الإصلاحات التي عرفتها الشرطة الجزائرية جعلتها تحتل المرتبة الخامسة عالميا في الأنتربول
أكد أمس مدير المتحف المركزي للشرطة « العقيد لطفي» عميد أول للشرطة عبد الكريم شوقي، أمس الإثنين، بأن الشرطة الجزائرية أصبحت عنصرا فعالا في الشرطة الدولية الأنتربول نتيجة الإصلاحات العميقة التي خاضتها في السنوات الأخيرة والأساليب التي اعتمدتها لعصرنة القطاع، مشيرا إلى أن انضمام الجزائر للشرطة الجنائية الدولية الانتربول كان في سنة 1963، وكانت عضوا إلى أن أصبحت في سنة 2015 تحتل المرتبة الخامسة عالميا في تقديم الخدمات الشرطية.
وتعكس هذه المرتبة حسبه مدى التقدم والعصرنة الذي أصبح يعرفه جهاز الشرطة في الجزائر، مضيفا بأن هذه المكانة يعكسها أيضا دور الجزائر في إنشاء الشرطة الإفريقية « أفريبول» واختيار الجزائر مقرا لها.
وأضاف نفس المتحدث، في محاضرة ألقاها بمقر ولاية البليدة حول تاريخ الشرطة الجزائرية بأن المدير العام للأمن الوطني اللواء عبد الغني هامل قام بإصلاحات عميقة في هذا الجهاز منذ تعينه، مؤكدا بأنه رسم سياسة شاملة تهدف إلى رفع الأداء المهني، إلى أن وصلت الشرطة إلى مرحلة محترفة جدا، و من ضمن المجالات التي ركز عليها المدير العام للأمن الوطني في إصلاح القطاع يضيف نفس المتحدث، هو اهتمامه بالمورد البشري لما له من أهمية كبيرة، من خلال القيام بإصلاحات جذرية على المستوى البشري وحسن إعداده وتطوير مهاراته، خاصة وأن جهاز الشرطة يضطلع حسبه بمهام حساسة، إلى جانب تحسين الوضعية الاجتماعية لمنتسبي الأمن الوطني عبر كل ولايات الوطن، بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الصحي، مشيرا إلى اتخاذ عدة إجراءات في هذا المجال وكان آخرها تدشين مستشفى جهوي بوهران مؤخرا، إلى جانب تدعيم الحركة الرياضية في صفوف منتسبي الأمن الوطني تنظيميا وماديا ومعنويا، مما انعكس إيجابيا على النتائج المحققة. كما تحدث نفس المصدر عن تعزيز قنوات الاتصال بجميع أنواعها سواء الداخلي والخارجي، كما انتهج جهاز الأمن حسبه ثقافة الشرطة الجوارية، وفي نفس الوقت انتهجت سياسة إعلامية احترافية، مشيرا إلى أن الأسلحة المستعملة اليوم لتعكير الأجواء هي الوسائط الإعلامية المختلفة، ولهذا اعتمدت المديرية العامة للأمن الوطني سياسة اتصالية فعالة، كما استحدثت منتدى للأمن الوطني الذي كان له صدى كبيرا، وأشار عميد أول للشرطة عبد الكريم شوقي إلى أن سياسة الدولة والأمن الوطني التي استخدمت فيما سمي بانطلاقة الربيع العربي في سنة 2011استطاعت تفويت الفرص على المتآمرين.
وفي سياق متصل، تحدث نفس المصدر عن عصرنة الوسائل التقنية المستخدمة ودفعها واعتماد أساليب جديدة، منها التسيير الديمقراطي للحشود، وإشراك المواطن في المنظومة الأمنية والشرطية، واستحداث أساليب جديدة في عمل الشرطة، إلى جانب مساهمتها في الأعمال التضامنية والإنسانية المختلفة وتقديم خدمات للمواطنين، مؤكدا بأن هذا التوجه للشرطة جعلها تدخل مسار الاحترافية، وأشار في نفس الإطار عميد أول للشرطة عبد الكريم شوقي بأن الوحدة الجوية للشرطة التي كانت تتوفر في سنة 2001 على أربع مروحيات فقط، تتوفر حاليا على 14 مروحية و56 طيارا كلهم من خريجي الجامعة الجزائرية ومدارس الشرطة، مضيفا بأن مهام هذه الوحدة لم تعد تقتصر على المرافقات الأمنية فقط، بل تقوم بمهام عملياتية، مؤكدا بأن هذه القفزة النوعية التي عرفتها الشرطة انعكست ايجابيا على جميع الجوانب في المجتمع.
من جانب آخر، أوضح نفس المصدر بأن الشرطة الجزائرية التي أخذت ضربات موجعة عانت ويلات العشرية السوداء، استطاعت إخراج الجزائر من هذه المحنة برفقة باقي الأسلاك الأمينة الأخرى وسياسة الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي سطرهما رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن الشرطة الجزائرية استطاعت أن تكتسب خبرة كبيرة في محاربة الإرهاب من خلال هذه التجربة وتمكنت من تسيير هذه المرحلة.
نورالدين-ع