أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، أمس الثلاثاء، أن الجزائر ترفض استعمال ورقة اللاجئين لأغراض سياسية.
و أشارت بن حبيلس إلى أن الجزائر تجد نفسها اليوم مجبرة على تسيير تداعيات أخطاء استراتيجية للدول العظمى تسببت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في مأساة إنسانية غير مسبوقة.
وترى رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ـ مثلما أوضحت في تصريح إذاعي ـ أن الدول المسؤولة عن مثل هذه الحالات، والتي تميل إلى استغلال مساعداتها لأغراض سياسية، يجب أن «تقاسم العبء» مع الجزائر في المساعدة على التعامل مع هذه الكارثة» من خلال المفوضية العليا للاجئين.
وفيما لفتت إلى أنها لا تمتلك إحصاءات دقيقة عن عدد المهاجرين الذين لجأوا إلى الجزائر، أكدت بن حبيلس استمرار تقديم الدعم والمساعدة لهؤلاء اللاجئين.
كما نددت بمظاهر العنصرية التي طالت اللاجئين الأفارقة من قبل بعض مستعملي وسائل التواصل الإجتماعي مؤخرا في سلوك غريب عن الشعب الجزائري على حد تعبيرها.
و قبل ذلك، أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أول أمس، أن الجزائر «لن تتخلى أبدا عن مساعدة الرعايا الأفارقة الذين لجأوا اليها نتيجة الأوضاع المأساوية والظروف الاجتماعية الصعبة التي تواجهها بلدانهم».
وقالت بن حبيلس في تصريح للصحافة عقب زيارتها لتجمع خاص برعايا افريقيين بمنطقة وادي الكرمة بالعاصمة، أن الجزائر «متمسكة بقيمها الانسانية والتضامنية النابعة من مبادئ الدين الاسلامي الحنيف وأصالتها العريقة القائمة على مبادئ التضامن»، ولذلك -مثلما أضافت- «سنواصل تقديم كل الدعم والمساعدات لكل اللاجئين الأفارقةلاسيما الذين يتواجدون بهذا التجمع والذي يفوق عددهم 1600 شخص».
وأوضحت بن حبيلس في هذا الإطار أن «الانتقادات الأخيرة التي وجهت للجزائر من قبل بعض الأطراف حول أوضاع اللاجئين الأفارقةلا أساس لها من الصحة»، مشيرة إلى أن هؤلاء المنتقدين «يجهلون ثقافتنا وعاداتنا وقيمنا الانسانية النابعة من الدين الاسلامي الحنيف وقيمنا الأصيلة المبنية على مبادئ التضامن والتآخي والتآزر».
وأضافت في هذا السياق، بأن هذه الزيارة التي قام بها وفد من الهلال الأحمر الجزائري لهذا التجمع «تندرج في إطار تعزيز العمل الانساني، وهي أيضا فرصة لنتقاسم فيها مع هذه الأسر الافريقية، التي أغلبها من دولة النيجر، فرحة عيد الفطر المبارك، والتأكيد على مدى اهتمام الجزائر بمساعدة العائلات الافريقية التي لجأت اليها هروبا من الاوضاع المأساوية التي تعاني منها بلدانهم حاليا». وبخصوص قرار الحكومة الأخير بضرورة إعداد بطاقية خاصة بهؤلاء الرعايا وتقنين المساعدات الموجهة لهم، رحبت بن حبيلس بهذا الإجراء الذي يؤكد - كما قالت-»حجم الجهود التي تبذلها الجزائر لتقديم يد المساعدة لهؤلاء والتخفيف من معاناتهم».
م ـ ح