مبادرة الوفاق واجهت عراقيل و هناك إجماع ضد الحزب و مشروعه
اعترف السكرتير الأول للافافاس، محمد نبو، بوجود عقبات حالت دون نجاح المبادرة السياسية التي أطلقها الحزب تحت اسم «مبادرة الإجماع الوطني»، وتحدث في رسالة موجهة إلى مناضلي الحزب لدعوتهم لحضور تجمع شعبي بقاعة الأطلس بالعاصمة السبت المقبل، عن العراقيل التي واجهها الحزب لحشد التأييد السياسي لمبادرة الإجماع، بعدما أبدت أغلب التشكيلات السياسية الفاعلة رفضها التعاطي ايجابيا مع الفكرة، وهو ما دفع قيادة «الأفافاس» إلى إلغاء ندوة الإجماع الوطني التي سعى الحزب لتنظيمها، وعقد من أجلها جلسات مشاورات ماراطونية مع قادة جل الأحزاب السياسية.
وقال محمد نبو في رسالته أن المبادرة كانت ثمرة جهود مناضلي الحزب طيلة سنتين لتجسيد «لوائح الحزب خاصة مشروع إعادة بناء الإجماع الوطني من أجل إيجاد حل سلمي، توافقي وديمقراطي للأزمة المعقدة التي تعيشها البلاد». واعتبر الأمين الأول «للافافاس» بان ما تم انجازه «إلى حد الآن عمل مهم و كبير في نفس الوقت»، مؤكدا بان حزبه لا يزال يواصل استكشاف كافة سبل الإجماع.
وتحدث السكرتير الأول في رسالته، عن العقبات التي واجهت مبادرة جبهة القوى الاشتراكية، وقال بان المبادرة واجهت «عقبات ومقاومة»، وعدم وجود إرادة سياسية معبر عنها بوضوح من قبل السلطة للمساهمة في المبادرة، وأكثر من ذالك تحدث نبو، عن وجود إجماع ضد الحزب ومشروعه، وذالك من خلال البيانات السياسية والتعليقات الإعلامية التي تعاطت مع المبادرة، ورفض الحزب الرد مباشرة عن مواقف بعض الأحزاب الفاعلة وبالأخص «الافلان» و«الارندي» اللذين رفضا صراحة المشاركة في اجتماع الحزب، حيث اعتبر الأمين العام للافلان، عمار سعداني، بان مناقشة شرعية المؤسسات «خط احمر»، بينما اعتبر الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، عبد القادر بن صالح، بان مبادرة «الافافاس» لا تتوفر على شروط النجاح.
وقبل ذالك واجهت المبادرة سيلا من الانتقادات اللاذعة التي صدرت عن الأحزاب المعارضة المشكلة لما يعرف بـ«تنسيقية الانتقال الديمقراطي» التي رأت في مبادرة القوى الاشتراكية «محاولة لزعزعة صف المعارضة واستهداف لمشروعها السياسي الجديد».
ورغم العراقيل التي تحدث عنها نبو، والتي كانت من الأسباب التي أدت إلى تأجيل موعد انعقاد ندوة الإجماع الوطني، إلا أن هذا الأخير، جدد تمسك الحزب بالمبادرة، وقال بان المبادرة تبقى قائمة و تحظى بآمال كبيرة و في النهاية سوف تكلل بالنجاح لأنها ضرورية. مؤكدا بان الحزب على قناعة تامة بهذا الطرح. واعتبر بان «أسباب الأمل لا تزال قائمة و حاضرة». كون المبادرة تتماشي –كما قال الافافاس- واحتياجات الوضع الراهن في البلاد، واهتمام المجتمع بمشروع إعادة بناء الإجماع الوطني، وهو موقف معاكس لتعاطي السلطة معه.
وأكد «الافافاس» في رسالته بان «الطريق طويلة و صعبة ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لإرساء تغيير حقيقي في البلاد»، وقالت قيادة الحزب أنها عازمة على مواصلة تعبئة الجزائريات والجزائريين، وتعبئة القوى السياسية والاجتماعية الواعية لتحقيق هذا الهدف. وقالت بان الجزائر بحاجة إلى تحولات سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية في إطار مناخ داخلي، إقليمي و دولي غير مستقر و مقلق.
ودعا الحزب، مناضليه للمشاركة بقوة في التجمع الشعبي يوم السبت المقبل، واعتبر بان نجاح هذا التجمع «مهم لتقوية حزبنا والاستمرار في نهجنا لخدمة وطننا». وقالت القيادة بأنها تنتظر من هياكل الحزب والمناضلين «تعبئة تامة واستعدادا كاملا لجعل هذا الحدث حدثا سياسيا كبيرا»، الذي يراد منه استعراض قوة الحزب والرد على الأطراف التي حالت دون تجسيد مبادرته.
أنيس نواري