقد ومجال الحريات بصفة عامة، وأن الجزائر تأخذ التقرير الأمريكي على سبيل الإستئناس فقط مثلما تم الإستئناس بتقارير جاءت من المشرق الإسلامي.
وأضاف محمد عيسى، أنه رغم أن التقرير الأمريكي الأخير حول حرية المعتقدات الدينية يعتبرأحسن تقرير كتب عن الجزائر مقارنة بسابقيه، إلا أن الغرب لم يفهم بعد ثقافة الجزائريين التي ترتبط بفلسطين كلما ذكر اليهود، وترتبط بالإستعمار كلما ذكرت المسيحية، وهذه مؤشرات يجب أخذها بعين الإعتبار عند الحديث عن حرية المعتقد في الجزائر، وذكر الوزير بأن رد وزارة الخارجية سجل بأن هناك نصوصا في القانون الجزائري تضمن حرية المعتقد وتضمن أيضا حرية ممارسة الشعائر الدينية، وكذا حرية التنقل لمعتنقي الديانات الأخرى، وهي إيجابيات لم يأت بها التقرير الأمريكي، معلنا عن أن ملاحظات تفصيلية هي قيد التحرير وسيتم تبليغها لكاتبة الدولة الأمريكية لتصحيح تقاريرها اللاحقة.
وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أن مليون جزائري سجل هذا العام إلكترونيا للحج، ولكن تعذر إجراء القرعة إلكترونيا بالنظر لبعض لثقافة الجزائريين التي تعودت على هذا الإجراء في المساجد، وأن الإقتراح سيدرس بالتنسيق مع الحكومة لتكون مستقبلا الجزائر أول بلد إسلامي يجري القرعة إلكترونيا.
وأضاف الوزير أن هذا الإجراء سيرافق تسهيلات أخرى للحجاج في غضون 2019 وهو الموسم الذي يرتقب أن تكون فيه تحضيرات الحج قد بلغت مرحلة «الرفاه» كونها اليوم تحافظ على مرحلة «الكرامة»، ومن هذه النقطة ركز الوزير على ضرورة أن يكون الحجاج الجزائريين أحسن سفراء لبلادهم ويقدموا أجمل وأحسن الصور عن الجزائر وأن يكونوا حذرين بهذا الخصوص لأن كاميرات العالم تلتقط كل صغيرة وكبيرة. وتوعد عيسى أيضا كل المتقاعسين في خدمة الحجاج سواء إطارات أو أعضاء البعثة وحتى الوكالات التي قال بشأنها أنه السنة الماضية تم إقصاء نهائي لوكالتين سياحيتين.
وفيما يتعلق بعودة الجزائر لسهمها الحقيقي في حصة الحج والتي من المفروض أن تكون 40 ألف حاج بما أن المعادلة تقر بأنه يتم توفير تأشيرة لكل حاج من بين 1000 ساكن، ولكن لحد الآن لازالت الجزائر لم تصل ل 30 ألف حاج، حيث كشف الوزير أن هناك وعود من السلطات السعودية بتوفير الحصص الحقيقية للجزائر عندما تكتمل الإصلاحات وعمليات التوسعة التي تقوم بها، وبهذا فإن 10 آلاف حاج جزائري رهينة هذه الأعمال.
وعن نقص حصص الحج لبعض البلديات، أوضح محمد عيسى، أن السبب الأول هو التغييرات التنموية التي عرفتها هذه البلديات هذا العام ومنها الترحيل الذي أضاف أعدادا كبيرة من السكان لبلديات مع بقاء الحصة القديمة على حالها وهذا ما سبب نقصا، مبرزا أن الأمر سيدرس مع وزارة الداخلية والجماعات المحلية لتحيين الإحصائيات وتسوية الأمر لاحقا.
وأوضح الوزير أن عمل الإمام المرافق لكل فوج من الحجاج من أجل إرشادهم وتقديم لهم الفتاوى المناسبة،سيكون وفق برنامج مضبوط حيث أن الحجاج يتعرفون على هذا الإمام قبل إقلاعهم من الجزائر حيث يقوم بتوجيه الحجاج ونصحهم ومرافقتهم، أما أثناء وصول الحجاج للبقاع المقدسة فالإمام يقدم دروسا يومية ويجيب على كل الأسئلة المطروحة حسبما أفاد عيسى، كي لا يضطر الحاج الجزائري للجوء لمفتين من مذاهب مختلفة عن مذهب الجزائريين الوسطي المعتدل، كما سيكلف الإمام المرافق بملازمة الحجاج في كل المناسك. هوارية ب